مثنى الحضوري إنشأ اليمنييون أولى الحضارات الانسانية وبلغوا شيئاً عظيماً في التقدم والعمران منذ بزوغ فجر التاريخ كانت تلك الحضارات تمتد لتشمل جزيرة العرب من الخليج شرقاً الى البحر غرباً ومن المحيط الهندي جنوباً الى بادية العرب شمالاً وكانت تضم هذه الرقعة الشاسعة صحاري كثيرة كصحراء الربع الخالي جنوب الجزيرة وما يضم من صحاري صغيرة مأهولة وصحراء الدهنا والنفوذ وغيرها من صحاري جزيرة العرب التي أقام اليمنيون آنذاك أسواقاً تجارية ومواقع حماية وتأمين القوافل التجارية من هجمات وتجمعات البدو المتفرقة وتعيش في تلك الصحاري والتي لم يضم فيها أي تمدن أو حضارة وتعتمد على التنقل بحثاً عن الماء والمرعى .والحضارات اليمنية مثلت سلسلة من حلقات التاريخ ابتداء من حضارة الدويلات اليمنية القديمة سبأ ومعين وغيرها وكانت كل حضارة تقام في أي أرض من اليمن تشكل امتداداً جغرافياً طبيعياً لليمن من حيث ظهورها وكل حضارة اشتهرت بزعامتها وشيدت مدنها التاريخية والتي ما زالت بقايا بعضها الى الآن تتناثر في جزيرة العرب وكانت لتلك الدويلات دور هام حيث استمرت طويلاً وكانت مملكاتهم متوحدة حيث تقوي الآخرين على الاول وتنوي لإخمادها وهكذا عبر مراحل التاريخ حتى غير الاحباش اليمن وتم القضاء عليهم .من قبل زعيم اليمن سيف بن ذي يزن وكذلك الفرس والعثمانيون ثم الاستعمار البريطاني لعدن وتم دحرهم جميعاً من اليمن ولم يقضي على جذور بقايا ما تركوه الاحباش والفرس والاتراك حيث استمروا بين ظهورنا تحلم بعودة احتلال أو إستعمار لأنهم غرباء عن الشعب ويتوقون للحياة تحت ظل أصولهم .ولم يكد المستعمر الغربي يخرج من باب حتى دخل المستعمر الشرقي منه فوراً وقفزوا يقرعون الابواب الحمراء والبيضاء للاستغاثة من أحفاد سبأ وحمير ولم تعد الأحداث ورجالتهم تعجبهم وأصبحوا ينعتون الزمان بالغثاء أقزام تتطاول على التاريخ ورجاله ومن ظهر حمير يتهافتون ليعودوا منها الى أصولهم ولم تخسر اليمن شيئاً في التاريخ وكان لها شرف السبق في الاسلام ونشره والذي يعد مفخرة تضاف الى المفاخر التاريخية لليمن. وبقيام الثورة الأم التي أطاحت بأئمة الجهل والعزلة والتخلف وبثورة أكتوبر تحررت عدن من الاستعمار البريطاني في 67 للميلاد وبالجهد .. والنضال الدائم والدؤوب والسياسة الحكيمة لزعيم اليمن الرئيس علي عبدالله صالح وقيام دولة الوحدة في مايو 90م وإعادة وحدته عاد اليمن حراً موحداً محصناً .