الـ "بي بي سي" ، و"سكاي سبورتس" تكشفان أسرار أزمة مباراة جنوب أفريقيا الودية ...
كشف الغاني "ألكس نورتي" الذي يحمل الجنسية البريطانية، أن شركته التي قامت بتنظيم المباراة الودية التي أقيمت بين مصر وجنوب أفريقيا في 15 نوفمبر الجاري في العاصمة البريطانية لندن، كشف أن كل الادعاءات التي خرجت من الجانب المصري تلك الإدعاءات تحمله مسؤولية الأزمة الشهيرة التي حدثت قبل إنطلاق المباراة والتي كانت تهدد بإلغائها، كشف "ألكس" في تصريحات لـ "بي بي سي"، ومن قبلها لـ "سكاي سبورتس" أن كل تلك الإدعاءات باطلة وأن السبب الحقيقي في إشتعال تلك الأزمة هو إصرار "سمير زاهر" - رئيس إتحاد الكرة المصري - على وضع مبلغ الـ 50 ألف دولار المتفق على حصول إتحاد الكرة المصري عليها، وكذلك 12 ألف دولار مصاريف يومية لبعثة المنتخب المصري، أصر "زاهر" على وضع هذه المبالغ في حسابه الخاص، وكذلك في حساب "أحمد شاكر" - زميل سمير زاهر في إتحاد الكرة - ، ولكن "ألكس" رفض ذلك لأن القانون البريطاني يعتبر ذلك جريمة "غسيل أموال" . ثم عاد "زاهر" وطلب الحصول على المبالغ المالية نقداً (كاش)، ولكن "ألكس" عاد ورفض أيضاً لأن القانون البريطاني أيضاً يمنع التعامل بهذه الطريقة في الأمور المالية، و وسط حالة التجاذب بين الطرفين تم الإعلان عن أن المباراة مهددة بالإلغاء، وهو ما تناقلته وسائل الإعلام العربية والمصرية، مع الإشادة بدور "سمير زاهر" الذي تم تصويره على أنه يدافع عن حق المنتخب المصري، ويصون كرامته .وبعد مداولات بين أطراف الأزمة تم الإتفاق على وضع المبالغ المالية في حساب د/عزت أبو مصطفى، وهو شخص مصري يحمل الجنسية البريطانية، وهو نفس الشخص الذي كان يمثل دور الوسيط بين الشركة المنظمة للمباراة وبين إتحاد الكرة المصري ...!!!
إلى هذا الحد لم تنتهي الأزمة كما قد يتصور "سمير زاهر" وأنصاره في وسائل الإعلام المصرية الذين لم يدخروا جهودهم الكبيرة في سبيل تقديم السيد "سمير زاهر" على أنه يدافع عن كرامة المتتخب المصري، الذي تم الحجز له في فندق ترانزيت متواضع بجانب مطار " هيثرو"، كما تم إقامة المباراة في ملعب "جريفين بارك" غرب العاصمة البريطانية لندن، وملعب نادي "برنتفورد" الذي يلعب في الدرجة الثالثة، وتتسع مدرجات هذا الملعب لحوالي 13 ألف متفرج .كل ذلك تم بمعرفة السيد "سمير زاهر" كما أكد "ألكس" صاحب الشركة المنظمة للمباراة، ولكن ما حدث أن الإعلام قدم "سمير زاهر" على أنه إعترض بشدة على كل هذه الأمور، وهدد بالغاء المباراة حفاظاً على كرامة المنتخب المصري (بطل أفريقيا) الذي من المفترض أن تسعى خلفه جميع منتخبات العالم طالبة أداء مباريات أمامه وبأفضل الشروط والمزايا المالية للجانب المصري ... !!!وهكذا فتحت تلك المباراة ملف هام للغاية متعلق بعدم الشفافية في إدارة شؤون الكرة المصرية ، حيث أن السيد "سمير زاهر" -رئيس الإتحاد المصري لكرة القدم- لا يتوقف ليل نهار عن الإشادة بالدور الكبير الذي يلعبه إتحاده في توفير الملايين بطريقة التمويل الذاتي، متناسياً أن منتخب مصر بطل أفريقيا ويجب أن يتم إستغلال هذا اللقب بطريقة أفضل من ذلك، كما أن كرة القدم أصبحت في كل دول العالم صناعة واستثمار تجذب الملايين بل المليارات، وبالتالي فلا يوجد ما يدعوا الى التفاخر بالنجاح في الحصول على عدة ملايين من النقل التلفزيوني وغيرها من الأمور المتواضعة التي لا تشكل أكثر من 5 من الدخل الذي يجب أن يكون من نصيب الكرة المصرية.والأهم من ذلك أن تلك المبالغ المتواضعة التي يتم الحصول عليها يجب أن تخضع لرقابة أقوى من ذلك، ويجب أن تكون هناك شفافية ووضوح فيما يتعلق بهذا الجانب في إتحاد الكرة المصري، الذي يعيش حالة غريبة ليس لها مثيل في العالم، حيث يقوم إتحاد من الهواة أصحاب النفوذ في المجتمع المصري بإدارة شؤون اللعبة الشعبية الأولى في مصر، بطريقة المحترفين ...!!! وسوف يظل السؤال الكبير بلا إحابة ... كيف يتم إدارة الرياضة المصرية بهذه الطريقة دون أن يتم نسف كل القوانين القديمة التي لا تتفق على الإطلاق مع توجهات الاستثمار المالي، والتمويل الذاتي، وعدم الاعتماد على الحكومة كممول للأنشطة الرياضية .. ؟؟؟؟؟ وفي ظل هذا الوضع الغريب من يحاسب من؟؟ وكيف يحاسبه ...؟؟وإلى أن يتم تعديل هذا الوضع (الشاذ) سوف يظل الباب مفتوحاً على مصراعيه للفساد، وإستغلال النفوذ، والإستفادة من شعبية كرة القدم لكل من (هب ودب) في مصر . جدير بالذكر أن السيد "سمير زاهر" -رئيس إتحاد كرة القدم المصري- تم إشهار إفلاسه قبل عدة أشهر، حيث أنه يعمل في مجال الأعمال الحرة (البيزنس) ... مما يعد أمراً مخالفاً للقانون الذي يمنع أن يتولى شخص تم إشهار إفلاسه مناصب قيادية عامة في الدولة، وكان "حمادة المصري" لاعب الأهلي والإسماعيلي السابق قد قام برفع دعوى بطلان إنتخابات إتحاد الكرة المصري لهذا السبب .كما أن "سمير زاهر" كان يتمتع بعضوية مجلسي الشعب و الشورى في مصر لدورات عدة عن دائرة إنتخابية تابعة لمحافظة "دمياط" وهي المحافظة التي ينحدر منها في مصر... !!!