محمد رجب أبو رجبمنذ عام 1948م مع حلول النكبة الفلسطينية وتهجير وتشريد قرابة المليون فلسطيني في الشتات ومشاريع التسوية لم تتوقف، فتاريخ فلسطين طويل مع هذه المشاريع والتي هي في نهاية المطاف تهدف الى تصفية القضية الفلسطينية بعد ان ساهمت في اضفاء طابع الشرعية الرسمية على الوجود الصهيوني واقامته دولته المصطنعة على ارض فلسطين، وحاولت وفي هذه المقالة المتواضعة ان اقف امام الهرولة المستمرة العربية والتي لحق بها ركب اوسلو واقول لماذا؟واسعفني التوصل الى بعض الحقائق والتي لابد من ذكرها بعد قراءة متمعنة لمقالة كتبت في عام 1973م للكاتبة ليلى سليم القاضي:1 - يجب ان تعرف كما تعرف بعض الانظمةالعربية بانها عاجزة امام قوة اسرائيل وحلفائها الداعمين لها على المواجهة وبانها في نفس الوقت غير قادرة على تخطي هذا العجز، وهذا الحال ليس بجديد فقد كان قائما يوم ضاعت فلسطين ومازال مستمرا لاسباب عديدة وتختلف لطبيعة كل نظام حاكم.2 - تعرض الانظمة العربية لضغط شعبي عربي وضغط فلسطيني شديد كي تواجه التحدي الصهيوني، وتعمل على استرداد حقوقه الوطنية يشكل احراجات كبيرة لهذه الانظمة مما يدفعها للبحث عن تسويات.3 - اسرائيل تستفيد من هذا الوضع للانظمة وتنتهز كل الفرص في التوسع والسيطرة على العالم العربي والامثلة كثيرة في هذا المجال، ماحصل عام 1956م، وعدوان 1967، 1973، واليوم بناء المستوطنات، وضم الاراضي الفلسطينية بعد بناء الجدار العنصري وتهويد القدس، كل هذا كيف تعاملت معه الانظمة في السابق وكيف تتعامل معه اليوم، اليس بنفس التسويات وتوقيع الاتفاقيات والتطبيع؟4 - لقد عاشت الانظمة العربية في موقف المتأرجح والمستمر في فكرة الوصول الى تسوية سياسية مع اسرائيل (تضمن حفظ ماء الوجه) ولكن اسرائيل وما يسمون بالدول الامبريالية لم يمكنوا الانظمة العربية من الحصول على تسوية للقضية الفلسطينية حتى اللحظة لحفظ ماء الوجه ولو ضمن الحد الادنى وفي نفس الوقت اسرائيل هي المستفيد الاكبر من التأرجح العربي الرسمي، ولذلك تراها تطرح نفسها كداعية للسلام والتسويات والحلول السلمية بينما هي في الواقع تحقق مكاسب كبيرة من المواقف العربية، مما جعل اي تسوية للنزاع قضية خاسرة.5 - لماذا ترى تلك النزعة العربية في وجه هذا المأزق دائما تبحث عن مخارج عن طريق الاصرار على تدويل مأزقها واخراج الصراع من نطاقه الاقليمي واللجوء الى الوساطات الخارجية ومشاريع التسوية الدولية وهيئة الامم المتحدة ومجلس الامن والدول االاربع الكبرى، اليس كل هذا بحثا عن حل للنزاع بعيدا عن مواجهة اسرائيل؟أليس كل هذا منعاً لموقفها الحرج امام جماهيرها؟أليس كل هذا حتى لاتصل الى حافة التدهور الكلي؟لماذا لاتقف اليوم وتقوم بجردة حساب لكل مشاريع التسوية والقرارات الصادرة عن هيئة الامم المتحدة ومجلس الامن ونقول من المسؤول عن عدم الالتزام بها واحترامها وتنفيذها منذ اول محاولة لتسوية النزاع العربي الاسرائيلي بعد قيام دولة اسرائيل من قبل مجلس الامن الذي اتخذ قرارا في 11 كانون الاول 1948م بتشكيل لجنة التوفيق الدولية والتي تشكلت من ممثلين عن فرنسا وامريكا وتركيا والتي كان اول سبب في فشلها هو تمسك اسرائيل ومطلب حكومتها آنذاك اجراء مفاوضات مباشرة مع كل دولة عربية منفردة وعلى حدة؟ واصرار العرب على الدخول بالمفاوضات كتلة واحدة، وهذا مافعلته اسرائيل وحققته وفرضته على العرب فيما بعد؟اقول منذ هذه المحاولة مرورا بكل المحاولات والقرارات وانتهاء بمهزلة خارطة الطريق من المسؤول؟نسمع اولمرت اليوم وقبل وبعد فوزه بالانتخابات يتحدث عن الانسحاب الاحادي الجانب من الضفة الغربية واستنادا الى خطته لفرض الحدود الدائمة لاسرائيل، وازالة مستوطنات متفرقة والاحتفاظ بتكتلات استيطانية اكبر، هل هذه تسوية مقبولة من العرب، طبعا كما قالوا في قمة الخرطوم لا لخطة اولمرت، وهذا جيد وهو الموقف المطلوب والذي نسعى اليه ولكن يبقى السؤال وماذا بعد؟.
|
تقارير
مشاريع التسويات السلمية للنزاع العربي الإسرائيلي محكوم عليها بالفشل.. فهل نتوقف ؟
أخبار متعلقة