صباح الخير
كلنا نعرف أن الهموم والمشاكل والتفكير أشياء يعيشها الكبار وتؤثر فيهم لدرجة أنها أصبحت جزءا من حياتهم الشخصية،فأصبح كل إنسان منا يحمل الهم على كتفيه وكأنه رتبة عسكرية يتباهى بها.وأصبحت الأوضاع في الآونة الأخيرة تشغل الكبير والصغير بسبب الأزمات التي تحدث في بلادنا مثل أزمة الغاز والبترول والديزل...الخ من الأزمات. وما جعلني أتطرق إلى هذا الموضوع هو أن الطفل أيضا أخذ نصيبه من تلك الهموم التي أصبحت شبحا يلاحق الجميع ..وقد يستغرب البعض كيف للأطفال أن ينالوا حظهم من الهم ،لكنني أؤكد أن هذا ماحدث ،فقد ،شاهدت كثيرا من الأطفال أصبح شغلهم الشاغل وجودهم في محلات الغاز ووقوفهم في الطابور حتى يتسنى لهم شراء (دبة غاز) وأطفالا آخرين يعانون مع أبائهم من أزمة البترول لان هذه الأزمات لم تؤثر في الدولة أو المجتمع أو كبار مسؤولي الدولة فقط،ولكنها أثرت سلبيا في نفسية كثير من الأطفال فأصبحوا لا يهتمون بالمدرسة أو الواجبات المدرسية أو اللعب مع اقرانهم ولكنهم وضعوا الهموم على أعناقهم وكل يوم تكبر معهم.وقد لفتت انتباهي طفلة لم تتجاوز الخامسة من عمرها تسأل والدها وسالت سؤال أدهشني كثيرا (( بابا هل عندك بترول في السيارة)) ، فشعرت باستغراب شديد لماذا تطرح طفلة على والدها سؤالاً ومن خلال استمرارهما في الحديث، أدركت معنى سؤالها فهي تريد التنزه والخروج وينتابها الهم والتفكير بان سيارة والدها خالية من البترول.لهذه الدرجة أصبح أطفالنا في معاناة مثل الكبار،وأصبح تفكيرهم أيضا كيف سيتمكنون من إحضار أنبوبة الغاز أو كيف سيتحصل آباؤهم على وقود حتى يستطيعوا الخروج أو السفر أو التنقل من مكان لآخر بدون هم وتوتر وقلق.والغريب أن معظم منظمات حقوق الإنسان تكرس أهدافها لإعطاء المرأة الاهتمام والرفع من شأنها،وللشباب نصيب الأسد من الرعاية وحقهم من الاهتمام ولكن حق الطفل البسيط أين هو؟!لايمكن الاهتمام بالأطفال المحتاجين أو ذوي الاحتياجات الخاصة أو الأيتام فقط ، فالطفل هو طفل في الأول والأخير.والطفل البسيط هو أيضا بأمس الحاجة لعيش طفولته البريئة بعيدا عن مشاكل الدولة أو المجتمع.ومن المهم لطفل اليوم أن يعيش طفولته حتى يستطيع حماية وطنه غدا.