العشى الليلي.. أسبابه وعلاجه
لقاء وتصوير/ أشجان المقطريالعشى الليلي هو عدم قدرة العين على رؤية الأشياء بسرعة عند الانتقال من مكان مضيء إلى مكان مظلم، حيث من المعروف أن الرؤية في الضوء الخافت أو المظلم هي عنصر مهم لمعرفة صحة الإبصار.ويسبب هذا المرض تلفاً في الشبكية عند الصغار من سن الخامسة إلى سن الثلاثين، وهو أكثر في الذكور منه في الإناث وله صبغة وراثية ويبدو في أطراف الشبكية متجهاً تدريجياً نحو الوسط وأول ما يشكو منه المريض هو ضعف النظر في المساء وفي الضوء الخافت، ويلاحظ الأبوان على الصغار المصابين بهذا المرض صعوبة في حركتهم وسيرهم في الأماكن المعتمة، وفي ملاحظة الأشياء الصغيرة.وللتعرف بمرض العشى الليلي وأسبابه وعلاجه وطريقة عمل النظارات وتقويم النظر ومعالجة طول النظر التقت صحيفة (14 أكتوبر) بالدكتور لطفي حيدرة صالح العقربي اختصاصي العيون وفحص النظر والحول بالكمبيوتر في المجمع الصحي بمديرية التواهي وتركت له حرية الحديث.. فإلى التفاصيل:[c1]مرض العشى الليلي[/c]يعرف الدكتور لطفي مرض العشى الليلي بأنه عدم قدرة العين على رؤية الأشياء بسرعة عند الانتقال من مكان إلى مكان مظلم، حيث من المعروف أن الرؤية في الضوء الخافت أو المظلم عنصر مهم لمعرفة صحة الإبصار، وهو أيضاً مرض يصيب العيون نتيجة لعدة أسباب منها: وراثياً بسبب نقص متوارث في المادة الصبغية الموجودة في الخلايا العصوية «rods » الموجودة في شبكية العين أو نقص فيتامين (أ) في الدم نتيجة عدم إتباع نظام غذائي متكامل، ويوجد فيتامين (أ) أكثر ما يكون في كبد الحيوانات مثل الدجاج والأبقار، كما يوجد كذلك في اللبن والخضروات ذات الألوان الصفراء والخضراء وخصوصاً في الجزر لاحتوائه على مادة الكاروتين.. أو بسبب مرض الساد أو الماء الأبيض «cataract” أو الماء الأزرق “glaucoma”.وأشار إلى أن هذا المرض يسبب تلفاً في الشبكية عند الصغار من سن الخامسة إلى سن الثلاثين وهو أكثر في الذكور منه في الإناث، وله صبغة وراثية ويبدو في أطراف الشبكية متجهاً تدريجياً نحو الوسط وأول ما يشكو منه المرضى هو ضعف النظر في المساء وفي الضوء الخافت، ويلاحظ الأبوان على الصغار المصابين بهذا المرض صعوبة في حركتهم وسيرهم في الأماكن المعتمة وفي ملاحظة الأشياء الصغيرة.وأوضح د. لطفي: ولدى استفحال هذا المرض فإن المصاب يبدأ بالشعور بأن نظره الجانبي أخذ يتقلص لدرجة أنه يتخيل وكأنه ينظر إلى الأشياء من خلال أنبوب أو أسطوانة دقيقة وتستمر هذه الحالة في التطور إلى أن تؤثر تأثيراً بالغاً في حدة النظر وقوته ولكنه لا يؤدي إلى العمى التام، ويكون هذا المرض في بعض الأحيان مصحوباً بمياه بيضاء في العدسة.وأضاف سبب العشى الليلي غير معروف بالضبط وينتقل بالوراثة وليس له علاج حتى الآن.واستطرد قائلاً: إذا أصيب أحد أفراد العائلة به فإنه يجب فحص الآخرين للتأكد من خلوهم منه.طريقة عمل النظارات وتقويم النظروعن طريقة عمل النظارات وتقويم النظر يقول د. لطفي: لمعالجة طول النظر تحت سن ست سنوات تصرف النظارة في عدة حالات وهي: 1ـ طول نظر يزيد على خمسة ديوبتر مع نقص بحدة النظر ولا لزوم للنظارة إذا كانت حدة البصر visual acuity جيدة وتوفرت المتابعة المستمرة.2ـ طول نظر مع استيجماتزم ونقص بحدة البصر acuity ولا لزوم للنظارة إذا كانت حدة البصر جيدة وتوفرت المتابعة المستمرة.3ـ طول نظر مع نقص حدة البصر بسبب مشكلة بالقرنية أو بالعدسة. 4 -يستوجب إعطاء القوة كاملة لتكبير الصورة ومساعدة المريض على التقليل من استخدام التكيف. 5 - طول نظر مختلف القوة في العينين (Anisometrpia) مع نقص النظر بإحدى العينين تصرف له النظارة لمنع غبش العين (amblyobia). 6 - طول نظر مختلف القوة في العينين (Anisometrpia) مع الشكوى من إجهاد العين وتساوي حدة البصر في العينين تصرف له نظارة لعلاج إجهاد العين. وتابع حديثه : (من الأفضل صرف التصحيح الكامل الذي يعطي النظر الجيد ويتقبله الشخص بسهولة وعند رفض استخدام التصحيح الكامل خصوصاً في الحالات الضرورية مثل الحول يستخدم قطرة الاتروبين (atropine) مرة واحدة يوماً بعد يوم ولمدة أسبوع أو أسبوعين حتى تتعود العضلات الهدبية (ciliary mascles) على التغير الذي سببته النظارة وحيث أن طول النظر يتناقص مع النمو في جميع الأطفال حتى يصل تقريباً إلى مرحلة استواء النظر بعد البلوغ فهنا علينا فحص النظارة أو فعلينا فحص النظارة كل سنة وتغييرها إذا لزم الأمر، لأن زيادة القوة الموجبة بالنظارة تولد قصر نظر كاذب ولهذا فهي تقلل قوة النظارة الموجبة تدريجياً حتى يمكن الاستغناء بالكلية في آخر الوقت، وعدم تصحيح طول النظر ليس سبباً للصداع في الأطفال في هذا السن فلا تصرف نظارة بغرض معالجة الصداع، ولابد لنا من البحث عن سبب آخر للصداع في هذا السن مثل الصداع النصفي الوراثي، كما لا تصرف النظارة بسبب تكرر الأكياس الدهنية أو تكرر التهاب الملتحمة إذا لم تكن النظارة ضرورية لتحسين النظر. أما من العمر ست سنوات إلى عشرين سنة فيبذل الأطفال في هذه السن مجهوداً كبيراً في المدرسة ولهذا تصرف النظارة لأي درجة من طول النظر، لكن إذا تأكدنا هنا من نقص النظر أو تأكد لنا وجود حول انسي تكيفي أو أعراض مؤكدة لإجهاد العين. وأضاف الدكتور لطفي “ أما إذا كانت الأعراض غير مؤكدة مثل الصداع والشعور بالتعب بعد قليل من بداية العمل القريب وعدم الاهتمام بالدراسة والشكوى من الحكة ودعك العين فعلينا في هذه الحالة قياس قوة العين، وإذا اكتشفنا أكثر من (3) ديوبتر طول النظر فمن الأفضل صرف نظارة واستخدامها باستمرار ولو كان طول النظر أقل من ذلك فيكفي استخدام النظارة للعمل القريب فقط وفي كل الحالات يتوجب الفحص باستخدام قطرة شل التكيف مثل السايكلو بنتوليت وعند صرف النظارة نخصم (1) ديوبتر من القوة الكلية للتعويض عن استخدام القطرة ويمثل هذا الديوبتر طول النظر الخفي ونخصم أقل من ذلك في حالة الحول الانسي وأكثر من ذلك في الأطفال الأقل عمراً من ست سنوات خاصة إذا كانت درجة طول النظر كبيرة. وحيث أننا في هذه الحالة لا نتمكن من فحص النظر بالتجربة والقياس لهذا نخصم من 1.5 إلى 2 ديوبتر من القوة الكلية “. ويقول الدكتور العقربي “ يمكن صرف النظارة للأطفال الكبار اعتماداً على فحص النظر بالتجربة والقياس بعد زوال تأثير قطرة شل التكيف ويجنبنا ذلك صرف نظارة بقوة أكثر من اللازم تؤدي لعدم وضوح الرؤية، ومن الأفضل صرف القوة الكاملة لطول النظر إذا تقبله الشخص بسهولة وأعطى نظراً جيداً وعند عدم تقبل الشخص للقوة الكاملة خصوصاً في حالات الحول الانسي التكيفي هنا تستخدم قطرة الاتروبين بوقع لمدة أسبوع أو أسبوعين لتقليل قوة العضلات الهدبية حتى تتعود على التغير الذي سببته النظارة، وعلينا أن لاننسى أن طول النظر يتناقص مع النمو حتى يتلاشى كلياً بعد البلوغ ولهذا ينبغي فحص الأطفال كل سنة وتغيير النظارة إذا لزم الأمر حتى لا يستمر الطفل في استخدام نظارة بقوة أقوى من اللازم تؤدي لعدم وضوح الرؤية البعيدة خصوصاً أن الأطفال لن يشتكوا من عدم وضوح الرؤية “. أما في العمر من عشرين إلى أربعين سنة فيقول الدكتور لطفي “ يعتمد صرف النظارة في هذه السن على قوة النظر والأعراض مع مراعاة النقاط التالية: لا تصرف نظارة لشخص لديه أقل من ثلاثة ديوبتر طول نظر ولم يبلغ من العمر خمساً وعشرين سنة أو بلغ خمساً وعشرين سنة طالما أنه يتمتع بنظر جيد ومريح للقريب والبعيد بدون نظارة، أما الشخص البالغ خمسة وثلاثين عاماً ولديه ثلاثة ديوبتر طول نظر ولا يشتكي من عدم وضوح الرؤية البعيدة فتصرف له نظارة للقراءة فقط وإذا اشتكى من إجهاد العين مع النظر البعيد تصرف له أيضاً نظارة للمسافة البعيدة. ويحتاج الشخص مع تقدمه في السن إلى نظارة للنظر البعيد ونظارة للقريب ومن الأفضل إعطاؤه أقوى قوة تعطي أفضل نظر مريح على أن تكون قوتها أقل من قيمة طول النظر الكلي لأن إعطاءه القوة الكلية يؤدي إلى اعتماده الكلي على النظارة وعدم القدرة على الرؤية الواضحة بدونها، ويؤدي التصحيح الناقص لطول النظر إلى تكرار الصداع وإجهاد العين ولكن من الأفضل كقاعدة عامة ولتجنب التصحيح الناقص لطول النظر أن يعطى الشخص كمية من طول النظر الظاهر مع ربع قيمة طول النظر الخفي، ونصحح أكبر كمية من طول النظر الكلي لمن لديه أعراض شديدة لإجهاد العين حتى نقلل استخدام التكيف الذي يؤدي إلى ظهور هذه الأعراض، وفي حالة تقلص عضلات التكيف هنا نعطي القوة الكاملة لطول النظر سواء في حالة تقلص عضلات التكيف والحول الانسي الكامن (Esphoria) ويجب لبس النظارة بشكل دائم في هذه الحالات، والتعديل الكامل لطول النظر هو الأفضل وإذا لم يتقبل المريض التعديل الكامل في حالة حاجته لمعالجة أعراض إجهاد العين مثلاً نعطي قوة أقل في النظارة الأولى ثم تزيد القوة تدريجياً كل عدة أشهر حتى يتقبل المريض القوة الكاملة المطلوبة أو نعطي نظارتين واحدة بالقوة الكاملة لاستخدامها في القراءة والأخرى بقوة أقل للرؤية البعيدة. كما يعطى الطلاب وموظفو المكاتب قوة تصحيح أكبر من الأشخاص القليلي القراءة والكتابة. وعلينا أن لا نغفل الأسباب الأخرى لإجهاد العين مثل انحراف الصحة العامة والحالة النفسية والعصبية قبل التفكير في تعديل قوة النظارة. [c1]علاجه [/c] وعن علاج مرض العشى الليلي قال د. لطفي “ يعتمد علاج هذا المرض على المرض المسبب له فمثلاً إذا كان السبب نقص فيتامين (أ) فيعالج بإضافته للغذاء سواء بطريقة طبيعية أو بتناول مكملات غذائية تحتوي عليه وبالنسبة لباقي الأمراض مثل الجلوكاما والكاتاراكت فعلاجها يعالج العشى الليلي تلقائياً“. [c1]نصائح [/c]وختاماً ينصح د. لطفي العقربي مرضى العيون بمتابعة نظرهم بشكل دائم ويلزم فحص النظر والحول في الحالات المشكوك فيها، كما نصح بإجراء فحص لقاع العين سنوياً من خلال توسيع حدقة العين وتصوير الشبكية لأنه أمر ضروري وخصوصاً لمرضى السكر.