لكبح تهديد متنام لمتشدد له صلات بالقاعدة
واشنطن/14 أكتوبر/ ديفيد مورجان: يقول مسئولون أمريكيون وخبراء ان الجيش الباكستاني يستعد على ما يبدو لشن هجوم جديد في منطقة القبائل ضد زعيم طالبان الذي ينحى عليه باللائمة في اغتيال رئيسة وزراء باكستان السابقة بينظير بوتو. ويقول مسئولون أمريكيون ان بيت الله محسود وهو متشدد من جنوب وزيرستان وله صلات بالقاعدة بات ينظر إليه باعتباره تهديدا متناميا على جانبي الحدود الباكستانية الأفغانية منذ ديسمبر عندما أصبح زعيما لحركة طالبان في باكستان. ويتوقع المسئولون القيام بعمل عسكري ربما خلال الأسابيع القادمة لكبح نفوذ محسود المتزايد في المناطق القبلية في الوقت الذي يحاول فيه الزعماء المدنيون المنتخبون حديثا في باكستان تشكيل حكومة ائتلافية. وقال مسئول دفاع أمريكي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته ان «انه يريد توحيد كل المناطق القبلية تحت سيطرته ولأنه جاوز الحد فان الباكستانيين يعتزمون القضاء عليه.» ويعتقد المسئولون الباكستانيون الذين شاركوا المخابرات الأمريكية في اتهام محسود بإصدار أمر اغتيال بوتو في 27 ديسمبر انه مسئول عن موجة الهجمات الانتحارية الأخرى التي تشهدها البلاد منذ يوليو. وقال قائد بارز في حلف شمال الأطلسي في أفغانستان هذا الأسبوع ان منظمة محسود تساعد مسلحي طالبان ومتشددين آخرين في الأقاليم الواقعة بشرق أفغانستان. وقال مسئول باكستاني في واشنطن ان إسلام أباد تواصل شن عمليات عسكرية في المنطقة القبلية حيث تنشر مئة ألف من القوات النظامية وقوات الأمن. لكنه أحجم عن التعليق على خطط بشأن أي هجوم محدد. وقال خبراء أمريكيون انه لم يتضح ما إذا كانت باكستان ستحاول القبض على محسود أو قتله. لكن الجيش يحجم عن شن هجوم شامل قد ينتج عنه رد فعل قوي من القبائل في المنطقة. وقال محلل أمريكي على دراية باستعدادات الجيش الباكستاني وتحدث شريطة عدم الكشف عن هويته ان «مؤسسة الأمن القومي الباكستانية تتطلع أكثر إلى دحر شبكته وليس بالضرورة اعتقاله أو قتله.» وأضاف «يريدون الحد من استعداده لمقاومة الباكستانيين علانية اساسا من خلال تهميش دوره.» ويعتبر بعض الخبراء الأمريكيين ان محسود محارب يتحلى بالمهارة والذكاء سعى من حين لأخر إلى السلام ووجه ضربات مهينة للجيش. ولم يستمر اتفاق سلام وقعه في عام 2005 طويلا وزاد خطر عودته الشكوك بشأن إستراتيجية الحكومة في التقلب بين استخدام الضغوط والاسترضاء. لكن مسئولين عسكريين غربيين يقولون ان محسود ينسب إليه تمتعه بنفوذ اكبر مما يستحق. وقال مسئول الدفاع الأمريكي ان طموحه الأساسي يقتصر على ما يبدو على تدعيم سلطته داخل قبيلته في منطقة القبائل. ويرى المسئولون الأمريكيون ان منطقة القبائل في باكستان تمثل تهديدا متزايدا لان المنطقة توفر ملاذا آمنا للقاعدة التي يعتقد أنها ترسخ علاقاتها مع طالبان وجماعات متشددة أخرى منها جماعة محسود. وعرض مسئولون أمريكيون كبار في مجال الدفاع على باكستان علنا المساعدة في التصدي للمتشددين. وكانت أخر عملية نفذها الجيش الباكستاني ضد محسود في أوائل يناير. لكن مسئولا عسكريا غربيا قال ان العملية انتهت بعد بضعة أيام وسط حديث عن هدنة غير رسمية ربما بسبب سوء الأحوال الجوية وامتداد أنشطة المتشددين إلى أماكن أخرى. لكن المسئول وهو على دراية بحملة مكافحة التمرد يشعر بالرضا لان الجيش اتخذ زمام المبادرة. وقال ان المواجهة تهدف على ما يبدو إلى كبح جماح محسود وجعل الناس في المنطقة يشعرون بالاستياء من الصعوبات التي جلبها إلى بقية قبيلته. وقال المسئول ان الجنرال أشفق كياني منح فيما يبدو تركيزا أكثر للعمليات منذ ان تسلم قيادة الجيش في نوفمبر من الرئيس برويز مشرف. على صعيد آخر شن وزير الداخلية الباكستاني الجنرال المتقاعد حامد نواز هجوما على الولايات المتحدة، متهما إياها بدعم ورعاية المجموعات الإرهابية في باكستان، وقال نواز إن الولايات المتحدة من جهة تطلب منا عمل المزيد لمحاربة الإرهاب، ومن جهة أخرى تقوم بدعم هذه الجماعات، واتهم وزير الداخلية الباكستاني أيضا المخابرات الهندية والأفغانية بالعمل على تغذية الإرهاب في باكستان.