طالعتنا صحيفة (14 أكتوبر) في عددها (14277) ليوم الخميس الموافق 30 أكتوبر 2008م وفي صدر صفحتها الأولى بتصريح لإمام مسجد الغفار بالمعلا يذكر فيه أن مجموعة متطرفة من الشباب تعمل على إثارة الفوضى في المسجد منذ فترة خدمة لأهداف حزبية..”.وبصفتي أحد رواد هذا المسجد الدائمين بحكم قرب مسكني منه فقد سمعت وشاهدت وعايشت ما يجري ويحدث داخل هذا المسجد المضطرب من أحداث منذ فترة من الزمن. ويبدو أن مكتب وزارة الأوقاف بعدن قد حل مشاكل كافة مساجد المحافظة وعجز عن حل مشكلة مسجد الغفار بالمعلا التي تحولت إلى مرض مزمن استعصى علاجه وهذا هو السبب الذي جعل إمام المسجد يلجأ إلى أقسام الشرطة لحماية نفسه ويلجأ إلى الصحافة لإسماع الرأي العام بقضية المسجد التي لم تحل حتى كتابة هذه الأسطر.وللأمانة والتاريخ فإن الشباب الذين وصفهم إمام مسجد الغفار بالمتطرفين هم من جيران المسجد ومن رواده غير أنهم محسوبون على حزب التجمع اليمني للإصلاح وجميع أهالي مديرية المعلا يعلمون ذلك وبعضهم يدير في المسجد حلقات ذكر وقرآن للناشئة والفتيان والبعض الآخر يقوم ببعض الأنشطة الدعوية وأعمال خيرية والبعض الآخر يصلي صلاته بهدوء وبلا ضجيج إلا أن أفراداً منهم خاصة المتحمسين وعددهم لا يتجاوز أصابع اليد تغلب عليهم حماسة الشباب المتسرعة وتدفعه عواطفه الجياشة والمتهورة إلى الاحتكاك مع القائمين على المسجد ما يؤدي إلى إثارة البلبلة والإزعاج للمصلين والإرباك والتشويش والفوضى داخل المسجد، وأعتقد أن سبب انفلات أولئك النفر القليل من الشباب يعود إلى غياب إرشادات وتوجيهات ونصائح المسؤول عنهم في الحزب الذي ينتمون إليه وهم معذورون في ذلك!!.. وكذلك إمام المسجد والقائمون عليه معذورون أيضاً في قيامهم باللجوء إلى أقسام الشرطة والصحافة.. فلو أن مكتب وزارة الأوقاف بعدن قد قام بواجبه وبدوره لحسم هذه القضية من بدايتها وعمل على إيجاد حل جذري لها لما وصلت إلى النيابة ولما أحتاج إمام المسجد إلى اللجوء إلى الصحافة ولما عرف مسجد الغفار الاضطراب وافتقد إلى الطمأنينة والخشوع والاستغفار وعدم الاستقرار ولو قام ممثل الإصلاح بالمديرية أو بالمحافظة بتفقد أشبال حزبه والجلوس معهم ونصحهم وأرشدهم إلى أسلوب التسامح وبث فيهم روح الحوار العقلاني الهادئ لما فكر أحد أولئك الشباب المتحمس بالاحتكاك مع إخوانه المؤمنين القائمين على المسجد ولما استنكر المصلون هذا السلوك الغريب على أخلاق المسلمين وآداب المسجد الذي يتلون فيه قوله تعالى: “أشداء على الكفار رحماء بينهم”.إخوة متحابون ومتآلفون ومتعاونون يشد بعضهم بعضاً وقدوة للآخرين..
ما سبب غياب الاستقرار في مسجد «الغفار»؟!..
أخبار متعلقة