دمشق/ متابعات: نقل الرواية إلى مسلسل تلفزيوني أو فيلم سينمائي ليس أمراً طارئاً على الدراما السورية التي قدمت العديد من أهم الروايات العربية إلى المشاهدين العرب سواء في التلفزيون أم في السينما منذ عقد السبعينيات من القرن الفائت .وخلال العقود الماضية لم تخب جذوة حماس كتاب السيناريو في هذا الإطار وبين عام وآخر نرى رواية حققت حضوراً متميزاً في المشهد الثقافي العربي وقد أصبحت مسلسلاً تلفزيونياً يتابعه ملايين العرب ولعل رواية (ذاكرة الجسد) للروائية الجزائرية أحلام مستغانمي هي آخر تجليات هذا الزواج بين الرواية والدراما.ويبدو أن موسم 2011 الدرامي سوف يشهد نقلة نوعية في مسيرة هذا الزواج حيث يتم العمل على تحويل عدد من الروايات إلى أعمال درامية تلفزيونية وسينمائية، وللأديب حنا مينا النصيب الأوفر حيث سيتم تحويل أولى رواياته (المصابيح الزرق) التي صدرت في عام 1954 إلى مسلسل تلفزيوني مؤلف من 15 حلقة بتوقيع المخرج محمد عبد العزيز وسيناريو وحوار الكاتب محمود عبد الكريم الذي وضع أيضاً السيناريو والحوار لمسلسل آخر مستقى من مجموعة قصصية لمينا تحمل عنوان (شرف قاطع طريق) سوف يتولى ثائر موسى إخراجه وكلا العملين من إنتاج المؤسسة العامة للإنتاج الدرامي. وقطع المخرج السينمائي غسان شميط شوطاً في تصوير فيلمه (الشراع والعاصفة) المأخوذ عن رواية تحمل الاسم نفسه للروائي حنا مينا نفسه صدرت عام 1966 وقام شميط بالتعاون مع وفيق يوسف بوضع السيناريو والحوار لهذا الفيلم الذي يتناول شخصية (الطروسي) البحار الجسور والمفكر والمتأمل في الحياة والكون الذي يهب حياته للفقراء والدفاع عن المظلومين كما يرصد الفيلم حياة الصيادين في مدينة اللاذقية حيث ولد مينا عام 1924 ويشارك في هذا الفيلم كوكبة من الفنانين السوريين منهم: جهاد سعد، ماهر صليبي، زهير رمضان، حسام عيد، وضاح حلوم، أندريه سكاف، هدى شعراوي وسواهم وهو من إنتاج المؤسسة العامة للسينما بالتعاون مع إحدى شركات القطاع الخاص ومن المفترض أن يتم تصوير جانب منه في أوكرانيا وسبق أن قام عدد من المخرجين السينمائيين السوريين بنقل روايات حنا مينا إلى السينما منها رواية (بقايا صور) ورواية (آه يا بحر) و(الشمس في يوم غائم).كما تم تحويل روايته (نهاية رجل شجاع) إلى مسلسل تلفزيوني ما زال في الذاكرة رغم مرور نحو عشرين عاماً على عرضه لأول مرة. وقد أنهى المخرج حاتم علي منذ بعض الوقت تصوير مسلسل تلفزيوني يحمل عنوان (الغفران) مأخوذ عن رواية تحمل الاسم نفسه للكاتب حسن سامي يوسف الذي قام بوضع السيناريو والحوار للمسلسل الذي يتناول فكرة الحب الرومانسي وتدور أحداثه في دمشق أواخر عام 2008 في بيئة اجتماعية متوسطة ويؤدي بطولته الفنان باسل خياط، قيس الشيخ نجيب، سلافة معمار وسواهم، والعمل من إنتاج شركة (عاج) للإنتاج الفني السورية وقناة دبي الفضائية.وبدأ المخرج التونسي شوقي الماجري في مدينة حلب منذ أيام تصوير أولى مشاهد مسلسله (توق) المستقى من رواية للشاعر السعودي بدر بن عبد المحسن وقد وضع السيناريو والحوار للمسلسل للكاتب عدنان عودة ويعد هذا المسلسل التجربة الدرامية البدوية الثالثة له بعد (فنجان الدم) و(أبواب الغيم). وتدور أحداث العمل في نهاية القرن الثامن عشر وبدايات القرن التاسع عشر في مدينة أدنبره باسكتلندا وينتهي بالربع الخالي من الجزيرة العربية مروراً بالعراق وبلاد الشام وقد حشد الماجري لعمله عدداً من فناني الدراما السورية والعربية أبرزهم: غسان مسعود، سلافة معمار، محمود قابيل (مصر)، محمود سعيد (لبنان)، نادرة عمران، منذر الرياحنة (الأردن)، عبد المحسن النمر (السعودية)، كريستين شويري (لبنان)، وسواهم وقد خصصت لهذا العمل ميزانية كبيرة ربما تعتبر هي الأعلى في تاريخ الدراما العربية حيث تحدثت بعض المصادر عن 15 مليون دولار ومن المفترض أن يتم تصوير هذا المسلسل في مناطق مختلفة في سورية إضافة إلى تونس وهو من إنتاج شركة (فرح ميديا) المصرية.إن الزواج بين الدراما والرواية نافع للطرفين فالرواية تعطي الدراما أبعاداً فكرية متميزة وتكسوها شرعية إبداعية وتعطيها عمقاً أدبياً وقد تساعد في تفتيت فكرة أنها من (سقط المتاع) الفكري والدراما تقرب الرواية من المشاهدين الذين باتوا في الوقت الراهن أبعد ما يكونون عن القراءة الدائمة والمجدية.
|
رياضة
مزواجة الدراما مع الرواية تثمر مسلسلات وأفلاماً
أخبار متعلقة