في دراسة لمركز الامارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية
أبو ظبي / سبأ :أكد مركز الامارات للدراسات والبحوث الاستراتجية ان الانتخابات الرئاسية التى ستشهدها اليمن فى سبتمبر المقبل ستكون معركة حامية غير ان الاهم منها ما ستشهده البلاد فى مرحلة ما بعد الانتخابات من حلول عملية لجملة من التحديات التى تواجه مسيرة التنمية .وقال المركز فى تقريرأصدره اليوم تشهد اليمن فى سبتمبرالمقبل دورة جديدة من الانتخابات الرئاسية التعددية التى يتنافس فيها أكثر من مرشح وقد فتح باب الترشح لهذه الانتخابات يوم الثلاثاء الماضى و يستمر لمدة سبعة أيام .وأضاف المركز تقدم فى اليوم الاول للترشيح عشرة مرشحين فى مقدمتهم الرئيس/ على عبدالله صالح وتحظى هذه الانتخابات بأهمية كبيرة فى اليمن والدول العربية الاخرى وعلى الصعيد الدولى كونها التجربة الثانية فى مسيرة التنافس المتعددعلى قمة السلطة.وأوضح التقرير أن هذه الانتخابات تكرس مبدأ التنافس على المنصب الرئاسي مع افتراض أن يقود ذلك الى تحقيق مبدأ تداول السلطة وهو الركن الركين لاى تجربة تحول ديمقراطى.وتابع تقرير مركز الامارات للدراسات والبحوث الاستراتجية قائلا: أدى أعلان الرئيس على عبدالله صالح عن خوضه المعركةالانتخابية الى أضفاء أجواء خاصة على العملية الانتخابية حيث كان قد أعلن قبل عام وتحديدا فى 17 يوليو 2005 عن رغبته عدم خوضه هذه الانتخابات وهذا التراجع من قبل الرئيس اليمنى كان سببا قويا فى شحذ همم القوى المعارضة للتكتل فى تلك الانتخابات حيث دفع تكتل أحزاب اللقاء المشترك بالمرشح فيصل شملان لمواجهة علي عبدالله صالح ذلك أن هذه القوى كانت تطمح فى عملية انتخابية تفرز رئيسا جديدا للبلاد بعد أن أعلن الرئيس على عبدالله صالح عدم ترشحه ولكنه حينما تراجع عن هذ الاعلان دفعها ذلك لتوحيد الصف من أجل تحقيق هدف تداول السلطة عبر الفوز على مرشح الحزب الحاكم على عبدالله صالح وانتقال السلطة الى المعارضة.وقال مركز الامارات للدراسات والبحوث الاستراتجية : أن أعلان الرئيس على عبدالله صالح عن عدم ترشحه ثم عودته لخوض الانتخابات هذان الموقفان خلقا حالة ملحوظة من الحراك السياسى التى أفرزت حركات وتيارات معارضة أثرت الحياة السياسية وطرحت أفكارا ومبادرات حول الاصلاح والتطوير السياسى تبلورت لاحقا فى شكل مبادرات محددة لتحسين شروط عملية الانتقال الديمقراطى.وأردف قائلا : ومن الموكد أن القوى المعارضة ممثلة فى أحزاب اللقاء المشترك.ستجد نفسها فى مواجهة حامية مع مرشح الحزب الحاكم وهذه القوى تدرك ذلك ولكنها لم تهرب من ميدان المعركة.وقال: وقد أحسنت هذه القوى حين اتخذت قرار المشاركة فى العملية الانتخابية وعدم الانسحاب منها حيث أن هذه المشاركة تضع منصب الرئيس فى حجمه الطبيعى كمنصب عام يتم التنافس عليه وهذا أمرغاية فى الاهمية بالنظر الى أن هذا المنصب ما يزال يحاط فى عالمناالعربى بهالة من القداسة والتبجيل.وأستطرد المركز فى تقريره قائلا : وما يجدر التأكيد عليه فى هذا السياق أن قوى المعارضة وعلى الرغم من أنها تخوض معركة غير متكافئة فأنها مطالبة بطرح برنامج متماسك وروية سياسية واضحة وذلك من أجل بلورة بديل سياسى وفكرى لما هو مطروح على أجندة الحزب الحاكم يمكنها من تعميق وتكريس وجودها فى الشارع ومعنى ذلك أن تحالف هذه القوى فى تلك الانتخابات ينبغى أن يزيدها صلابة وتنسيقا من أجل تشكيل جبهة قوية ضاغطة بقوة فى سبيل الاصلاح الحقيقى الذى ينتظره أبناء الشعب اليمنى.وخلص التقرير الى القول ان الانتخابات الرئاسية فى اليمن تمثل محطة مهمة فى مسيرة النظام السياسى اليمنى و أن المرحلة التالية لها سوف تكون هى الاهم حيث يحتاج اليمن الى برنامج عملى متكامل سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا ينقله الى مرحلة جديدة تتجاوز الاوضاع والتحديات الراهنة التى تواجه البلاد .