في شعر ياقوت
( فراشه) عنوان لغنائية قائلها الشاعر عبده علي ياقوت لحنها ويغنيها الفنان فيصل علوي وأحسب أن الركيزة المضمونية ( للفراشة) لقاء عشقي جميل ونسيان وضنىوالشاعر نفسه صاحب غنائية ( صدفة من الصبح لاقيته وهو يجري) وهي شهيرة تغنى بصوت الفنان أيوب طارش العبسي.وفي فراشة واسعة الانتشار نحن أحوج ما نكون إلى الإطلاع إلى نصها قبلاً ليتسنى لنا بعد ذلك الحديث عنها إبدأ إلرأي حولها وذلك ما تستبينه عقب قراءة النص.فراشة أوعدت زهرة وجت في وعدها المحدودفكم مرت على زهرة وكم مرت على عنقودوفت للوعد في الموعد وجت للزهرة الموعودحكت للزهر فرحتها فأدمت قلبي المشدود ومصت شهدها الحالي فكان المشهد المشهودلهذا فاضت أشجاني وأنا يا عمر أضنانييواعدني وينساني وخلاّ خاطري منكودفراشه توعد الزهرةوتصبح في الوفا عبرهلمن يخلف مواعيدهويشعل في الحشا جمره أنا أوفيت بالموعدوهو يخلف وكم باعد ويا ما قلت له حددولكن الأمل مفقودهذا النص الغنائي المتفرد بعناصره الأربعة الشعرية بما فيها جمالية دلالاتها المعنوية من بين جميع القصائد الياقوتية نستبين منها أنها تراوح بين شيئين اثنين،( الالتزام بالوفاء من طرف واحد، والرغبة المفقودة في مبادلة الوفاء بمثله من الطرف الآخر).وكأنما يواسيه أبن عم ( سيف الدولة) بقوله:-وفيت وفي بعض الوفاء مذلة لفاتنة في الحي شيمتها الغدر وبلاغية الطباق بين الوفاء والغدر هي في تقديري ( وفاء عشقي ونسيان وضنى) وهي المرتكز المضموني للغنائية العذبة. وتأسيساً على قولنا سالف الإشارة نلحظ في البيتين الأخيرين التنافر بين الالتزام، وحرقة دموع الشاعر الذي وصل إلى قناعة تامة في استيقاف زمن الأمل.ولبربما علموه كيف يجفو فجفا ظالم لاقيت منه ما كفىصح لي منه في العمر موعد ثم ما صدقت حتى اخلفاومن جميل القول (وعلى تصريحات ياقوت في الصحف اليمنية) أنه متع العين ساعة لقاء الفراشة بالزهرة، وقت تساقط ندى الفجر على هذه الزهرة المرونقة، ولم يكن في حسبانه الرفض القاطع بالوعد.ولهذا السبب استعذب ترديد قول ( أبي فراس الحمداني: أراك عصي الدمع شيمتك الغدر أما للهوى نهي عليك ولا أمر ومن يدري لعلها كانت بعشقه مولعة، ولكنها ربما من الصنف المحافظ الذي وصفه ( الحمداني) نعم أنا مشتاق وعندي لوعة ولكن مثلي لا يذاع له سر [c1]المشاهد الممتعة [/c]وعندي أن (الفراشة) تمازج بين المشاهد الممتعة، ولهذا نلحظ فيها ( وكان المشهد المشهود) نشوة سكرة التلاقي، وتفصح ولا تلمح. عن شاعر مجرب، يمتلك أدواته الفنية إلى جانب خبرته الرفيعة بفنون الهوى ولواعج الشوق.واحسبه استناداً إلى قولي سالف الإشارة يردد قول المتبني (كأني عجيب في عيون العجائب).ثمة مسألة أخرى، نتعلق بصوت الفنان فيصل علوي (زمان وهو يردد (وهل في الحب أجمل من وفا الميعاد للموعود)،( حكت للزهر فرحتها)، (ومصت شهدها الحالي)،( فراشه توعد الزهرة وتصبح في الهوى عبرة)، (وهو يخلف وكم باعد)،( ولكن الأمل مفقود).يقفز إلى الذهن شريط سينمائي، لمشهد بديع الوصل، وآخر لرفض متعب، وتلاحم بديع التناغم بين الشعر أو المشهد، بأدوات تعبيرية جديدة على نحو مدهش.[c1](ولع الاستحسان)[/c]أما أنا فيجوس في خاطري من ولع الاستحسان وإذا مثلته في خاطري صفق القلب إليه وهفا وإلى جانب ذلك أحسب أنه ( عطفته رقة فانعطفا). [c1]نفس شاعرة، وصور وخيالات[/c] بالرجوع إلى النص الغنائي، وأفأنين تراكيبه المختلفة، أقول (وليس التكحل في العينين كالكحل)، بفتح الكاف، والحاء. وللسبب : هذا جاء هاجس التناول كحصيلة تجسده الغنائية في السياق الذوقي المنفعل بالنفس الشاعرة (وهي عندي هكذا).ومن هنا، توحي لنا هذه الغنائية، بأن الشعر ليس الفاظاً وأفكاراً، لكنه مع هذا كله صور وخيالات. والشعر ما اهتز منه روح ُسامعهكمن تكهرب من سلك على عجل [c1]واقع الحال [/c]أقول إن مثير المعاناة في (الفراشة) هو (الطوق العشقي) متعدد أشكال المعاناة الصادقة، ومن هنا اجتمعت في دوحتها، العاطفة، المعنى، الخيال والأسلوبولا أعدو الحق بقولي أن ياقوت في غنائيته هذه، صوت لا تداخل فيه، وتلكم في تقديري الأصالة بعينها.[c1]أسير الوعد المزعوم[/c]هذا الأسير، متبول كان يتشوق بلهفة كبيرة ليوم اللقاء، شغف ومهموم بمرموز الفراشة، ومع ذلك وقع أسيرا لوعد كاذب، في حين لم يكن على علم بهذا القول كما اعتقد: لو كان قلبي معي ما اخترت عبركم ولا رضيت سواكم في الهوى بدلا لكنه رغب فيمن يعذبه وليس يسمع لا لوما ولا عذلا ياقوت، هذا الإحساس الذي يتوزع في أكثر من مساحة تنقل الفراشة، ويا...يازماناً من غير نوع تساوتمهنية الموت واحتراف الطبّابة هجعة الأرض برْعَمَاتُ التناديآخر الموت أول الاستجابة