طه حسين بين ذكرى الميلاد والرحيل ..
القاهرة/14اكتوبر/ وكالة الصحافة العربية : حيث لا نور . ولا كهرباء ... ولا ماء يسري في أنابيب ..وفي بلدة لاترقى إلى مستوى القرية .ولد صاحبنا .. وفي منتصف العشر سنوات الأولى من عمره بدأت رحلة بؤسه .. عندما فقد بصره ، وأخذ نصيبه من الظلام باقي أيام العمر ... وعلى الرغم من الظلام فقد ترك حسين وراءه نوراً وفكراً للملايين ... و رغم الشقاء فقد عوضه الله بالنعيم الفكري ، و رغم الاحتباس الضوئي و البصري ، فقد امتدت رحلة الرجل عبر الأجواء والأضواء ...في جامعات باريس : مونبلييه والسوربون .. ولم يحرم من رفيقة عمره .. رأي بعينيها الكثير واتسعت أذناه لتري ( لتري ) المتاحف .. والأوبرا .. والموسيقي .. والمسارح .. وكانت ( سوزان ) الزوجة .. هي المفتاح السحري والذهبي لكل ما قرأ و ألف ... فامرأته ـ كما قال ـ أهم من كل كتاب إلا القرآن الكريم ..وانطبق على الشاب والرجل والشيخ الكبير المقولة التي عرف بها : العين تسمع والأذن ترى .. ليتحول حبيس الظلام .. إلى طائر مغرد في أفق المعرفة .ولد طه حسين في الرابع عشر من نوفمبر 1889 ، وهو نفسه العام الذي ولد فيه : عبد الرحمن الرافعي .. والمازني ... أرنولد توينبي .. مارتن هيدجر ... هتلر ... نهرو ... ميخائيل نعيمة وشارلي شابلن ..ولد طه في بلدة تتواضع عن القرية اسمها عزبة الكيلو ، تقع على مسافة كيلو متر من مغاغة بمحافظة المنيا بالصعيد الأوسط ، رزقت الأسرة بستة أبناء وترتيب طه بين أخوته الثلاثة عشر هو السابع والده الشيخ حسين على ، متوسط الحال ، يعمل موظفاً في شركة السكر ، تلك التي تملك أراضي السنية في تلك المنطقة من صعيد مصر .و أكبر حادثة في حياة الطفل طه ، تلك التي تحول بعدها إلى عائش في ظلام ... كفيف ... إصابته بمرض الرمد الذي أعقبه الإهمال وترك الطفل حتى يشفي دونما إنقاذ طبي ، ولم يتم الشفاء ، وبدل أن يعالج حلاق القرية الطفل ، أفقده بصره ، وإلى الأبد ! كان ذلك في العام 1895 ، مما أدي إلى انصرافه عن اللعب والعبث مفضلاً الاستماع إلى القصص والأحاديث وإنشاد الشعراء .وكان لذلك كبير الأثر في تحويل مجري حياته من شيخ معمم ربما كان مصيره قراءة القرآن على القبور ، إلى عميد كلية للأدب العربي .في عام 1898 أتم طه حسين حفظ القرآن بكتاب القرية ولم يزل طفلاً في التاسعة من عمره وفي قريته والقري المجاورة سمع الناس عن الطفل المجادل ، الذي يناقش ويصر على أن يكون له رأي في كل شيء .... ينقد كتاب القرية .... ، و(سيدنا) و(العريف) ... ويختار لنفسه مجالس العلماء المعروفين وموظفي المحكمة الشرعية .. وأئمة المساجد ويلقبهم جمعياً بالعلماء الرسميين ! [c1]بدايات الرحلة[/c]في عام 1902 يتحول الحمار الذي كان يمتطيه طه و وأخوه إلى قطار درجة ثالثة(ترسو) . وتتسع الدائرة التي يعيش فيها في عزبة الكيلو حيث ينزل من القطار ليركب العربة الكارو إلى الجمالية .... حوش عطا ... في منطقة ربع السلحدار .. وفي مبني وكالة تجارة ... توجد غرفة يد خلها طه ليجد(محل أدب محدود( ... والمياه فيه لا تنساب طوال اليوم ... إلا بفعل(السقا) الذي يقوم بملئها كل يوم ... بالإضافة إلى(كانون) للطهي .جاء طه طالبا للعلم في الأزهر ساعياً إلى امتحان القبول ، جالسا في زاوية العميان ، خائفاً ، وفجأة سمع ما وقع كالصاعقة في أذنه وقلبه عندما قال أحدهم : ـ أقبل يا أعمي ! وبعد أن أدي الامتحان بتفوق قال له أحد الممتحنين :ـ انصرف يا أعمي ، فتح الله علىك!وبدأ رحلة التغيير في أفكار طه حسين ، وازد رائه لبعض عادات وتقاليد لا فائدة من ورائها ، إلى أن يلتقي من خلال دراسته بعالم كان له كبير الأثر في حياته وهو الشيخ محمد عبده ،و ويأسف طه لأنه لم يلتق به إلا من خلال آخر درسين ألقاهما في الأزهر في شتاء 1905ومع الأيام تزايدت مناقشات طه مع أساتذته و خلافاته العلمية معهم واستاء شيخ الأزهر من طه حسين وصاحبه أحمد حسن الزيات و صديق ثالث هو الشيخ محمود الزناتي وطردوا من الأزهر ، وعادوا بعد فترة قصيرة .ورغم عودة طه إلا أنه إزداد تبرماً بالدراسة في الأزهر ، خاصة عندما بدأت تتوطد صلته باثنين من كبار الموجهين للرأي العام في تلك الفترة ... أحمد لطفي السيد رئيس تحرير(الجريدة) ، وعبد العزيز جاويش رئيس تحرير(العلم ) وإزدادن ثورته من خلال مقالاته العنيفة التي اقترح فيها إصلاح الأزهرومناهجه .وقرب امتحان العالمية ، جاء أستاذه المقرب إلىه وهو الشيخ سيد المرصفي ليقول له : اذا أصبحت يا ابني فاستقل من الامتحان ولا تحضره من عامك هذا ـ فإن القوم يأتمرون بك ليسقطوك ! .. لم يصدق طه ... وذهب إلى الامتحان ، فإذا به يفاجأ بمن ينتظره ويقول لأحد الشيوخ : خذه يا شيخ إبراهيم فاسقه فنجانا من القهوة ! ... وفي انتظار الفنجان أقبل من يخبر طه حسين بأنه رسب في الامتحان!هكذا كانت نتيجة طه حسين في العالمية ... ونهايته في الأزهر! إلى الجامعة و أبي العلاءوفي هذا الظرف الصعب الذي يمر به طه حسين أنشئت الجامعة المصرية ، عام 1908 والتحق بها ووجد في دراستها شغفاً وميلا وقرباً من الأساتذة فقد أتاحت له أن يملأ رئتيه و أذنيه بكل طلق وجديد ... كاسرة له الحدود الضيقة في حوش عطا ودرب الجماميز .. وعزبة الكيلو ، و أصبحت الجامعة بالنسبة لطه حسين وسيلة بعد أن كانت غاية .وفي الصحف يقرأ طه حسين أن الجامعة تعلن عن بعثتين من بعثاتها إلى فرنسا ويسافر طالباً دراسة التاريخ في السوربون .. ويعد رسالة الدكتوراه بعنوان :(ذكري أبي العلاء) ، و يناقش الرسالة بين أيدي الجمهور في5 1 مايو 1914 ... ويجتاز الاختبار بدرجة جيد جداً ، و كانت أول رسالة جامعية تمنحها الجامعة المصرية ، وقررت الجامعة إيفاده في بعثة إلى فرنسا ، و قبل سفره يقابل الخديو ويسافر بالفعل في نوفمبر 1914 إلى مونبلييه و تبدأ صفحة جديدة في حياة طه حسين أسهمت في تكوينه على النحوالذي رأيناه بعد ذلك .وفجأة دون توقع ... طلب من طه العودة إلى مصر وقطع البعثة بعد مرور أكثر من عام على السفر ... في سبتمبر 1915 فقد أفلست الجامعة المصرية ، وقررت إعادة مبعوثيها ، و عاد طه إلى مصر و مكث بضعة شهور ، و عاد هذه المرة إلى باريس بعد زوال شبح الحرب عنها في ديسمبر 1915 ، لاستكمال الدراسة .[c1]باريس .. والجامعة[/c]وفي زياريس قسمت حياة طه حسين على أربعة معاهد السوربون ... وكوليج دي فرانس ... و مكتبة القديسة جنيفياف .. أما المعهد الرابع فهو البيت كما اعتبره طه حسين ، ففيه سوزان ... زوجته ... وشريكة حياته حيث يقرأ عن طريقها .. ويناقش معها إلى أن حصل على الليسانس في الآداب من السوربون ... وكانت سوزان قارئته وكاتبته و مرافقته التي أخلصت له ... وقد أذن له بالزواج منها بصفة استثنائية كسراً لشرط عدم زواج الطلبة أثناء الدراسة .. وظلت سوزان حاسته السادسة ، وكافحت معه من أجل ححب الظلام .. وقد تم زواجهما في 9 أغسطس 1917 .وفي يناير 1918 نال طه حسين الدكتوراة في رسالته الجامعية عن ابن خلدون باللغة الفرنسية واندهش المشرفون على الرسالة من غوص طالب أزهري يدرس الفرنسية في حياة ابن خلدون حتى الأعماق ليظهر و يشرح النظريات الفلسفية في السياسة والاجتماع والاقتصاد و في مصر اعتبرتها الأوساط الأدبية أول بحث علمي منظم كتب عن ابن خلدون.عاد طه حسين إلى القاهرة ليقوم بتدريس التاريخ الروماني و اليوناني القديم لأبناء الجامعة المصرية ... وفوجئ بانقسام الآراء تجاهه بين ساخطين وراضين عن أسلوبه ومنهجه الذي يختلف عن المناهج العتيقة التقليدية ولم يندهش طه حسين لوجود الرافضين المتحجرين وتجاوز نشاطه بعد عودته حدود الجامعة ، فقد تولي الإشراف على الصفحة الأدبية لجريدة السياسة عام 1922 .... وبدأت معاركه بين القديم والحديث في الأدب .. والانتفاض ... والبعث .الصراعاتو استمر طه حسين في صراعاته الفكرية حتى عام 1925 عندما تحولت الجامعةالمصرية ، من أهلية إلى حكومية وعين طه حسين أستاذاً لتاريخ الأدب العربي في كلية الآداب ، و لم يمض عام حتى ثارت ضجة كتابه الشهير(في الشعرالجاهلي) ... و قبعت وراء الزوبعة عوامل سياسية .... و إلا فما هو التفسير وراء تقديم أحد الأعضاء الوفديين ـ عبد الحميد البنان ـ استجوابا بشأن هذا الكتاب وصاحبه طه حسين ؟وجاء العام 1928 ليتم تعيين طه حسين عميداً لكلية الآداب خلفا لعميدها الفرنسي(ميشو) ... و أثار ذلك أيضا أزمة سياسية وطلب من الدكتور طه حسين أن يستقيل .... ووافق بشرط أن يعين أولاً ... فعين يوماً واحداً .. وقع فيه بعض الأوراق ... وفي المساء قدم إستقالته و أعيد ميشو إلى العمادة مرة ثانية ثم انتهت مدة ميشو و اختارت الكلية طه حسين للعمادة ، ولم تنته رحلة الأزمات ، منها عندما طلب من الكلية أن تمنح الدكتوراه الفخرية لبعض الساسة ورفض طه حسين وتم نقله بعدها إلى وزارة المعارف ... وظل هناك إلى أن عاد إلى الجامعة مرة أخري ، و بعدها أوعز إلى أحد النواب ـ عبد الحميد سعيد ـ بأن يقدم استجواباً في مجلس النواب حول كتاب في الشعر الجاهلي ، مرة ثانية ، و أحدث ذلك ضجة و أعلن صدقي باشا بأنه سيتولي الأمر بنفسه و كانت النتيجة إحالة طه حسين إلى التقاعد في مارس 1932 .ومنذ ذلك التاريخ لزم طه حسين منزله .. واقتصر نشاطه على الكتابة وخاصة في جريدة السياسة اليومية... دون مقابل ، كما طلب منه النحاس باشا أن يسهم بقلمه في جريدة كوكب الشرق إلى أن جاء ديسمبر من عام 1934 ، فأعيد طه حسين أستاذاً في كلية الآداب وفي مايو من عام 1936 عين عميدا للآداب و استمر في منصبه هذا حتى مايو عام 1939 ، وفي أواخر العا م ذاته انتدب مراقبا للثقافة في وزارة المعارف و استمر كذلك حتى فبراير 1942 ، مع بقائه أستاذا ً يلقي المحاضرات في كلية الآداب و في نفس العام عاد الوفد إلى الحكم فعينه وزير المعارف أحمد نجيب الهلالي مستشاراً لوزارة المعارف ، ثم انتدب مديراً لجامعة الأسكندرية في أكتوبر 1942 .وطوال صراعاته وتنقلاته من منصب إلى آخر حرص طه حسين حرصاً شديداً على إبعاد خطر البيوقراطية عن الجامعة حتى ولو كان من أعلى السلطات في ذلك الوقت ... سلطة القصر .وقد أصبح شيئاً مألوفا أن يخرج طه حسين من الجامعة ليجد مكانا في انتظاره في الصحافة .وقبل أن يختار طه حسين وزيرا لوزارة المعارف أحيل فترة للتقاعد وبالتحديد من عام 1944 وحتى عام 1950 ... وقد كرمته الصحافة بأن أجمع الصحافيون على انتخابه نقيباً للصحفيين ، وكان ذلك عام 1949 .. وساعتها هدد القصر بحل النقابة ، ولم يأبه الصحفيون بالتهديد و أبي طه حسين التضحية على الصحفيين واعتذر ـ بعد معرفته نية القصر ـ عن قبول ترشيح نفسه نقيباً للصحفيين ، وسافر إلى الخارج ـ ليعود بعد ها وزيراً للمعارف.وقد تم اختيار طه حسين وزيراً للمعارف عام 1950 ، وتفاءلت الملايين بإحداث ثورة في التعلىم ... وخاصة عندما قررالوزير الجديد مجانية التعلىم ولم تنس أبدا كلماته بأن التعلىم كالماء والهواء فقد ولد طه حسين بين المعذبين في الأرض ، وقضي حياته إنساناً بسيطاً .. رحب الأفق ، يقف إلى جانب المحرومين ... وأزاح ببصيرته ظلام البصر ... وقد استمر في الوزارة حتى تركها عام 1952 و بالتحديد في 26 يناير ، ومن يومها انصرف إلى الإنتاج الأدبي و الفكري.[c1]الثورة .. والتكريم[/c]وجاء العام 1952 ، وقامت الثورة ، ونزل طه حسين منزلة تتعلق بمكانته ونضاله على مدي ما يقرب من نصف قرن .و ان كان طه باشا من باشوات العهد الماضي ، إلا أنه ليس ككل الباشوات القدامي السابقين ، وصحيح أن طه حسين تولي الوزارة و تركها قبل الثورة بأقل من خمسة أشهر لكنه عندما تولي الوزارة كانت له مبادئ و أفكاره لا تقل نضجا ووضوحا عن مبادئ وأفكار الثوار ... وصحيح أنه(كهل) يمثل عهداً بائداً ، لكنه مع ذلك تكمن في داخله ثورة لا تقل عن ثورات الشباب .من أجل ذلك ، وغيره ، واعتبرته الوزارة رمزاً للمثقف صاحب المبدأ والرسالة و اتضح ذلك من خلال تكريم الدولة له و إعزازها لشخصه كعميد لأدبها و جاء ذلك في احتفال عام ونال فيه جائزة الدولة التقديرية في الأدب.وفي عام 1960 كان الأول الذي يشغل منصباً علمياً كبيراً من نوعه ، وهو نائب رئيس مجمع اللغة العربية ... ثم يرأس جريدة الجمهورية التي أصدرتها الثورة وفي عام 1963 انتخب طه حسين رئيسا لمجمع اللغة العربية وفي عام 1965 ... وفي احتفال عيد العلم يتم منح طه حسين قلادة النيل من الدرجة الأولي.وفي الثامن والعشرين من أكتوبر 1973 ... وقبل وفاة طه حسين بساعات تعلن الأمم المتحدة عن منحه جائزتها .. التي رأت أن تهديها له في 10 ديسمبر مع خمسة علماء آخرين .... لكن الموت لم يمهله ... حتى وافاه الأجل في الموعد المحتوم ، ... في الثامن والعشرين من أكتوبر عا م 1973 .التركةوعندما رحل طه حسين ترك تركة ثقافية أدبية للأجيال تزيد عن الخمسين كتاباً ... وهو عددلا يزيد على عددالكتب التي ترجمها أو التي حققها أو راجعها أو قدم لها ... فقد كتب طه حسين في الإسلاميات و الدراسات الأدبية و النقدية .... والقصص والروايات ... والفلسفة و الاجتماع .كان أول كتاب في حياة طه حسين في عام 1915 بعنوان(ذكري أبي العلاء) ... أما آخر الكتب التي ألفها طه حسين فهو الجزء الثالث من الأيام الذي صدر عام 1972 ... وفيه يحدثنا الدكتور طه حسين عن مرحلة هامة من حياته بين الأزهر و القاهرة والحي اللاتيني في باريس ، و كيف سقط في امتحان العالمية و كيف تعلم الفرنسية ، وكيف التقي بالفتاة التي أصحبت فيما بعد زوجته.وعندما نتحدث عن التركة و الرجل فلا يليق أن يسأل الناقد حين يتحدث عن طه حسين : كم كتباً ألف ؟ وكم رواية كتب ؟ وكم مسرحية أنتج ؟ لأن الكتاب الجيد أو الرواية المتقنة قد تصنع أديبا كبيراً ، ولكنها لا تصنع أديبا تاريخياً .... والفرق بين الأديب الكبير والأديب التاريخي أن الأخير يرتبط اسمه بتغيير جوهري في تاريخ الأدب وينسب هذا التغيير إلىه ويستطيع الأدباء الذين يأتون بعده أن يستفيدوا من كشفه الأدبي فيسيروا على هداه ويتجاوزوه بعد أن مهد لهم الطريق ..إن قصاصاً مثل موباسان قصاص تاريخي وليس معني هذا أنه أعظم من كتب القصة القصيرة ، و لكن معناه أنه أول من جعل القصة القصيرة فنا أدبيا واضحاً له معالم و أصول وجاءه بعده الأدباء الذين نستطيع أن نقول عنهم أنهم من أعظم من كتب القصة القصيرة ، وقد يتفقون بعضهم على موباسان ولكن موباسان سيظل له الفضل وضع القصة القصيرة في مكانتها في دائرة الأعمال الأدبية ..ومثل موباسان ..( بوالو) رائد الكلاسيكية .. وفيكتور هوجو الذي بشر بالاتجاه الرومانتيكي في مقدمته المسرحية(كرومويل)( ...و )( دانتي) الذي جعل اللغة الإيطالية لغة أدبية ، بعد أن كان الأدباء يكتبون باللاتينية ... ومثلهم جيمي جويس ، الذي جعل من(المنولوج الداخلي) اتجاها في كتابة القصة ..هؤلاء أدباء كبار .. تاريخيون .. حولوا وأسهموا في تحويل مجري التاريخ و الأدب ... وهكذا جاء و كان وسيظل طه حسين في الأدب العربي ... فهو مؤرخ الأدب ... ومؤرخ التاريخ ... والقصاص .. والجامعي الرائد الذي تخرج على يديه أجيال حملت الراية ،.. وهو المعلم صاحب النظرية الواضحة في الثقافة و التعلىم.والمدهش أن طه حسين رغم تعدد جوانبه لا يطغي في حياته جانب على آخر .. و بمجرد ذكر اسمه تتوارد الصورة كاملة لتصنع شخصية طه حسين الكبيرة المتعددة الجوانب ... لهذا كان طه حسين من الرجال الموسوعيين الذين يشتغلون بكل ألوان النشاط الأدبي ... ويأخذون من كل فن بطرف .