جونية
جونية منطقه تقع في لبنان وهي أحد المناطق السياحية فيه في محافظة جبل لبنان وهي مركز قضاء كسروانقال الخور اسقف بولس قرالي «ان اسم جونية مأخوذ من اسم الخليج المحيط بها كالاسوارة، ولفظة جون جمع اجوان هو الخليج الصغير. جاء في تعريف جونية عند منتصف القرن التاسع عشر للمعلم بطرس البستاني في الجزء السادس من دائرة المعرف ان جونية موقع بساحل كسروان به مخازن ودكاكين ومصبغة، تأتيه السفن والقوارب بالغلال وغيرها وتجارة الحبوب فيه رائجة كثيراً. وبه سميت ناحية من نواحي القضاء المذكور. قراها صربا وغادير وحارة صخر وعدد سكانها 2500 نفس. وليس في جونية بيوت للسكن، بل إنما هي اشغال يقوم به قوم من سكان القرى المجاورة.ربطت جونية بالمناطق المجاورة بطرق شقت للعربات، فاتصلت ببكركي وما فوقها في عهد داود باشا متصرف جبل لبنان وربطت بغزير بطريق كاروسة بين عامي 1867و1868 رغم معارضة وعصيان أهالي غزير ، وربطت جونية بطريق حتى جسر بيروت في عهد المتصرف رستم باشا (1873 - 1883) وشمالاً بطريق عربات حتى البترون في عهد واصا باشا (1883 - 1892) وإتصلت ببيروت بواسطة خط حديدي، كان له محطات بين المدينتين منها 3 في جونية وضواحيها محطة صربا ومحطة جونية ومحطة معاملتين نهاية هذا الخط ما سهّل نقل الركاب والبضائع من وإلى ولاية بيروت سنة 1896، وصل عدد الدكاكين المكوّنة سوقها إلى أكثر من 300 دكاناً و5 معامل حرير و3 خانات ومطحنة ومعصرتين ومعمل ثلج اصطناعي، ومصرف عرف باسم صاحبه «بنك باغوص»، ومجموعة من ورش بناء السفن الشراعية الصغيرة.في سنة 1913 وفي عهد الإنتداب عرفت جونية تراجعاً اقتصادياً وركوداً ناتجا عن التنظيمات الإدارية الفرنسية التي سلبتها قسماً من وظيفتها الإدارية لمصلحة العاصمة بيروت فضلاً عن خروجها من الحرب العالمية الأولى خائرة القوى بسبب ويلات المجاعة والضائقة الإقتصادية مما إضطر العديد من أبنائها إلى النزوح إلى العاصمة او إلى الهجرة فخسرت بذلك خيرة أبنائها، وتوقف تطورها الإجتماعي والسكاني وضعف نمّوها الإقتصادي. ويلاحظ ذلك في إحصاء 1932 حيث بلغ مجموع عدد منازل جونيه مع أحيائها 1286 منزلاً موزعة على صربا 371 بيتالً، غادير 434 بيتاً، حارة صخر 350 بيتاً، ساحل علما 131 بيتاً ، وانعكس هذا الوضع الإقتصادي على قطاع البناء وظهر ذلك في سجلات البلدية التي كانت تسجل رخصاً محدودة جداً في هذا القطاع في الفترة الممتدة من سنة 1922 حتى سنة 1940 ، ولم يكن ناشط في تلك الفترة سوى قطاع التربية والمدارس والحرف الصغيرة وزراعة الحمضيات وقصب السكر والقلقاس والخضار ، واستمر هذا الوضع قائماً حتى مجيئ عهد الرئيس فؤاد شهاب الذي قام بتجهيز المدينة بكل مقومات المدن العصرية فاستيقظت من سباتها على طرق وإنارة ومشاريع فرز وضم وتخطيطات حديثة وملعب بلدي ومرفأ سياحي وسراي حكومي وبنى تحتية ، وقد استعان الرئيس شهاب بعدد من الخبراء والمهندسين وعلى رأسهم المهندس الفرنسي إيكوشار فبدأ الحديث عن «مونتي كارلو الشرق» وبرزت جونية كعروس الشاطئ اللبناني، وأخذت منذ 1959 تستقطب المصارف وأولها المصرف اللبناني للتجارة وفدرال بنك لبنان حتى وصل عدد هذه المصارف عشية حرب 1975 إلى 6 مصارف في حين بلغ عدد هذه المصارف اليوم 38 مصرفاً ماعدا مصرف لبنان الذي تاسس سنة 1879.