صناعة الكمبيوتر "تواجه أزمة"
لندن/متابعات: قال رئيس الجمعية البريطانية للكمبيوتر في مقابلة مع بي بي سي إن صناعة الكمبيوتر في بريطانيا تواجه أزمة مهارات. وحذّر البروفيسور نايجل شادبولت من أنه ما لم يتم اتخاذ خطوات الآن فلن يكون هناك عدد كاف من الخريجين الأكفاء لتلبية متطلبات الصناعة البريطانية. وقال شادبولت: "إن لم نكن حذرين، فسوف تخسر بريطانيا موقعها المتقدم كاقتصاد يعتمد على المعرفة". كما حذّر البروفيسور شادبولت في أول مقابلة تجرى معه منذ تسلمه عمله الجديد هذا الشهر من أن بريطانيا تواجه خطراً ألا تكون بعد الآن مزودة "للرؤية الجوهرية الاستكشافية الحقيقية في عصر المعلومات". وأضاف شادبولت، الذي يعمل أيضا أستاذا لمادة الذكاء الاصطناعي في كلية الالكترونيات وعلوم الكمبيوتر في جامعة ثاوثمبتون: "نعتقد أنه لدينا أزمة". رفع الوعي يذكر أن الجمعية البريطانية للكمبيوتر هي جمعية مهنية وأكاديمية تلعب دور الغطاء الذي يؤمن الحماية لأصحاب المهن العاملين في حقل تكنولوجيا المعلومات، كما تعمل لرفع الوعي العام بتكنولوجيا المعلومات. وكان البروفيسور شادبولت قد أصدر في وقت سابق بحثا غير منشور يظهر أن الطلب على خريجي الكمبيوتر وتكنولوجيا المعلومات قد تضاعف خلال السنوات الأربع الماضية، بينما انخفض عدد الطلاب الذين يدرسون هذه الاختصاصات ذاتها بمعدل الثلث خلال نفس الفترة الزمنية. يذكر أن الحكومة البريطانية تباهت بالارتفاع الإجمالي في عدد الناس يدرسون علوم الكمبيوتر منذ عام 1998، إلا أن الفترة الأخيرة قد شهدت انخفاضا حادا في عدد الدارسين في هذا المجال. قناع خاف وقال البروفيسور شادبولت أيضا إن ما يبدو على أنها أرقام صحية، ولو بشكل ظاهر، قد شكل قناعا يخفي الافتقار إلى المختصين الأكفاء بشكل مناسب في ميدان تكنولوجيا المعلومات. وأضاف أن العديد من هؤلاء الدارسين المشمولين بالإحصائيات الرسمية يتخذون في الواقع من علم الكمبيوتر أمرا رديفا أو ملحقا بشهادتهم الرئيسية. وقال البروفيسور شادبولت: "إن الأمر يمكن تشبيهه إلى درجة ما بتصريح (الحكومة) أنه كي نلبي متطلبات الأطباء والطاقم الطبي المدرّب في البلاد، نقوم بتعليم الإسعافات الأولية لأعداد متزايدة من الناس". انخفاض عدد المهنيين المهرة وأضاف أنه يخشى من أن أي انخفاض في عدد المهنيين المهرة في ميدان تكنولوجيا المعلومات في بريطانيا سيؤدي إلى خسارة وظائف ذات مرتبات عالية تذهب إلى الاقتصاديات الناشئة في الصين والهند. وقال: "هم يزودون جيلهم الشاب وخريجيهم بحجم هائل من المهارات الفائقة وخصوصا في مجال الكمبيوتر وتكنولوجيا المعلومات. ونحن لا نريد أن نواجه وضعا تتطلع فيه الشركات الكبرى، التي سعت دوما لاستقطاب المهارات من النوع المتوفر في بلدنا، للحصول على حاجتها من المختصين من الأسواق الخارجية". واختتم البروفيسور شادبولت بقوله: "هناك خطر حقيقي لنشوب صراع الوظائف ما وراء البحار".