عندما يضع أي منا احتمالاً أنه الأسوأ يكون أبداً هو الأفضل.. وعندما يقال إن “الحراك” يستمد النضال من أفكار “غاندي” العظيم.. فـ (غاندي ) عندما خير بين مسقط الرأس والهند أختار الهند وعندما خير بين الهند والحق اختار الحق .واليوم الأسود الوحيد عند غاندي هو يوم انفصال الباكستان عن الهند.. بينما اليوم الأبيض عند الحراك هو ( 13 يناير) أو يوم التسامح حسب الاختيار، وغاندي كان يصوم شهراً لو اعتدى مواطن على آخر أو على ممتلكاته .. ولكن عندما يعتدي مواطن على آخر هنا أدرك أن هناك مقالة قد نشرت .. وأن هناك حراكاً سلمياً.. وتسامحاً قد بدأ يؤتي أكله .. وأن المناطقية عندما تغدو أيديولوجية أو عقيدة لأية معارضة فإنها تؤدي إلى “ رايخ” آخر .. مع الاختلاف .إن الوسائل المستهلكة هنا للتعبئة بدائية ولا تختلف عما كان البعض يفعله في الحرب الأخيرة ،كأن يقتل الجيران بالهاون لتثوير الضحايا. لكن (شرف الغاية من شرف الوسيلة) .. وبالتالي فإن “ القضية الجنوبية” يمكن تعريفها على أنها استثمار لكل مآسي الجنوب و البحث عن مرتكبين “ من أصول شمالية “ ،العبارة المقوسة للعطاس، وهي عبارة لا تختلف عما ذهبت إليه “ الأيام” بقولها “علماً بأن القاتل من أصحاب السوابق وهو من أبناء تعز. فتساءلت حينها : وماذا لو لم يكن من أبناء تعز.. هل سيكون في نظر الصحيفة - من أصحاب السوابق وقاتلاً أم أن لاجريمة إلا بمحل الميلاد؟ وعبارة العطاس لا تختلف عما يراه واحد من ذوي الأفكار الزرقاء بقوله في صحيفة (الصباح) أن “ الشماليين خونه” بينما الجنوبيون كما يقول “ خطاؤون “ فقط وأشد براءة من الأجنة” .. فلماذا استثمار المآسي .. هل من أجل غسل الأيدي وتبرئة “ الأجنة”؟ أم من أجل ارتكاب مآس جديدة والبحث عن مرتكبين من نفس الأصول؟ .. إنه لمن العار على أي منا العودة إلى نبش المقابر الجماعية والمطالبة بإحالة المرتكبين إلى (لاهاي) حتى ولو كان “ راشد” أو حواتمة ذاته ، ولكن ماذا لو أن الماضي هو الذي ما زال يلاحقنا مثل لعنة الفراعنة .. وبنفس الأفكار المناطقية التي أدت إلى قتل الإنسان وفقاً “ لمحل الميلاد” وليس لأي سبب مخجل آخر ..؟ فهل الشعور بالاضطهاد الذي جعل بعض العراقيين يبحثون عن منقذ لتدمير العراق هو السبب..؟ لا أعتقد .. لأن المضطهد الوحيد هنا هو المواطن الذي يرى أن هناك من يريد عبثاً “ إحراق البيت في سبيل سلق بيضة (....) ! إن الشعور بالهزيمة جعلنا نعارض أنفسنا قبل الدولة ونعارض المواطن قبل الوطن .. كما جعل أياً منا حتى ولو كان أممياً جسيماً - يبحث عن وطن يساوي مسقط الرأس وعن عدو يساوي الوطن اليمني ..! وإن لم يجد فبائس أو بائع متنقل .. إن المواطن مع أية معارضة بقدر ما تقدم من بدائل عصرية وإنسانية .. وهو مع الوحدة بقدر ما تقدم . فالوحدة مثلاً قد قدمت فترة نقاهة من الحروب العبثية والجنون ولمدة 15 عاماً.. والوحدة قد علمتنا مهن الحياة بدلاً من حرفة الموت فقط ، فالجزار مثلاً لم يعد مهتماً إلا بمهنته فقط .. والطبيب بالأدوات التي قد يتركها في جسد النزيل .. والوحدة علمتنا أن نختلف ليس بسبب محل الميلاد والأزياء أحياناً .. وإنما بسبب الاختلاف في المصالح “ .والوحدة علمتنا التسامح قبل أن نرفعه كقميص عثمان ملوناً بالضغائن والفحيح.. ( أنظر إلى الصحافة فقط) .. لكن الأهم هو: ما هو الثمن الذي يمكن أن يدفعه المواطن المعدم .. والوطن ذو الثلاث وجبات من القات مقابل فاتورة الانفصال..؟ ومن هو الزعيم المنتظر .. وهل يعود بسيارة ناسفة و “ فوضى خلاقه” أم ماذا ؟ .. إنني والله لو وجدت هنا إنساناً متسامحاً مثل فخامة الرئيس علي عبدالله صالح أو إنساناً مثل “ غاندي” أو “ مانديلا” ببعض الصفات فقط - لكنت أول محارب حتى ضد الوطن وضد أمي ..و لكن:[c1] كنت يوماًً أممياً عندما كانت الدنيا بعيني عدما أو تساوي مسقط الرأس الذي كان تقريباً يساوي الدرما كنت أعمى لا أرى غير العمى أويعيد النور حمام الدماء[/c]
ولكن ما وراءك يا حراك...!
أخبار متعلقة