توقف مولدات الكهرباء والحصار الإسرائيلي يزيد المصاعب على الفلسطينيين
في غزة تظاهرات ضد الحصار الاسرائيلي
غزة/14 أكتوبر/ نضال المغربي: قالت منظمات دولية أمس الاثنين إن الأدوية والوقود اللازم لمولدات الكهرباء في مستشفيات غزة ستنفد خلال بضعة أيام إن لم تخفف إسرائيل إغلاقها للمعابر الحدودية مع قطاع غزة الواقع تحت سيطرة حركة المقاومة الإسلامية (حماس). وقال الاتحاد الأوروبي الذي يمول إمدادات الوقود لمحطة الكهرباء الرئيسية في غزة المتوقفة الآن عن العمل إنه يتفهم حاجة إسرائيل للدفاع عن نفسها من الهجمات الصاروخية عبر الحدود ولكنه وصف القيود المفروضة بأنها «عقاب جماعي» مضيفا أنها يجب أن ترفع. وقال مساعد لرئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت إن أولمرت طمأن الرئيس المصري حسني مبارك الذي يشعر بقلق في اتصال هاتفي قائلا إن «إسرائيل لن تسبب أزمة إنسانية.» وتوقفت محطة الكهرباء الرئيسية في غزة عن العمل أمس الأول الأحد بعد أن أوقفت ٍإسرائيل إمدادات الوقود ليغرق جزء كبير من مدينة غزة في الظلام. وبالرغم من أنها تنتح نحو 30 بالمائة فقط من كهرباء قطاع غزة إلا أن إغلاقها أثر على نسبة كبيرة من السكان بسبب الطريقة التي تعمل بها شبكة القوى الكهربائية. واستيقظ سكان قطاع غزة أمس وقد خلت الشوارع تقريبا من السيارات وأغلقت المتاجر أبوابها مع نقص في البنزين منذ أن أغلقت إسرائيل المعابر الحدودية مع القطاع يوم الجمعة. وحذر مسؤولون فلسطينيون من أن تصدي إسرائيل للمقاومين في غزة الذين توعدوا بمواصلة إطلاق الصواريخ قد يضر بالجهود التي تدعمها الولايات المتحدة لإحلال السلام. وقال أبو محمود الذي يعمل صيادا «ليس هناك وقود وهو ما يعني أنه ليس هناك عمل... واجهنا أوقاتا عصيبة من قبل ولكنها لم تكن أسوأ من هذه الأيام.» وذكر مسؤولون من الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة إن المنظمتين تضغطان على إسرائيل للسماح بدخول الوقود والأدوية على الفور لقطاع غزة الذي تقطنه 1.5 مليون نسمة. وقال ريتشارد ميرون المتحدث باسم روبرت سيري مبعوث الأمم المتحدة للشرق الأوسط «نأمل ونتوقع قرارا إيجابيا اليوم (أمس)... نريد أن يحدث ذلك اليوم (أمس).» وقالت ميشيل مرسييه المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن مستشفيات غزة «ما زال بها مخزون ولكنه لن يستمر لأكثر من يومين أو ثلاثة أيام... إذا لم تتوفر المزيد من المخزونات يمكن أن تتخيلوا ما يعني ذلك بالنسبة لعلاج المصابين... وستتأثر الرعاية الطبية اليومية.» وأفاد مسؤولون في الاتحاد الأوروبي بأن الوقود بدأ ينفد في المستشفيات التي يستخدم الكثير منها الآن مولدات الكهرباء. وقال خالد راضي المتحدث باسم وزارة الصحة في حكومة حماس المقالة في غزة إن العديد من المستشفيات تجري فقط العمليات الجراحية العاجلة. وقالت بنيتا فيريرو فالدنر مفوضة العلاقات الخارجية بالاتحاد الأوروبي في بيان «أوضحت أني ضد هذا العقاب الجماعي لسكان غزة.، «أحث السلطات الإسرائيلية على استئناف إمدادات الوقود وفتح المعابر من أجل مرور الإمدادات الإنسانية والتجارية.» وقال أولمرت الذي تعهد بالمضي قدما في الغارات على قطاع غزة لكبح الهجمات الصاروخية لوزير الخارجية الهولندي ماكسين فيرهاجن الذي يزور إسرائيل إن الدولة العبرية ستضمن وصول «الحاجات الضرورية» للقطاع ولكن لن تسمح بدخول «السلع الكمالية». ونقل مساعد أولمرت عنه قوله «لا يمكن تصور أن تعطل جماعات إرهابية حياة عشرات الآلاف من الإسرائيليين يوميا بينما تسير الحياة في غزة بشكل طبيعي.» على الرغم من موقفها المتشدد المعلن لم تقطع إٍسرائيل إمداداتها المباشرة من الكهرباء لقطاع غزة. وتقدم مصر إمدادات كهرباء أيضا للجزء الجنوبي من القطاع. وتسبب الحصار الإسرائيلي لقطاع غزة في توقف أيضا شحنات المساعدات التي تقدمها الأمم المتحدة وتتضمن إمدادات غذائية وإنسانية أخرى. وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا) أمس إنه سيتحتم عليها وقف توزيع إمدادات الأغذية على 860 ألف فلسطيني في قطاع غزة بحلول يوم الأربعاء على أقرب تقدير إذا لم تخفف إسرائيل إغلاقها للمعابر الحدودية مع القطاع. وقال كريستوفر جانيس المتحدث باسم أونروا «بسبب نقص النيلون اللازم للحقائب البلاستيكية والوقود اللازم للسيارات ومولدات الكهرباء سيتحتم علينا يوم الأربعاء أو يوم الخميس وقف برنامج توزيع الأغذية على 860 ألف شخص في غزة إذا استمر الوضع الحالي.» وقال عاموس جيلاد المسؤول البارز بوزارة الدفاع الإسرائيلية «ليست هناك أزمة إنسانية. هذا ليس صحيحا. بالتأكيد إٍسرائيل ستبذل قصارى جهدها لكي تحول دون وقوع أزمة إنسانية» متهما الفلسطينيين بشن حملة دعائية.