غضون
* رئيس الجمهورية وجه صباح أمس بتشكيل لجنة طوارئ ثم غادر العاصمة إلى حضرموت ومن هناك وجه الحكومة باتخاذ تدابير عاجله لإغاثة المنكوبين.. انتشلت نحو عشرين جثة لضحايا يعتقد أن أضعاف هذا العدد قد جرفتهم السيول.. محافظ حضرموت يعلنها منطقة منكوبة والوكيل ذكر عصر أمس أن 500 منزل في الوادي والصحراء تضررت ولجنة الطوارئ صنفت المنطقة الشرقية بأنها منطقة منكوبة .. ضربت شبكات الطرق والكهرباء والمياه والهاتف وجرفت أراض زراعية وهدمت بيوت .. والخسائر المادية تقدر بعشرات المليارات .. فالعاصفة الاستوائية تسببت في هطول أمطار غزيرة استمرت يومين ولا يزال الأفق ينذر بالمزيد .. إذاً هي مصيبة وطنية بل نكبة وطنية قومية قد حلت بأهلنا هناك خصوصاً وبالوطن عموماً وفي الأيام القادمة عندما تظهر المعلومات النهائية حول ما وقع على الأرض ستؤكد أن النازلة أكبر مما نعتقد.* في يونيو 1996م أحالت الأمطار والسيول مناطق في شبوة وأبين ومأرب إلى مناطق كوارث وكان عدد الضحايا غرقاً (80) مواطناً والخسائر التي لحقت بالبنى التحتية والملكية العامة بعشرات المليارات .. والنازلة هذه المرة أقوى ومداها شمل مناطق واسعة .. لذلك علينا أن نتوقع نتائج سيئة ومؤلمة, علينا جميعاً أن نقبل بهذا الذي فرضته علينا الطبيعة ,ان نتعامل معه بمسؤولية كبيرة وحركة سريعة .. ونحن مطمئنون إلى ذلك لكون أن الرئيس يدير عملية الإنقاذ والإصلاح بنفسه وبفضل سرعة تصرف الحكومة, وبعض المنظمات والأحزاب, وكذلك المواطنين والشخصيات العامة التي انخرطت على الفور في عملية الإنقاذ والإغاثة.* إنها نكبة كبيرة .. ومصيبة عامة .. وهذا يوجب على الجميع أن يكونوا صفاً واحداً في مساعدة السكان هنا ومساعدة الرئيس والحكومة لإنقاذ الموقف .. والأحزاب السياسية مطالبة بأن تدع المناكفات والمكايدات السياسية جانباً ولو لبعض الوقت لكي تسهم من خلال قياداتها وأعضائها في عملية الإنقاذ والإغاثة الآن, وتسهم في إعادة الإعمار غداً.قد يقول قائل وكيف للأفراد والمنظمات والأحزاب أن تسهم وتساعد في الإغاثة والإعمار والمسألة سهلة .. فالناس هناك يحتاجون لبدائل تؤويهم ولخدمة طبية ولملابس وأدوية وللمساعدة في إعادة أصلاح الخراب وبناء ما تهدم .. وكل مواطن يستطيع أن يقدم مساعدته بالتبرع العيني والنقدي, ولديه قنوات حكومية وأهلية وحزبية لكي يمر من خلالها إلى أهله في تلك المناطق .. وبهذه المناسبة تستحق مؤسسة الصالح الاجتماعية للتنمية الشكر والإعجاب لتصرفها السريع, حيث كانت أول منظمة غير حكومية تصل إلى منطقة الكوارث وتقدم مساعداتها للناس هناك.