غزو الفضاء (1 - 6)
لا يمكن الصعود إلى الفضاء على ارتفاعات تزيد على مدى الطائرات الحديثة إلا باستخدام الصواريخ القوية التي تمكن من التغلب على جاذبية كوكب الأرض والانطلاق الحر إلى مستويات أعلى في الفراغ المحيط بالأرض والفراغ ما بين الكواكب ولا يُعرف بالتحديد من الذي اخترع الصاروخ ومن الأرجح أن يعود الفضل الأول إلى الصينيين ، ويقال إنهم أطلقوا « الأسهم النارية « على الغزاة المغول عام 1232 في معركة كاي - فونج - فو . وعلى مدى القرون الخمسة التالية استخدمت الصواريخ بصورة أساسية كألعاب نارية ، وإن كانت قد استخدمت في بعض الأحيان كسلاح .وفى حوالي عام 1800 صنع وليام كونجريف صاروخا متطورا يعمل بالوقود الجاف ، كما قام نيكولاي كيبا لتشبش ( الثائر الروسي الذي حكم عليه القيصر بالإعدام ) في عام 1881بوضع تخطيطات تصميم منصة طائرة تندفع بقوة مستودع بارود يغذي غرفة صاروخية بصفة دائمة ، إلا أن الفكرة لم تطبق إلا في القرن العشرين عندما أقترح الروسي «كونستنتين تسيولكوفسكي «استخدام وقود الدفع السائل ويعتبر تسيولكوفسكي أول من وضع نظريات عملية وأدرك قدرات الصاروخ التي يمكن استغلالها، وكان ذلك عام 1883 ، حيث تمكن من الإلمام بأهمية السرعة المتزايدة للعادم وأهمية النسبة الكتلية (نسبة وزن المقذوف إلى وزن الوقود المحترق في المحرك) وعلاقة كل منهما بزيادة سرعة المركبة . وقادته تلك المعلومات إلى الدخول في دراسات مكثفة عن الأساليب المختلفة للتقنيات المتعددة وكانت جهوده الخلاقة في هذا الشأن بمثابة الطريق الصحيح وسبباً في إعطائه لقب «أبو علم غزو الفضاء».وفى عام 1927 تكونت « جمعية السفر عبر الفضاء » من مجموعة من المهندسين الشبان وعلى رأسهم رائد الصواريخ الألماني « هيرمان أوبرث» و هو عالم له نظرياته الخاصة ومفاهيمه التي كان أساسها دفع الصواريخ بالوقود السائل . وقام هؤلاء الشبان بتجارب عملية عديدة حتى تفوقت ألمانيا إلى حد كبير في صناعة الصواريخ .وبحلول عام 1945 كانت أمريكا غير واعية بعملية غزو الفضاء ثم أدركت بعد ذلك أهمية حرب الصواريخ فظهرت الصواريخ القاذفة . وساعد سقوط حكم النازية في ألمانيا على أن تضع كل من روسيا والولايات المتحدة الأمريكية يدها على تكنولوجيا صناعة الصواريخ الضاربة . وكان ذلك سببا في فتح الطريق والأبواب على مصراعيها نحو تطوير صناعة الصواريخ الهائلة ، حتى انتهى هذا التطوير بأن وضع أول إنسان قدميه على سطح القمر.يستخدم مصطلح صاروخ ، بوجه عام ، للدلالة على كل محرك نفاث لا يعتمد في عمله على إدخال هواء إليه. والمركبة التي يدفعها هذا المحرك . الصواريخ الصغيرة التي تحمل أجهزة علمية صغيرة تنطلق بها في رحلات قصيرة فقط إلى حافة الغلاف الجوي المحيط بالأرض ، وذلك عبر مسار على شكل قطع مكافئ تعرف باسم صواريخ استطلاع الفضاء . ويطلق اسم المركبات الحاملة على المحركات الإضافية لمعاونة المحركات الأصلية، حيث تعرف الوحدات الدافعة لهذه المركبات باسم « المحركات الصاروخية » إذا كانت تعمل بالوقود السائل و«الموتور الصاروخي» إذا كانت تعمل بالوقود الصلب.