في أجل الأعياد
في هذا اليوم المجيد.. العيد الوطني العشرين . . الثاني والعشرين من مايو.. اسمحي لي يا مليكة قلبي وروحي وجوا رحي ؛ أن اصعد أولاً إلى مقامك السامي.. في بلاط عرشك الشامخ ؛ لأقول لك، ولأول مرة، منذ لقائنا الأول، المتصل بخصوبة العشق، وحرارة العناق حتى هذه اللحظة!! اسمحي لي ـ يا صاحبة الجلالة ـ أن أقول لك في هذا الصباح الجميل: صباح العناق الخالد، صباح الجمال والجلال، صباح الحب النامي في كل مسامات الروح، على نبضات القلب والحياة!! أن أقول لك يا حبيبتي: صباح مايو!! صباح صناع الأفعال، الآمال!! صباح الوحدة، واللقاء المقدس على أجنحة المنجزات الضخمة في هذه الصباحات الجليلة!! صباح الرجال العظماء، والأحرف المشرقة في منابر ومصانع النور، والبناء، والنماء، صباح الغالي العالي، صانع الأفعال العظيمة في مسيرة المنجزات الضخمة، فخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح، رئيس الجمهورية، وصانع النور على أمجاد مايو المتدفقة وحدة وتطوراً وتحديثاً وازدهاراً.لقد ترددت كثيراً ـ يا صاحبة الجلالةـ وأجلت هذا الخطاب مراراً حتى هذا الصباح..وفي هذا اليوم وجدتني لا أملك ـ وأنا أتسلم منك الأوسمة إثر الأوسمة.. سهاماً عجلى على روحي وقلبي وبصري وجسمي ـ إلا أن أبوح لك بعظيم الحب، وجميل الوفاء.. في هذا اليوم الجميل . .وعلى مسامع المحبين . . أن أنقش على جبينك بأجل ما عندي من الألوان الزاهية، على رموش الأحرف الوضاءة، المشرقة وعلى صفحات اللقاء الدائم .. صوراً حبيبة لعصافير صغيرة تسكن أعشاش الروح، وأدواح الورد.أما ثانياً، فكثيراً ما ألحَّتْ عليَ نفسي، أن ألفتَ جنابك العالي إلى أمر يتعلق بهذا العشق المستولي على تلابيب روحي.. الساكن في أعماق القلب المتعب.في هذا الشهر العظيم .. الذي بدأناه احتفالاتٍ بعيد العمل .. وكنا بدأناه عشقاً وهوى . . وها نحن اليوم نتبادل فيه التحايا بأعظم يوم أشرقت عليه الشمس . . وكما قال الزبيري :يوم من الدهرِ لم تصنع أشعتَهُ شمسُ الضحى بل صنعناه بأيدينا!في هذا الشهر العظيم . . كان لقاؤنا الجليل.. على صفحة عام 1989م بعد لقاءات متقطعة الأنفاس.. ومواعيد.. ومشاريع.. وتفكير.. وتقدير.. كنتُ ـ يومها ـ يا سيدتي الحبيبة شاباً.. وكنتِ ـ كما أنت على الدوام ـ آنسة الصبايا.. وسيدة الحسناوات.. في ذلك اليوم ـ يا سيدتي ـ جمعنا الحرف المشرق عشقاً وهوى.. لم نتردد.. ذبنا روحاً.. جسداً.. غُصْنا معاً بزعانف العشق.. طرنا معاً بأجنحة الشوق.. نظمنا أجمل قصائد الوفاء.. على سفينة الإبداع.. بمزامير اللغة نحواً وصرفاً.. أنشدنا وغنينا معاً أجمل معزوفات المحبة على صفحات النقاء، ومع أنبل وأجل الأصدقاء: أحمد مفتاح، وعبد الله الدويلة، وشكيب عوض، وعوض باحكيم، ومحمد نعمان الشرجبي، وطه حيدر، وإبراهيم الكاف، وغيرهم من الخالدين في قلوبنا وأرواحنا، والأحياء في هذه الدنيا.. كانوا لنا الآباء، والإخوان: موجهين، وناصحين، بناة، لا يعرفون الهدم، إخوة ، لا يعرفون الغدر، أوفياء ومخلصين.وهكذا ـ يا حبيبتي ـ مرت الأيام.. في مدرستنا «14 أكتوبر» وفي مدارس الحياة.. وعلى نيران المعاناة، والتعب الجميل.. نرسم عصافير الأمل بمزامير الفرح ، لمايو الآمال . . مايو الانتصارات والمنجزات ، مع خيرة الرجال . . وننتصر على الدوام لقيم الوحدة . . لقيم الخير، وخيار الثورة والتنمية.. نشرب خمر النجاح.. وأحياناً مرارات الهزيمة.. لا نفكر في مال.. لا نسعى وراء جاه.. لا نتقرب من سلطان.. لا نخذل حقاً.. نواجه بكفين فارغتين إلا من النزاهة وحب الوطن .. نتحمل الكدمات واللطمات.. ننهض على الدوام ، ولا ننكسر.وها هي الأيام يا سيدتي قد مضت .. ويكاد العمر ينتهي بضربات المعاناة، وطعنات الأسقام وكوابح الزمان ، وصرعات الفقر، وغدر الأنذال ، والمتطفلين، وضربات الحاجة حتى للحد الأدنى من التطبيب والعلاجات.. السكر يهاجم.. أمراض القلب والشرايين لا ترحم.. الضغط يدمر.. العمى يزحف بإصرار. . يغيظه أن نرى الوطن ، و يرانا في تلابيبه، وبين أجنحته ؛ نغني فيه أجمل اللحظات ، ومع أنبل الأوفياء . في مسيرة البناء والتطور والتحديث. ومع ذلك، ها نحن نلتقي صباح مساء .. في مايو ، وفي غير مايو ،. .من أجل المستقبل . . من أجل الوحدة . . من أجل مايو . . لا استسلام ولا هوادة.. وسنبقى كذلك.. نطير كل صباح.. على أجنحة الحب والوفاء.. نصوغ أجمل الكلمات.. نقول أجمل قصائد الشعر.. ولا ننسى أبداً.. أن نعد الحكايات.. لأجمل الأحفاد.. وأندى القلوب.. ولن نضع رؤوسنا على الأرض أبداً ؛ حتى يكون قدر الله.. فإذا جاء الأجل، فالمعذرة، والعفو من الجميع.فهنيئاً لنا مايو..هنيئاً لنا أعياد الوطن ، وعهداً على الوفاء ، وصدق المحبة .