غضون
- وجود الأحزاب في أي بلد مرتبط بمشكلات يعاني منها المجتمع ويجب وضع حلول لها. والأحزاب المعارضة في ظل النظام الديمقراطي هدفها الأساسي تغيير الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية إلى الأفضل، ومن ضمن مهامها تجديد وتفعيل الحياة السياسية.. ولكي يكون دورها بناء يجب عليها أن تقوم بذلك في الوقت الذي تحافظ فيه على التوازن الاجتماعي وتعمل من أجل توطيد الاستقرار والسلم الأهلي..- أحزاب اللقاء المشترك يرتبط وجودها في ذلك التكتل بوصفها مجموعة كبيرة من القيادات الحزبية التي تملكها الغضب من رأسها إلى قدمها.. تبدو لنا الآن مثل تلك الحركات الثورية العنيفة التي لا تأبه للمصالح العامة.ولأنها غاضبة من “السلطة” تترجم غضبها بصورة مفزعة.. ضرب الاستقرار.. الإخلال بالتوازن.. التخريب.. التدبير.. وبدلاً من التغيير إلى الأفضل تكرس التخلف وتقوم بما هو الأسوأ دائماً..- أحزاب المعارضة في النظام الديمقراطي يتاح لها التعبير عن مواقفها، وممارسة مهامها، وتحقيق أهدافها من خلال قائمة طويلة من الخيارات.. وهذه الخيارات محكومة بمبدأ “السلمية”.. وهناك وسائل كثيرة.. الانتخابات.. المظاهرات.. المنشورات.. الشعارات.. الحوار.. المواجهة النيابية.. ووسائل أخرى كثيرة.. وعن طريق هذه الوسائل “السلمية” بوسعها تداول السلطة “سلمياً”.. صحيح أن أحزاب المعارضة، وفي مقدمتها حزب الإصلاح لم تصل إلى الحكم رغم الدورات الانتخابية المتعاقبة، لكن هذا لا يعني أن باب “التداول السلمي” للسلطة قد تم إغلاقه في وجه هذا الحزب أو مجموعة تلك الأحزاب.. بل يعني أن هذه الأحزاب لم تقدم لنا في كل الدورات الماضية وإلى اليوم دليلاً واحداً على إيمانها بمبدأ التداول “السلمي للسلطة”.. ولاحظوا ما تقوم به في هذه الأيام من عنف وتهديد للسلم الاجتماعي والوحدة الوطنية وانتهاك للقانون والمبادئ الديمقراطية.- ولنقترب من القضية.. دعونا نشير إلى ما قامت به أحزاب المشترك أمس في العاصمة صنعاء.. الأمر لا يتعلق بمعارضة عاقلة ومسؤولة.. بل يتعلق بمعارضة فوضوية تنتهك القانون وتعتدي على الحريات وتعطي للصوص والمخربين فسحة في مهرجاناتها لكي يمارسوا هواياتهم..- هذه الصورة السوداوية ليست من عندي.. بل من صناعة “المشترك”.. وهي - على أية حال - تعني أن على المؤتمر الشعبي وحكومته إدراك أن المسؤولية التي تقع على عاتقهما مسؤولية كبيرة..