في خطوة ستزيد من مخاوف الغرب من برامج طهران النووية
اختبار صاروخ لإطلاق أول قمر صناعي لإيران
طهران / 14 أكتوبر / باريسا حافظي وفريدريك دال : قال التلفزيون الإيراني الرسمي ان إيران اطلقت أمس الاثنين صاروخا لاختبار قدرة الجمهورية الإسلامية على إطلاق أول قمر صناعي للأبحاث في مدار حول الأرض العام القادم في خطوة ستزيد على الأرجح من مخاوف الغرب من برامج طهران النووية. وقدرة إيران على إطلاق أقمار صناعية إلى الفضاء قد تشير إلى تقدم تكنولوجيا الصواريخ الإيرانية وهو ما قد يثير قلق بعض القوى الغربية التي تخشى من طموحات طهران النووية رغم ان وسائل الإعلام الإيرانية لم تقدم الكثير من التفاصيل. ويقول محللون ان التكنولوجيا المستخدمة لإطلاق أقمار صناعية يمكن ان تستخدم في الوقت نفسه لإطلاق أسلحة. وتخشى بعض العواصم الغربية من سعي إيران لإتقان هذه التكنولوجيا حتى تتمكن من إنتاج أسلحة نووية. وتصر إيران على ان برامجها سلمية. وذكر التلفزيون الإيراني ان الرئيس محمود أحمدي نجاد قام بالعد التنازلي لإطلاق الصاروخ من غرفة التحكم وسط تكبير الحضور من المسؤولين. وقال بول بيفر المحلل الدفاعي الذي يتخذ من العاصمة البريطانية لندن مقرا له «ما يترتب (على هذا الاختبار) مثير للاهتمام للغاية. إذا كان بوسعهم إطلاق قمر صناعي إلى الفضاء...سيزعم الإسرائيليون انه ما من سبب يمنعهم من إطلاق نظام أسلحة على نفس المنوال وما من سبب يمنعهم من إنتاج صواريخ عابرة للقارات طويلة المدى.» وأعلن التلفزيون الإيراني عن إطلاق الصاروخ وعرض في وقت سابق لقطات لصاروخ على منصة للإطلاق في منطقة صحراوية ثم عرض لقطات للصاروخ وهو ينطلق مخلفا وراءه خطا من الدخان. وبدت مظلة وقد أسقطت من الصاروخ بعد وقت قصير من إطلاقه. ولم يقدم التلفزيون الكثير من التفاصيل عن الصاروخ. وذكر التلفزيون الإيراني ان القمر الصناعي واسمه اوميد (أمل) سيطلق في السنة الفارسية القادمة التي تنتهي في مارس عام 2009 . وفي احتفال نقله التلفزيون قبل إطلاق الصاروخ قال أحمدي نجاد «نريد ان يكون لنا وجود نشط ومؤثر في الفضاء.»، وأضاف «خطت إيران خطوتها الأولى (ليكون لها وجود في الفضاء) بقوة كبيرة ودقة وحكمة. تصنيع قمر صناعي وإطلاقه هو انجاز هام للغاية.» وكثيرا ما تعلن إيران عن تحقيق تقدم في تكنولوجيا الصواريخ. وفي نوفمبر أعلنت عن إنتاج صاروخ جديد يبلغ مداه 2000 كيلومتر في إضافة إلى ترسانتها التقليدية. ويقول خبراء غربيون ان نادرا ما تقدم إيران تفاصيل كافية تحدد أهمية ما تحققه من تقدم تكنولوجي. ويقولون أيضا ان معظم التكنولوجيا الإيرانية تقوم على تعديلات أدخلت على معدات قدمها لها آخرون مثل الصين وكوريا الشمالية. لكن المحلل الدفاعي في لندن يرى ان إيران تحقق تقدما تكنولوجيا. وقال بيفر «اعتقد ان هذا مؤشر جديد على ان التكنولوجيا النووية تصعد الدرج بسرعة كبيرة.» ويقول خبراء ان الجيش الإيراني رغم انه لا يستطيع مواكبة القوات الأمريكية تكنولوجيا إلا ان بوسعه استهداف المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط. وقال بيفر «اعتقد ان إسرائيل والأمريكيين سيشعرون بالقلق من هذا.» وتملك إيران التي ترفض الاعتراف بإسرائيل مجموعة من الصواريخ المتوسطة المدى. وتقول ان مدى صواريخها الطويلة يصل إلى 2000 كيلومتر وهو ما يعني ان تدخل إسرائيل والقواعد الأمريكية في الخليج في مرماها. وتحدث الرئيس الإيراني مرارا عن زوال إسرائيل من الخريطة لكنه أكد في الوقت نفسه ان الجمهورية الإسلامية لا تشكل خطرا على الدولة اليهودية أو على أي دولة أخرى. ويتهم مسئولون أمريكيون إيران بالسعي لامتلاك أسلحة نووية لكن إيران رابع اكبر منتج للنفط في العالم تقول ان الهدف الوحيد من برنامجها هو توليد الكهرباء من محطات الطاقة النووية وتوفير النفط والغاز للتصدير.