
وهنا نود أن نؤكد على أن العمل على حمايته مسؤولية جماعية تتطلب تضافر الجهود بين جميع الجهات المعنية، للحفاظ على ما يتميز به من تاريخ عريق، لاحتضانه العديد من المواقع الأثرية التي تشهد على تعاقب الحضارات فيها عبر آلاف السنين، بفضل التنوع الثقافي والحضاري.
ومؤخرًا، حققت اليمن إنجازًا كبيرًا بجهود أبنائها المخلصين، بعد أن أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو) 26 موقعًا تراثيًا ثقافيًا وطبيعيًا جديدًا على القائمة التمهيدية للتراث العالمي، ليرفع هذا الإنجاز عدد المواقع اليمنية على القائمة إلى 35 موقعًا، مما يعكس تنوع التراث الثقافي والطبيعي.
والمواقع الجديدة التي أدرجت على القائمة تشمل مدن ومعالم مملكة معين القديمة، المدرسة العامرية في رداع، آثار وأنظمة إدارة المياه في مملكة حمير في ظفار، شبام كوكبان، محمية جبل إرف الطبيعية، وحيد الجزيل ووادي دوعن في حضرموت، فضلا عن تحديث بيانات خمسة مواقع أدرجت من قبل على القائمة التمهيدية، لضمها الى قائمة التراث العالمي في خطوة ايجابية تعزز من وجود التراث اليمني في المحافل الدولية.
هذا الإنجاز يعكس جهود الحكومة اليمنية والمنظمات الدولية لحماية التراث الثقافي والطبيعي، كما يعكس التزام اليمن بحماية تراثها الغني والمتنوع، الذي يبين تاريخها العريق وحضارتها، ليشمل جوانب التراث في العمارة التقليدية، الفنون الشعبية، الحرف اليدوية، العادات والتقاليد، والأدب والشعر.
إن تحقيق هذه الخطوة الكبيرة سيفتح آفاقًا جديدة لليمن في مجال السياحة الثقافية والطبيعية، ويعزز مكانتها على الخارطة العالمية. كما يبرز التزام اليمن بحماية تراثها الغني والمتنوع، الذي يعكس تاريخها العريق وحضارتها من خلال تعزيز التعاون الدولي وتطوير استراتيجيات مستدامة لحمايته ليظل جزءًا من التراث الإنساني المشترك المستمد من التنوع الثقافي والبيئي للبشرية.
وأمام ذلك نرى ان تستمر هذه الجهود لحماية هذا التراث بمسؤولية جماعية تتطلب تضافر جميع الجهات المعنية للحفاظ على هذا الإرث الغني والعريق، نظرًا لأهميته التاريخية والقيمة الاستثنائية الذي يمثلها في تاريخ البشرية كجسر بين الماضي والحاضر يؤمن التواصل بين الأجيال كمصدر للهوية والفخر للشعوب الحضارية يعكس تاريخها وقيمها وتقاليدها.