اغتيال مسؤول كبير في وزارة الخارجية في بغداد
بغداد / 14 أكتوبر / بول تيت : زعم الجيش الأمريكي أمس الاثنين إنه قتل بطريق الخطأ تسعة مدنيين عراقيين أثناء مطاردته لمقاتلين من تنظيم القاعدة جنوبي العاصمة العراقية بغداد في احدث حلقات مسلسل الأخطاء التي تودي بحياة عراقيين أبرياء. وذكرت الشرطة العراقية ان المدنيين لقوا حتفهم في غارة جوية جنوبي بغداد يوم السبت الماضي. وتأتي هذه الأنباء في الوقت الذي أعلن فيه العراق انه سيبدأ محادثات مع مسؤولين أمريكيين قريبا بشان اتفاق ثنائي طويل الأمد بين واشنطن وبغداد. ومن غير المتوقع ان تحدد هذه المفاوضات أعداد القوات الأمريكية مستقبلا في العراق لكنها ستركز على دور القوات الأمريكية. وقتل طفل في الهجوم الجوي الذي وقع قرب الإسكندرية على بعد 40 كيلومترا جنوبي بغداد. وقال الجيش الأمريكي إن ثلاثة مدنيين آخرين بينهم طفلان أصيبوا في الهجوم. وقال الجيش الأمريكي في بيان أرسل عبر البريد الالكتروني «نقدم تعازينا لعائلات من قتلوا في الحادث ونشعر بالحزن لمقتل مدنيين أبرياء.» ولم يتسن الحصول على مزيد من التفاصيل على الفور من الجيش الأمريكي إلا أن الشرطة العراقية في الموقع قالت إن طائرات هليكوبتر أمريكية أطلقت النيران على نقطة تفتيش يحرسها أعضاء بمجالس الصحوة عقب هجوم على قافلة أمريكية. وأضافت أنه كان بين الضحايا نساء. وساهمت مجالس الصحوة التي شكلها في الأساس شيوخ عشائر سنية في التراجع الكبير في أعمال العنف في شتى أنحاء العراق. وتراجعت الهجمات في شتى أنحاء العراق بنسبة 60 في المائة منذ يونيو حزيران عندما استكمل تماما نشر 30 ألف جندي أمريكي إضافي. وأعلن الجيش الأمريكي أن قادة عسكريين قرب الإسكندرية التقوا مع شيخ عشيرة في المنطقة بعد الحادث. ونقل المصابون إلى مستشفيات أمريكية للعلاج. وفي حادث مماثل في نوفمبر تشرين الثاني من العام الماضي قالت القوات الأمريكية أنها قتلت 25 مسلحا خلال عمليات ضد القاعدة في التاجي شمالي بغداد. غير ان زعيم عشيرة سنية في المنطقة قال ان 45 من رجاله لقوا حتفهم في هجوم شنته طائرة هليكوبتر على نقطة تفتيش كانوا يحرسونها. وقبل شهر قال الجيش الأمريكي ان خمس نساء وطفلا كانوا بين 11 مدنيا قتلوا في غارات جوية استهدفت رجالا يزرعون قنبلة قرب سامراء في أكتوبر الماضي. ويقول قرويون ان الغارات أسفرت عن مقتل 14 مدنيا. وتسبب مقتل مدنيين على أيدي الجنود الأمريكيين في توتر العلاقات بين البلدين منذ فترة طويلة. ويقول منتقدون إن القوات الأمريكية كثيرا ما تأمر بشن هجمات على أهداف منها مبان يعتقد أن مقاتلين يختبئون فيها دون إعطاء الاهتمام الكافي لمعرفة من قد يكون بالداخل. ويقول الجيش الأمريكي إن كثيرا ما يتعمد المتشددون استخدام مدنيين كدروع بشرية في مواجهة هجمات القوات الأمريكية. وصرح علي الدباغ المتحدث باسم الحكومة بان محادثات مع مسؤولين أمريكيين ستبدأ في وقت لاحق من شهر فبراير الجاري بشأن معاهدة ترسي أسس الروابط الإستراتيجية بعيدة المدى بين واشنطن وبغداد. وتابع ان المحادثات ستبدأ في الاسبوع الثالث من فبراير دون ذكر موعد محدد. وكان وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري قد ذكر انه يجب الانتهاء من المعاهدة في يوليو تموز. وقال الدباغ ان هذا الاتفاق سيجلب مزايا اقتصادية وأمنية وسياسية ودبلوماسية على العراق ويقيم علاقة متجانسة مع الشعب الأمريكي. ولم يتسن على الفور الوصول إلى مسؤولين أمريكيين للتعليق لكن السفير الأمريكي في بغداد رايان كروكر قال في حديث أواخر الشهر الماضي ان المعاهدة «ستحدد العلاقات الثنائية لسنوات بل لعقود قادمة.» وتعهد العراق بألا يكون للولايات المتحدة قواعد دائمة على أرضه. في سياق آخر قالت مصادر الشرطة العراقية أمس الاثنين إن مسلحين مجهولين أطلقوا النار على موظف كبير يعمل ملحقا في وزارة الخارجية فأردوه قتيلا في منطقة المنصور في بغداد. وقالت المصادر إن «مسلحين مجهولين أطلقوا النار على وليد هيثم إدريس الذي يعمل في وزارة الخارجية بدرجة ملحق وقتلوه في الحال.»، وأضافت المصادر ان الضحية «كان يقود سيارته بمفرده متوجها إلى مقر عمله لحظة وقوع الحادثة.» ورغم التحسن الأمني الذي تعيشه بغداد إلا ان عمليات القتل والاغتيال مازالت مستمرة وغالبا مايكون ضحيتها مسؤولون حكوميون أو امنيون. وكانت مدينة بغداد شهدت يوم الأحد مقتل ضابط كبير في وزارة الداخلية هو المقدم احمد إبراهيم الذي يشغل منصب مدير شؤون القيادة في قوات المغاوير التابعة لوزارة الداخلية، عندما انفجرت عبوة كانت موضوعة داخل سيارته أدت إلى مقتله وإصابة اثنين من أفراد حمايته بجروح.