في اليوم العالمي للسكان
أضفى الشعار لليوم العالمي للسكان هذا العام " الرجال شركاء في الصحة الإنجابية لهذا اليوم بعداً جديداً يتلخص في استحالة تجاوز الرجل نظراً لما يتمتع به من نفوذ اجتماعي واقتصادي مهيمن كعنصر فاعل في الأسرة وقادر على اتخاذ القرارات المتعلقة بتنظيم الأسرة وبالأنشطة الزوجية واستخدام موارد الأسرة المعيشية .وبهذه المناسبة .. مناسبة الاحتفال باليوم العالمي للسكان الذي يصادف الحادي عشر من يوليو من كل عام ويحتفل بها العالم منذ عام 1987م كتقليد سنوي بهدف التركيز على القضايا السكانية شهدت مدينة عدن وفي جامعة عدن احتفالاً نظمه صندوق الأمم المتحدة للسكان بالتعاون مع المجلس الوطني للسكان والبرنامج العام للإعلام والاتصال السكاني بوزارة الإعلام .قد تم التأكيد خلال هذا الحفل على أن شعار هذا العام أحد أهم الغايات الإنمائية للألفية التي يجب تحقيقها حتى عام 2015م كموعد نهائي , تتم خلالها إتاحة الفرصة أمام النساء والشباب للسيطرة على مصائرهم وتمنحهم فرصاً أكثر للتغلب على الفقر إذا ما أخذنا في الاعتبار أن الفروق في الصحة الإنجابية بين الأفراد أكبر منها في أي مجال آخر من مجالات الرعاية الصحية .وللتدليل على ذلك بالإمكان القول إنه وفي كل عام وعلى مستوى العالم يموت أكثر من مليون امرأة وفتاة نتيجة لمضاعفات الحمل التي من الممكن تفاديها فيما يعاني ملايين من النساء من أمراض غير معروفة الأمر الذي يستدعي إعادة التفكير في الواقع الراهن للصحة الإنجابية والجنسية بل والدفع باتجاه زيادة الاستثمار في هذا المجال لتحسين صحة الأمهات ومحاربة الإيدز وتخفيض معدلات الفقر .وما من شك من أن هناك ترابطاً واضحاً بين مسألة الصحة الإنجابية ومحاربة الإيدز وتخفيف الفقر , مع العلم أن (50%) من النساء من أربعين مليون مصابة بالإيدز كواقع من المستحيل تجاوزه ما لم تتعزز برامج الرعاية الصحية والوقاية .وعليه فإننا ندعو إلى ضرورة أن يتركز الاستثمار القادم في تعليم الإناث وجيل الشباب والمراهقين الذين غالباً ما يتم تجاهل حاجتهم في عمليات الاستثمار من قبل صانعي القرار وإلى معالجة الفجوة الراهنة بين النظرية والواقع وتحليل النتائج السلبية لكثير من الممارسات الخاصة بالجانب الصحي .وبالرغم من كل شيء يظل اليوم العالمي للسكان مناسبة للتركيز على الالتزام بكفالة أن يكون كل حمل مرغوب وكل ولادة مأمونة , وكل شاب وشابة في مأمن من فيروس نقص المناعة البشرية الإيدز , وكل فتاة وامرأة تعامل بكرامة واحترام .وهو- أي اليوم العالمي للسكان -مناسبة للتركيز على العمل لتحقيق كل ذلك .