غضون
- مساء الخميس الماضي استمتعت بمشاهدة الفيلم اليمني “الرهان الخاسر” الذي عرضته قناة اليمن الفضائية لأول مرة، ودعوت زوجتي وأولادي إلى مشاهدته يوم الجمعة عندما أعادت القناة بثه للمرة الثانية، وأجزم أن عدداً كثيراً من الجمهور قد أعجبوا به، وبينما كنت أشاهد النصف الأخير من الفيلم وصلتني ثلاث رسائل من زملاء يدعونني فيها لمشاهدة الفيلم، وكثير ممن أعرف قالوا إنهم تلقوا مثل تلك الرسائل.. وهذه هي المرة الأولى التي يحظى فيها فيلم أو عمل درامي يمني بمثل هذا الاهتمام والإعجاب.. وهو جدير بذلك على أية حال بالنظر إلى موضوعه وهو مشكلة الإرهاب في اليمن وبالنظر إلى جودة السيناريو وأداء الممثلين والمصورين والمخرج..- فيلم “الرهان الخاسر” لم يكلف سوى تسعين ألف دولار وهو مبلغ صغير يحصل ممثل غربي أو عربي قليل الموهبة ثلاثة أضعافه مقابل دوره في فيلم واحد.. وذلك المبلغ الذي صرف على الرهان الخاسر، يرينا أن العبرة ليست في كثرة الإنفاق دائماً بل أيضاً في القضية موضوع الفيلم أو العمل الدرامي، وفي إدراك الممثلين لأهمية القضية وتحمسهم لها، فضلاً عن الأمور الأخرى كالتصوير والإخراج.. وإجمالاً الفيلم أعاد لنا الثقة بأهلنا المشتغلين بأمور السينما والتمثيل، ونحتاج إلى مثل هذا الفيلم الجيد، كما أن قضيته أو موضوعه الهام (مشكلة الإرهاب) ينبغي أن يقدم للجمهور من خلال أفلام ومسلسلات ومسرحيات.. فليس أضر على هذه البلاد من الإرهاب بأشكاله المادية والثقافية.. وهذا العدو يستحق أن نكرهه ونكشفه ونقهره بأسلحة من ضرب “الرهان الخاسر”.- قيل لي إن بعض شيوخ حزب (الإصلاح) وشيوخاً سلفيين تملكهم الغضب من الفيلم ومن القناة الحكومية التي عرضته وإن نواب الإصلاح يعتزمون تقديم اقتراح إلى هيئة مجلس النواب لاستدعاء وزير الإعلام ومساءلته حول سماحه لوسيلة إعلام حكومية بعرض فيلم “الرهان الخاسر” لأن الفيلم يسيء للإسلام والمسلمين، وأتمنى أن تكون هذه مجرد شائعات، وأتمنى أيضاً على الغاضبين أن يحتفظوا بغضبهم في صدورهم، فالفيلم لا ينطوي على أي نوع من الإساءة للإسلام والمسلمين، وجمهور المشاهدين العاديين يعرفون ذلك، فالقضية الجوهرية في الفيلم هي الإرهاب والإرهابيون.. وحسب اعتقادي أن الإرهاب شيء مختلف عن الإسلام، والإرهابيون وإن كانوا جميعاً مسلمين فإن كشف حبائلهم الشيطانية وخدعهم وثقافتهم المغشوشة وإدانة أفعالهم الإجرامية واجب على كل مسلم ومسلمة.