الأدبا والكتاب و الثورة اليمنية
لعب المثقفون اليمنيون دورا رائدا في التبشير والدعوة للثورة على واقع الاستعمار من خلال عملهم الثقافي والتوعوي وكان الادباء والكتاب اليمنيون في مقدمة المثقفين الذين دعوا للثورة في كل اعمالهم الادبية الشعرية والنثرية، واستحق حملة الاقلام الشريفة بذلك صفة الريادة بين طلائع الثوار ضد واقع الامامة في الشمال والاستعمار في الجنوب اليمني.وبعد اندلاع ثورتي سبتمبر واكتوبر المجيدتين تواصل الجهد الثقافي لدعم الثورة لضمان استمراريتها وانتصارها، وتعمق ارتباط الادباء والكتاب بقضايا الشعب والوطن وتعزز دورهم واسهامهم في الدفاع عن اهداف ومبادئ ثورتي 26 سبتمبر و14 اكتوبر المجيدتين.. حيث لايزال الادباء والكتاب اليمنيون يجسدون بابداعاتهم وعطاءاتهم الادبية والفكرية تطلعات شعبنا اليمني في الوحدة والتقدم والازدهار الحضاري لوطنهم.وفي سير التحولات الاقتصادية والاجتماعية بعد قيام الوحدة اليمنية حدث تطور كبير في مختلف البنية الثقافية للمجتمع اليمني وذلك من خلال توسيع قاعدة التعليم العام والمهني والجامعي وتطوير الخدمات الاعلامية والثقافية تقدم دور ومكانة سائر المبدعين في المجتمع وتلاحمهم مع مختلف فئات الشعب اليمني في مسيرة بناء الحياة الجديدة ودفاعا عن منجزاتها التقدمية ومازالت تواصل النضال في سبيل تعزيزها وتطويرها وتحقيق اهدافها الاستراتيجية في اليمن على اسس سلمية وديمقراطية.ان الادباء والكتاب اليمنيين ضربوا اروع الامثلة التي تدل على اهمية الوحدة في المجتمع لان الادباء والكتاب اليمنيين لم يناضلوا فقط بسلاح الكلمة الشريفة والنبيلة بل انهم لم يتأخروا يوما اذا طلب منهم التضحية بدمائهم وارواحهم ومعاناتهم في سبيل ان تحيا المبادئ والقيم العظيمة التي يناضل في سبيلها الانسان في بلادنا.ان تاريخنا الوطني الحديث يختزن العديد من الصور المشرفة كتضحيات حملة الاقلام الوطنية من الادباء والكتاب الذين استشهدوا في معارك الكفاح الوطني والاجتماعي ضد الاحتلال البريطاني في جنوب اليمن وضد مختلف المؤامرات الامبريالية الرجعية التي استهدفت القضاء على ثورة 14 اكتوبر وووضع المواقف الكفاحية لادبائنا وكتابنا اليمنيين مصدر الهام ليس فقط لكل من يناضل اليوم بقلمه في سبيل وحدة وتقدم وازدهار الشعب والوطن بل ولكل جماهير الشعب الشرفاء الوطنيين في مختلف اليمن الذين يواصلون بكل ثبات وعزيمة معارك البناء الثوري دفاعا عن الحرية والسيادة الوطنية ومن اجل تقدم اليمن وازدهارها.الجميع يدرك بان شعبنا اليمني هو الذي صنع ثورتي 26 سبتمبر و14 اكتوبر واسقط النظام الاستبدادي في شمال اليمن وهزم اقوى الجيوش الاستعمارية في العالم وحقق العديد من المنجزات والنجاحات الثورية في نضاله ضد الظلم والاستغلال والتخلف.. بلاستطاع افشال كل المؤامرات والدسائس على حرية واستقلال الوطن اليمني.لقد اهتمت الدولة جيدا بعدد كبير من الادباء والكتاب والفنانين اليمنيين الذين لطالما دافعوا عنها سواء من خلال اقلامهم التي كانت تكتب دائما بمنتهى الصدق والحرية دون خوف او تردد وراحت بكل جرأة تصف كل مايدور في جنوبنا الحبيب من قبل الاحتلال البريطاني الذي حاول السيطرة عليه لكي يتمكن من تحويله الى مستعمرة تابعة له الا ان ابناء شعبنا اليمني راحوا يخططون وينفذون وبكل صمود للثورة التي كانت هي السبب في التخلص من هذا الاحتلال.اما الفنانون فقد اسهموا من خلال ما قدموه من اغان واناشيد ثورية كانوا يهدفون من خلالها الشد من ازر المجاهدين اليمنيين الذين ضحوا بدمائهم وارواحهم فداء لهذه الارض التي لطالما ارتوت من دمائهم ومن اشهرالشعراء اليمنيين (البردوني - لطفي جعفر امان - عبدالعزيز المقالح ومحمد سعيد جرادة) وغيرهم من الشعراء اليمنيين الذين اصبحت كتاباتهم تدرس في المدارس الى يومنا هذا التي كانت تنادي بالحرية والدفاع عن الوطن.وتأتي ذكرى ثورة 14 اكتوبر المجيدة لهذا العام في ظل ذكرى متميزة جدا ومقارنة ببقية الاعوام السابقة انما تأتي متناغمة ومتفاعلة فلولا ثورة 14 اكتوبر لكان الناس الآن مثل بقية اجيال ما قبل الثورة قابعين في كتاتيب هذا الفقيه او ذاك لايفقهون شيئا عن مبادئ التعليم بل كانوا سيخرجون الى الشوارع ثم اسواق العمالة ولكن عظمة الثورة الاكتوبرية هي من نقلنا من المدرسة الى المعهد الى الجامعة نستطيع القول بانه ماكان لثورة 14 اكتوبر الخالدة ان تصمد ويقوى عودها لولا اقدام شهدائها وابطالها للنضال بارواحهم ودمائهم والاستبسال لاجلها وامام هذه الذكرى العزيزة علينا جميعا يجب علينا ان نرفع ايدينا الى السماء وندعو المولى عز وجل ان يرحم شهداءنا وان يدخلهم فسيح جناته فبقدوم ثورة 14 اكتوبر عام 63م تتعاظم افراحنا وتتسع مسافات الفرح بعد ان اكدت بلادنا حضورها الفعال على الساحة الاقليمية والعربية والدولية وما ينعم به ابناء الوطن الحبيب في هذه الايام ليس الا حصادا لثمرة التضحيات التي قدمها شهداؤنا الابطال من ابناء الشعب في سبيل تحقيق الثورة والخروج بالشعب من العزلة الى ميادين العمل والانتاج وبناء الدولة اليمنية الحديثة فهذه الثورة كانت امتدادا لبناء المستقبل التنموي والتعمير وتحقيق العديد من المكاسب والمنجزات.وبثورة 14 اكتوبر تحرر الشعب اليمني من العبوية وسيطرة الاستعمار البريطاني وحققت له جملة من الاهداف التي من اجلها انتصرت الارادة اليمنية بالامس البعيد ومازالت تتوالى انتصاراتها حتى الامس القريب في ثنايا مسيرة التاريخ وحققت اهدافها من خلال الجهود والمساعي والعمل الدؤوب المقترن بالاستشعار العالي بالمسؤولية الوطنية في عهد وزعامة القيادة السياسية ممثلة بالاخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية اكثر من اي وقت مضى فهنيئا لشعبنا اليمني انتصاراته العظيمة في ظل الوحدة والديمقراطية والقيادة الحكيمة. [c1]ميسون عدنان الصادق [/c]