في ذكرى رحيله
عندما نتحدث عن اليمن وشخصياته الوطنية والاجتماعية المشهود لها - نقف قليلاً .. وقفة إجلال واحترام أمام فقيد الوطن والأمة... الشخصية الاجتماعية والوطنية.. الرجل الذي عاش هموم ومعاناة الناس طيلة فترة حياته.. عاش طبيباً وانساناً .. عشق مهنته وأحبها حتى الثمالة - لا يهدأ ولا يغمض له جفن حتى يرى الابتسامة على وجوه مرضاه بل على وجوه كل الناس. كان الدكتور احمد الشيبة رحمه الله يحترم مهنته ويقدسها ويوجه الناس في كل مكان يذهب إليه ... ليتجنبوا الأمراض ويعيشوا أصحاء في المدارس تلقاه وفي رياض الأطفال وفي المساجد.. وفي أجهزة الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة وفي برامج الأطفال كان شخصية محبوبة لدى الأطفال لأنه أحبهم كأبنائه.. من منا لا يعرف هذا الرجل العظيم الذي لم يكتب عنه احد حتى اليوم رغم ما قدمه من أعمال عظيمة وجليلة للوطن والناس وهو من أول من أسسh الصحة المدرسية التي لا وجود لها اليوم في مدارسنا للأسف الشديد..؟! الدكتور احمد الشيبة من مواليد عام 1943م توفى عام 2003/10/26م تلقى تعليمه في جمهورية مصر العربية وأنهى دراسته في جامعة بريست في هنجاريا بدأ مشواره العملي في عدن منذ سنة 1970م وعين في الطب الوقائي بمكتب الصحة بعدن هو والدكتور باصهي ثم فكر الدكتور احمد الشيبة رحمه الله بعد التنسيق مع مكتب التربية والتعليم في عدن وقبل قيام الوحدة المباركة بإنشاء مركز للصحة المدرسية تابع للطب الوقائي بوزارة الصحة بعدن وإنشاء فروع له في كل مدارس عدن مزودة بكافة الأجهزة الطبية وأطباء مشرفين عليها ومنها أقسام للأسنان وأقسام للعيون وأقسام انف وأذن وحنجرة وأخرى للمجارحة والحالات الصعبة ترسل إلى المستشفى العام المركزي (مستشفى الملكة سابقاً) ومستشفى الجمهورية حالياً وبهذا حقق الدكتور الشيبة فوائد كثيرة للطب الوقائي والصحة المدرسية في مدارس محافظة عدن وكان لذلك مردود ايجابي على صحة الطلاب والقضاء على الكثير من الأمراض قبل استفحالها. وفي حرب يناير المشئوم التي حدثت في عدن قبل الوحدة .. اشترك الدكتور الشيبة رحمه الله في معالجة وإنقاذ الكثير من المصابين الذين اكتظ بهم مستشفى الجمهورية وكان يقضي الليل والنهار في المستشفى حتى انتهت الحرب...والسؤال هنا ماذا عملت وزارة الصحة لتكريم أمثال هؤلاء الناس النادرين والمتميزين كالدكتور احمد الشيبة رحمه الله والدكتور الباصهي ود / طه شهاب وغيرهم كثيرون لماذا لا تضع الاوسمة على صدور أبنائهم من بعدهم ليفخروا بما قدمه آباؤهم من أعمال إنسانية للمجتمع ، واقترح أن تسمى بعض المستشفيات بأسمائهم تخليداً لهم.