كان يامكان
سارة عادل محمود في بلدة بعيدة كان يعيش رجلان بجوار بعض،أحدهما في حال ميسورة ويدعى هيثم والآخر في حال لا بأس بها ويدعى طارق.كان منزل هيثم اكبر من منزل طارق،وكان هيثم يفتخر ويتباهى بمنزله الكبير وبأمواله الكثيرة،أما طارق فكان يحمد الله على ما أعطاه.وفي يوم من الأيام اشترى كل منهما مزرعة،فكانت مزرعة هيثم تساوي ضعف مزرعة طارق،كانت مزرعة هيثم لا تحتاج إلا إلى حرث وبذور وري بالمياه,أما مزرعة طارق ،فكانت لا تصلح للزراعة حيث كان فيها أشياء قديمة ومكسرة مثل حديد ومحراث مكسر. كان هيثم فرحا بمزرعته الكبيرة،وقال:إنني لن أزرعها كلها، بل سأزرع نصفها حسب ما يكفيني للبيع لأني لا طاقة لي أن ازرعها كلها. ثم نظر إلى مزرعة جاره وقال: مسكين جاري طارق سوف يتعب كثيرا. بدأ هيثم بزرع مزرعته، وهو في حالة كسل ويتفاخر على جاره طارق،فبدر البدور ورواها بالماء،أما طارق فبدأ يزيل الأشياء القديمة كالحديد والمحراث المكسر. ومرت الأيام وما زال طارق ينظف مزرعته ،أما هيثم فقد انتهى من الزرع ،وهو الآن يبيع الثمار ويجني النقود ويذهب إلى طارق ويقول له:انظر.. فيقول له طارق:ربنا يزيدك من رزقه ويرقنا معك. ومرت الأيام وانتهى طارق من تنظيف مزرعته،فبدأ يقسمها فزرع فيها النخيل، والخضروات، وبعض الفواكه وأنواع الورد. وتمكن من بيع منتجاته وذاع صيته في أنحاء البلاد وخارجها،فاقبل عليه الناس يشترون منتجاته،وكان السياح يرتادون مزرعته ليشاهدوا أنواع الورد النادر، ويتلقى طارق العملات الصعبة من السياح مقابل ذلك.وعندما سرى إلى مسامع الإذاعة والتلفاز أخبار هذه المزرعة وما فيها من الورود النادرة، هرعوا إليها لعمل رببورتاج عن المزرعة وما فيها من أنواع الورد النادرة وليعرضوه عبر شاشات التلفاز. فاغتنى طارق واشترى مزارع أخرى،وأنشأ مصنعا لتعليب الثمار وسمى الثمار باسمه وفتح المحلات لبيع منتجاته الأخرى. أما هيثم فقد ظل على حاله يبيع ويشتري في السوق، وذات يوم جاء هيثم إلى طارق وقال له:كيف فعلت؟ وكيف وصلت إلى هذا المركز المرموق؟ فقال له طارق: هذا من فضل ربي.