وضع السفارات الإسرائيلية في أنحاء العالم في حالة تأهب
من احداث الهجوم على السفارة الإسرائيلية في نواكشوط
نواكشوط / 14 أكتوبر / دانيال فلين : قال مسؤولون وشهود عيان إن مسلحين أطلقوا النار على السفارة الإسرائيلية في العاصمة الموريتانية نواكشوط في وقت مبكر من صباح أمس الجمعة فأصابوا بجراح ثلاثة أشخاص على الأقل بينهم امرأة فرنسية خارج ملهى ليلي قريب بعد أيام من احتجاجات معادية لإسرائيل تدعو الحكومة إلى قطع العلاقات الدبلوماسية. وقال سفير إسرائيل لدى موريتانيا انه لا أحد من العاملين بالسفارة أصيب بسوء في الحادث الذي وقع في الساعات الأولى من صباح أمس الجمعة وجاء بعد شهر من هجومين يشتبه في إنهما من صنع متشددين من تنظيم القاعدة في البلاد. وقال شهود عيان إن المهاجمين الذين بلغ عددهم ثلاثة على الأقل كانوا يكبرون أثناء تبادلهم إطلاق الرصاص مع حراس السفارة الكائنة في شارع تصطف على جانبيه الأشجار. وقع الهجوم في أعقاب دعوات علنية صدرت في الآونة الأخيرة عن أحزاب سياسية في موريتانيا دعت الرئيس سيدي محمد ولد شيخ عبد الله إلي قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل وسط انتشار مشاعر غضب في موريتانيا بسبب الأحداث الأخيرة في غزة التي تخضع لحصار إسرائيلي. وموريتانيا دولة مسلمة في غرب إفريقيا وإحدى دول قليلة بالجامعة العربية لها علاقات مع إسرائيل. وقال السفير الإسرائيلي بوعز بيسموث وهو يشير إلى ان السفارة ضربت برصاص «هذا أمر محزن. العلاقات بين إسرائيل وموريتانيا رمز للسلام.»، وأضاف «إطلاق الرصاص على سفارة أجنبية حادث بالغ الخطورة.» وقال راديو إسرائيل ان مسئول دفاع سيتوجه إلى موريتانيا لفحص الإجراءات الأمنية ووضعت السفارات الإسرائيلية في أنحاء العالم في حالة تأهب. وقال والي نواكشوط الأمين ولد زين إن المسلحين أطلقوا النار أيضا على ملهي ليلي يبعد نحو 50 مترا عن السفارة بنفس الشارع مما أدى إلى إصابة موريتانيين يملكان الملهى وامرأة فرنسية. وجرحت المرأة بعدما أصيبت السيارة التي كانت تركبها بالرصاص ونقلها رفيق لها إلى المستشفى. وزاد الهجوم المخاوف من تصاعد أعمال العنف من جانب متشددين إسلاميين في موريتانيا في أعقاب مقتل أربعة سياح فرنسيين وعدد من قوات الحكومة هناك على يد من يشتبه بأنهم متشددون موريتانيون ينتمون إلى تنظيم القاعدة في ديسمبر. وضرب جنود موريتانيون مسلحون أمس الجمعة نطاقا حول مبنى السفارة المحصن بالفعل بحواجز خرسانية مقامة على الطريق. ومنعت تلك الحواجز وحراس السفارة المسلحين من الاقتراب على ما يبدو. وقال مركز انتل ومقره الولايات المتحدة الذي يراقب رسائل الجماعات الإسلامية على الانترنت ان أيمن الظواهري الرجل الثاني في تنظيم القاعدة دعا إلى شن هجمات على السفارة في فبراير عام 2007 . وجاء الهجوم بعد أسابيع من إلغاء رالي لشبونة-دكار بسبب مخاوف أمنية في أعقاب هجومين في ديسمبر الماضي. وقال وزير الخارجية الموريتاني السابق أحمدو ولد عبد الله وهو مبعوث الأمم المتحدة لدى الصومال في القمة الإفريقية في إثيوبيا «انه أمر مؤسف وغير مقبول ان يتعرض بلد لثلاثة هجمات كبيرة في شهر واحد.» وأضاف «انه بلد صغير ونحن لا نتحمل هذا.» ونفى الرئيس عبد الله وجود خلية إرهابية في موريتانيا بينما ندد زعماء دينيون وسياسيون من كل الأحزاب بهجمات ديسمبر. وقال جميل ولد محمد منصور الذي يرأس حزبا إسلاميا «القاعدة كتنظيم لا وجود لها هنا لكننا بلد كبير له حدود مع الجزائر والمغرب ومالي لذلك من الممكن دخول أشخاص وأفكار على صلة بالقاعدة.»