الدوحة/ وكالات:عندما قررت الذّهاب إلى السينما لمشاهدة الفيلم الخليجي "طرب فاشن " كنت مترددة جدا ومتخوفة من أن أرى فيلماً مركباً طويلاً أو تراثياً نسخة من فيلم "بس يا بحر"، الذي سيطر على عقلية السينمائيين الخليجيين، لدرجة أننا كنا نتصور أنا ومن كانوا معي أن أي عمل سينمائي خليجي، لا بد أن يتناول حياه البحر والنوخذة والقصص المستهلكة، التي كانت تتكرر دائماّ ولكن ما شجعني للذهاب وجود الفنان حسن البلام وعبد الناصر درويش، فهذان النجمان لهما حضورهما المميز وأعمالهما الجميلة ولكن في فيلم سينمائي كانت التجربة جديدة ومشوقة، بالفعل شعرت لحظة عرض الفيلم أن منتج الفيلم إنسان مقامر ومبدع، حيث انه استطاع أن يقفز على كل التوقعات قفزة عالية فوق كل المعتاد والمألوف، ففكرة الفيلم جديدة وأحداثه من الواقع المعاش ليس هذا فقط ولكن إدخال العنصر الكوميدي جعل الفيلم يتحول إلى محطة مهمة ساعدت على نجاح العمل. تتمحور فكرة الفيلم حول كون أسهل الطرق إلى الشهرة في أن يستغل المرء مظهره الجميل، ويقدم نفسه على أنه مطرب متميز بغض النظر عن امتلاكه للموهبة الموسيقية. وتدور القصة حول سارة الزوجة الغيورة لمطرب مشهور، والتي تطمح بأن تصبح مغنية معروفة وناجحة كزوجها.وتبدأ سارة، التي تتميز بجمالها، مشوارها الفني مع فرقة بنات رغم عدم امتلاكها أية موهبة غنائية. وتعمد لإكمال مسيرتها الغنائية إلى استغلال ثروتها ومظهرها الذي جلب لها مواجهة التقاليد الاجتماعية الصارمة، لكنها في النهاية تسقط بشكل مثير للشفقة. الفيلم اعتمد على فكرة بسيطة ولكنه قدّم بأسلوب كوميدي خفيف فكان بالفعل نقلة جميلة للأفلام الخليجية، ليس للإخراج المتميز أو للفكرة ولكن لأنه استطاع أن يخرج من الإطار السينمائي المتكلف الذي لا يزال يسيطر على أغلب الأفلام العربية ممن جعل الجمهور يبتعد عن هذا النوع من الأفلام، ويتكدس أمام الأفلام البسيطة التي تقدم له في مناخ محبب إليه وبالفعل كان لوجود البلام والدرويش الدور الكبير في استقطاب الجماهير فعندما ذهبت لكي اقطع التذكرة كانت الصالة ممتلئة، واضطررت أن احجز قبل العرض لأضمن وجود مكان، وعندما بدأ العرض كانت الصالة ممتلئة وهذا أسعدني جدا وكنت أتمنى أن لا يخيب أمل الجماهير التي جاءت للمشاهدة، ولكن مع تلاحق الأحداث والعرض الجميلة لم يكف الجميع عن الضحك والتعليقات التي خلقت جوا من المتعة الوقتية، ولكن ما أن خرجت من الصالة حتى شعرت بنوبة من الضحك كانت تسيطر علي وأنا أتذكر حركات البلام التي بدا يتقمصها الجمهور الخارج من الصالة بعشوائية .لأنها التجربة الأولى اعتقد أنها تستأهل التشجيع والتقدير لتكون هناك أفلام خليجية دائمة تتناول جميع القضايا الاجتماعية التي تصور مناخ المجتمع الخليجي بكل مصداقية، لولا بعض التطويل الذي كان يفضل التخلص منها والقفز السريع في الأحداث بشكل غير منطقي في بعض المواقف الخاصة بأحداث الفيلم، ولكن كل الملاحظات ستكون بلا شك أمام القائمين على العمل السينمائي في المستقبل فمثل تلك الملاحظات والسقطات الصغيرة هي دروس سيتجاوزها صناع الأفلام في تجاربهم القادمة، المهم هو العمل وعدم الخوف من التجربة والتردد .
|
ثقافة
طرب فاشن ... انطلاقة مشجعة للسينما الخليجيّة
أخبار متعلقة