صباح الخير
أحدهم طلب مني مرافقته إلى منطقة جحانه في مديرية خولان في صنعاء لشراء قطعة سلاح من نوع ( مكاريوف ) روسي وآخر أشار علي بأن نذهب لشراء باقة ورد لزيارة أحد الأصدقاء في المستشفى , يا للمفارقة لكليهما أكن كل الاحترام والتقدير , واحترت في الموعدين .هل أعتذر لذاك الذي سيقتني السلاح , أم لصاحب الورد المتحضر , والأخير قطعاً أكثر إقناعاً من السفر إلى سوق السلاح , هناك سأتمتع بألوان الزهور الجميلة الأحمر , الأبيض , الأزرق وغيرها , وفي جحانه حدث ولا حرج المدفع , والبندقية , والقنابل والمسدسات وسرعان ما الغيت موعدي مع المكاريوف , ولأني لم أر الورد من سنين إلا في التلفاز أو إذا مررت على حديقة , واستغربت وأنا أتجول بين المراكز التي تبيع الورود والزهور الطبيعية والصناعية , واندهشت أكثر لإقبال الناس وبالأخص الإناث بأعداد تفوق التصور , وسمعت صاحب محل الورد يقول : كان إلى ما قبل عشر سنوات ضعف الإقبال ومحدودية البيع والشراء للزهور , وكانت المبيعات تقتصر فقط على السياح والسفارات , والأجانب بشكل عام أو الفنادق , أما اليوم فالزبائن من مختلف شرائح المجتمع , وتنتعش تجارة الورد بشكل كبير في المناسبات والأعياد , وفي “ عيد الحب “ وتستهلك كميات هائلة وهذه المواسم نخلق حركة ونشاطاً في المراكز والأكشاك المنتشرة في الأمانة , وفي فصل الشتاء تحرص على تدفئة هذا المنتج الزراعي , وصيفاً يوضع في ثلاجات لتبريده .إذاً هي صناعة وهنة وللورود أنواعها كالروز ويتداوله أكثر الناس ويستخدم كهدايا خاصة وهناك القرنفل وعصفور الجنة والمتثور الكلادولس , إلى جانب استرماريا وهو الأكثر جاذبية للإناث وكلها أصناف عالمية مشهورة ويتم زراعتها محلياً , التغيير والتطور في أوساط المجتمع يزحف تدريجياً , وهذا دليل على الثقافة والنظرة الجمالية والذوق الراقي , وحل الورد محل السلاح , ومن كان يصدق أن باقة الورد تفوقت على صندوق الذخيرة !