إعداد/ دنيا هانيتداعب بريشتها فناً قل من يجيده لتتشكل لوحات من مختلف المعاني.. تتجسد أعمال تشهد لها بالشفافية والاحترافية في التعامل مع الفرشاة والألوان بلمسات فنية عالية الدقة.. فالفن عندها يترجم معاني الحب والأمل والتحدي فهي تهوى المغامرة من خلال لوحاتها التي تترجمها بصور منطوقة تحاكي الواقع الذي نتعايش معه، وهي متيقنة تماماً أن لا حدود للفن، فمتى كان حس الفنان مرهفاً فهو قادر على صنع الكثير من الإنجازات والأعمال الرائعة التي تجعلنا نمتع ناظرنا ولا تجعلنا نمل منها.. متفردة أكثر بفنها.. هي الفنانة التشكيلية أمل العاتم.«رحلة امرأة» هو معرض يتضمن أعمالها التشكيلية، وفي تجربتها التشكيلية تتعانق الموسيقى والشعر والتشكيل لصياغة المشهد النفسي والجمالي، ففي قلب المشهد الاجتماعي والثقافي وأسئلة الوجود بين أقواس الألم والأمل ولدت تجربة أمل، فقد كان من الصعب عليها كتم تلك الطاقة الكامنة بداخلها والتي تتحرك في كل الاتجاهات، في محاولة منها لترويض مارد الفن بداخلها والذي في أحيان كثيرة يفلت عقاله وتفقد السيطرة عليه، ولعل ذلك يفسر تلك الحركة الدائبة وهذا الزخم الزائد والذي ظهر في كم ونوع المعارض والفعاليات والأنشطة التي أقامتها أو اشتركت فيها في معظم دول الخليج والعديد من الدول العربية والأوربية..كما تعددت مشاركات أمل العاتم محلياً ودولياً، واستحقت على أعمالها جوائز وشهادات تقدير قيمة من مؤسسات مختلفة أهمها: الجائزة الكبرى في معرض الشباب الأول بقطر سنة 2004م وجائزة تصميم شعار مجلة الدوحة الثقافية سنة 2006م إلى جانب شهادات تقدير من بينالي القاهرة 2004م ومهرجان بيشيليه لدول حوض البحر الأبيض المتوسط، إيطاليا 2006م، فضلاً عن جوائز التقدير والإنجاز من المجلس الوطني للثقافة والفنون والتراث من 2002م إلى 2007م لمشاركاتها المتميزة في فعاليات مهرجان الدوحة الثقافي.. وأمل العاتم أيضاً مصممة ديكور مسرحي وأزياء ولديها اهتمامات أدبية، كما أنها ترأست لجنة الفنون البصرية ضمن احتفالية الدوحة عاصمة الثقافة العربية عام 2010م.وهي تقول عن أعمالها الجديدة إنها مثلت ترجمة لخبرتها المعنوية والروحية في مرحلة مهمة من حياتها وفنها، ومن وجهة نظرها فإن الإنسان عامة والفنان خاصة هو ابن بيئته بما فيها من مفردات وخصائص وعناصر مادية أو ثقافية تتسلل إلى وعيه عبر الأيام والشهور والسنين حتى تشكل ذاكرته البصرية وتكون مخزونه الصوري وتنمي - بشكل غير مباشر - مخزونه النفسي والروحي.. وأن ملامح البيئة تساهم بالضرورة وبشكل مباشر في تشكيل وعي الفنانين فهي النبع الأول الذي يستمد منه الجميع إبداعاتهم وهي الذاكرة التي تحتفظ بكل أسرار الإنسان والمكان.وتقول إن بعض مجتمعاتنا في الشرق لا تزال تسيطر عليها الثقافة الذكورية التي لا تكاد تلحظ أن هناك أنثى تمارس فعل الحياة أيضاً، فتعاملها على أنها كائن من الدرجة الثانية يجب أن يأتي ويذهب في الظل، دون أن يلحظه أحد.. فالمرأة على مر التاريخ ليست فنانة فقط بل كانت - ومازالت - ملهمة لكل المبدعين، فمن يستطيع أن ينسى الموناليزا لدافنشي ونساء رفائيل أو صورة فينوس وهي تخرج من زبد البحر.تستلهم الفنانة التشكيلية أمل العاتم في أعمالها شخوصاً وهويات لنساء في حالة من التيه والفقدان يبحثن عن الخلاص خارج ذواتهن وخارج البيوت التي تظهر دائماً بلا ملامح، حيث المكان لا مكان والزمان لا زمان، وهي تتويج لحالة حوار وبحث دائم مع النفس وعنها، وبحث عن الذات داخل الذات.. فهي دائمة المحاولة لإيجاد معادل جمالي لهذه المشاعر والأفكار، ومعالجتها بالخطوط والظلال والألوان على مسطح اللوحة، وكلما اقتربت من الوصول تكتشف أنها مازالت بعيدة فتبدأ البحث من جديد، ولعل هذا ما أكسبها الجرأة اللازمة لتصبح ضربات ريشتها قوية وإيقاعها سريعاً وخطوطها أكثر حرية وحيوية، وهي تدرك أن الحقيقة بعيدة وأن الخلاص ينبع دائماً من داخلنا ولا يأتي أبداً من الخارج.فـ «رحلة امرأة»هي رحلة بأمل متجدد وبصمات لحياة مشرقة تعانق الأشواق..
|
رياضة
أمل العاتم في «رحلة امرأة»
أخبار متعلقة