غضون
* المبادرة التي أطلقتها أحزاب اللقاء المشترك وشركاؤها في لجنة حميد الأحمر صممت لمصلحة جهة معينة معروفة.. لمصلحة من أعلن التمرد العسكري ، ولمصلحة أحزاب المشترك وكبار مشايخ قبيلة حاشد ، وكشفت في ذات الوقت أن الشباب المعتصمين في الساحات للمطالبة بالتغيير هم بنظر هذه الأحزاب والقوى المتحالفة معها ليسوا سوى أداة ضغط على النظام للقبول بإملاءاتهم وتسليمهم السلطة ..فأقصى ما ذهبت إليه المبادرة بالنسبة للشباب هو إشراك ممثلين لهم في ما سمته المبادرة المجلس الوطني الانتقالي وكذلك في الحكومة المؤقتة التي سيترأسها المشترك ..كما أن المبادرة قصرت المعارضة على نفسها فقط بينما أحزاب المعارضة الأخرى كالرابطة والتجمع الوحدوي وغيرهما ليسوا بشيء .. وما يدل على أن المبادرة صممت لمصلحة علي محسن أنها اقترحت إعادة هيكلة الأمن القومي والأمن المركزي والحرس الجمهوري لغرض معروف .. أما الأمن السياسي والفرقة الأولى مدرع وبقية قوى الجيش فلم تذكر ولا تحتاج إعادة هيكلة والغرض من ذلك أيضاً معروف.والمبادرة في الإجمال تقوي طرفاً معيناً ، أما بالنسبة للشباب فلا مستقبل لهم باستثناء الحصول على تمثيل محدود في الهيكلين المفترضين المشار إليهما ، وسيكنسون من الشوارع بقرار من حكومة المشترك.* مبادرة المشترك اختلف عليها المشترك بعد يوم واحد من نشرها .. فقيادي في المشترك يقول لم نتفق على هذا.. فالمبادرة التي تم الاتفاق عليها مختلفة عن المنشورة، تم تغيير وتبديل فيها من قبل طرف ما .. وقيادي آخر يقول: لا تعنينا ، وقواعد المشترك ترفضها .. شباب في ساحتي التغيير بصنعاء والحرية بتعز أعلنوا رفضهم لها .. وقالوا إن أحزاب المشترك لم تشاورنا في الوقت الذي هي تدعي الشراكة معنا .. أحزاب معارضة رفضتها ومنها حزب الرابطة الذي أعلن رفضه لها واستنكر نظرة المشترك إلى “ ثورة الشباب” بوصفها مجرد أداة ضغط لتحسين شروط الحوار.وإذا كانت المبادرة بعد إعلانها قد أظهرت خلافاً بين قيادات المشترك حولها، وقوبلت بالرفض من قبل قواعده ومن أحزاب معارضة قريبة من المشترك ويرفضها أيضاً الشباب، فلا معنى لانتقاد السلطة وحزبها لرفضهما مبادرة هذا هو شأنها بنظر قيادات في المشترك نفسه وبنظر الشباب وأحزاب معارضة .* وإذا كانت أحزاب المشترك مختلفة في ما بينها حول المبادرة الأخيرة كما السابقات وفي الوقت نفسه ترفض مبادرات الرئيس بدعوى أن الوقت قد تجاوزها ، وإذا كانت السلطة غير قابلة لمبادرة الإذعان التي تقترحها أحزاب المشترك وشركاؤها في البيت الحاشدي الأول والفرقة الأولى مدرع ..فما المخرج إذن من هذه الأزمة؟أعتقد أن الحوار المسؤول والمتكافئ لا غنى عنه.. اصطفاف طرف هنا وآخر هناك على أرضيتين متباعدتين وتبادل الاتهامات من بعيد دون ترك فرصة للالتقاء أثبت أن الأزمة في سبيلها للتعقيد ، كما أثبت الواقع أن الشوارع لا تصنع ثورات، وأن الانقلاب العسكري سيكون مغامرة مجنونة عواقبها كارثية.. هذه كلها ليست بدائل للحوار الذي لا بدائل له في ظل الديمقراطية.