صباح الخير
عندما يظهر الطفل - ذو العامين فقط -حالة من التمرد، ونزعة للاستقلال عن الأهل يجب التحلي بالصبر والحكمة حتى لا يتطور النزاع إلى صراع !!!وعادة ما يبدأ الطفل مع دخوله عامه الثاني إظهار رغبته في إنجاز بعض المهام بنفسه، وبالطبع هذه المهام لا تتجاوز محاولته في إعداد وجبة الإفطار أو ربط الأحذية ،فالمشكلة تبدأ في الظهور مع اعتقاد - هذا الإنسان الصغير-أن بوسعه أن يقوم بكل شيء بنفسه دون الاعتماد على الآخرين وهو ما يعتبره خبراء نمو الطفل مرحلة من مراحل تطوره تسمى مرحلة الاستقلالية واعتقاد الطفل هذا لا يسبب له مشكلة بل إن المشكلة هي ما يشعر به الأبوان، فبكل تأكيد أنهما يستطيعان انجاز ما يقوم به طفل العامين بشكل أفضل وبجهد اقل ودون إحداث أي فوضى، وتزداد المشكلة تعقيدا عندما يعتبر الطفل أبويه خصمين له حال محاولتهما مد العون له.. هل كل هذا يدعو إلى القلق؟!. فطفل العامين يحب بطبيعته تقليد الكبار, فهو عندما يشاهد أحدهم يفتح باب السيارة ، أو يدير جهاز التلفاز، ويضع مسحوق التنظيف في الغسالة يتبادر إلى ذهنه (ولم لا أقوم بهذه الأشياء؟) وما يغذي إحساس الطفل بقدرته على القيام بمثل هذه المهام وهو مرونة يديه فالطفل يكون قد أمضى فترة طويلة نسبيا في عمل اليدين هو يرى أنه بعد أن أصبح لديه بعض التحكم فيهما، فإن الوقت قد حان لاستخدامهما، لذلك هو يتوق الآن إلى استعمال أنامله في كل شيء كمفاتيح الكمبيوتر والهاتف وأدوات الكهرباء وغير ذلك.وفي الحقيقة إن الصراع ما بين الأطفال والآباء له ما يبرره فهم لن يتفقوا على المهام التي تناسب الطفل حتى يمكن أن يقوم بها أو تثير اهتمامه فبينما يرى الطفل انه يريد ويمكنه تنظيف أدوات المطبخ سترى الأم أن هذا الأمر أكبر من طاقته وان بإمكانه مثلا مجرد وضع ثيابه المتسخة وهو أمر مرغوب قد يأخذ اهتمام الطفل بأي شكل من الأشكال.وفي الواقع أن دور الآباء يبدأ من هنا تحديدا، فردود فعلهم وسلوكهم تجاه هذا الصراع هي التي تعزز أو تقلل من ثقة الطفل بنفسه ولكي نحدد ما يمكن عمله في مثل هذه الحالة يجب أن نفهم أن طفلا بعمر العامين يميل نحو الاستقلالية ورفضه لأهله الذي يحبهم كثيرا. لذا يتجه المراهق نحو ذلك كما أننا يجب أن ندرك أن تمرد الطفل على أهله في هذه السن يعد مؤشرا واضحا على ثقته بهم وحبه لهم !!.