اعداد/ المحرر الثقافي :يعد المفكر احمد امين احد اكبر المؤرخين الموسوعيين العرب بدأ حياته أزهريا، وبعد سنوات من الكفاح استطاع أن يجلس على كرسي القضاء ليحكم بين الناس بالعدل، ثم أصبح أستاذا بالجامعة، ثم عميدا، ثم ترك الجامعة ليساهم في إنشاء أكبر مجلتين ثقافيتين: «الرسالة»، و»الثقافة»، ثم بدأ رحلة من البحث والتنقيب ليخرج لنا أنفس الكتب العربية. ولد أحمد أمين في القاهرة عام 1886م وكان والده أزهريا مولعا بجمع كتب التفسير والفقه والحديث، واللغة والأدب، بالإضافة إلى ذلك كان يحفظ القرآن الكريم ويعمل في الصباح مدرسا في الأزهر، ومدرسا في مسجد الإمام الشافعي، وإماما للمسجد.اهتم والده به منذ صغره، وساعده في حفظ القرآن الكريم، وفرض عليه برنامجا شاقا في تلقي دروسه وعوده على القراءة والإطلاع وكان بيت أحمد أمين هو أول مدرسة تعلم فيها دروس الحياة وكان طابع البيت البساطة والنظافة، ابتدأ أحمد أمين تعلم الإنجليزية وهو شاب في السابعة والعشرين بعد أن جرب حظه في تعلم الفرنسية فأخفق، وابتدأ بالكتب الدراسية في مدرسة برلتز ثم انتهى به المطاف إلى سيدة إنجليزية في الخامسة والخمسين من عمرها تدعى «مس بور» قضى معها بضع سنوات ووجهت إليه كامل عنايتها من الناحية التعليمية ومن الناحية التربوية .شغل أحمد أمين وظيفة القاضي مرتين الأولى سنة 1913م في «الواحات الخارجة» لمدة ثلاثة شهور، أما المرة الثانية فحين تم إقصاؤه من مدرسة «القضاء الشرعي» لعدم اتفاقه مع إدارتها، بعد أن تركها أستاذه عاطف بركات، وأمضى في القضاء في تلك الفترة أربع سنوات، عُرف عنه فيها التزامه بالعدل وحبه له، حتى صار يُلقب بـ»العدل»،.بدأ أحمد أمين تردده علي الجامعة عام 1926م عندما رشحه الدكتور «طه حسين» للتدريس بها في كلية الآداب، ويمكن القول بأن حياته العلمية بالمعنى الصحيح بدأت وهو في الجامعة؛ فكانت خطواته الأولى في البحث على المنهج الحديث في موضوع المعاجم اللغوية، وكانت تمهيدا لمشروعه البحثي عن الحياة العقلية في الإسلام التي أخرجت «فجر الإسلام» و»ضحى الإسلام».أشرف أحمد أمين على لجنة التأليف والترجمة والنشر مدة أربعين سنة منذ إنشائها حتى وفاته، وكان لهذه اللجنة أثر بالغ في الثقافة العربية؛ إذ قدمت للقارئ العربي ذخائر الفكر الأوروبي في كل فرع من فروع المعرفة تقديما أمينا يبتعد عن الاتجار، كما قدمت ذخائر التراث العربي مشروحة مضبوطة، فقدمت أكثر من 200 كتاب مطبوع.كما أنشأت هذه اللجنة مجلة «الثقافة» في يناير 1939م، ورأس تحريرها أحمد امين، واستمرت في الصدور أربعة عشر عاما متوالية، وكان يكتب فيها مقالا أسبوعيا في مختلف مناحي الحياة الأدبية والاجتماعية، وكانت ثمرة هذه الكتابات كتابه الرائع «فيض الخاطر» بأجزائه العشرة.كما كان يكتب في مجلة «الرسالة» الشهيرة، وخاض بعض المحاورات مع كبار كتاب ومفكري عصره على صفحات الثقافة وامتازت كتاباته بدقة التعبير وعمق التحليل والنفاذ إلى الظواهر وتعليلها، والعرض الشائق مع ميله إلى سهولة في اللفظ وبعد عن التعقيد والغموض؛ فألّف حوالي 16 كتابا، كما شارك مع آخرين في تأليف وتحقيق عدد من الكتب الأخرى، وترجم كتابا في مبادئ الفلسفة.أما كتبه الأخرى فهي: «ضحى الإسلام»، «ظُهر الإسلام»، و»يوم الإسلام»، و»قاموس العادات والتقاليد المصرية»، و»النقد الأدبي»، و»قصة الأدب في العالم»، و»قصة الفلسفة»، و»زعماء الإصلاح في العصر الحديث»... وغيرها.
|
ثقافة
سيرة مبدع
أخبار متعلقة