صباح الخير
علي عمر الصيعري بعد الاجتماع الأول لوزراء السياحة لدول شمال أفريقيا والشرق الأوسط الذي عقد في لبنان 18 أبريل الماضي , تستضيف العاصمة المصرية " القاهرة " الاجتماع الثاني يومي الثلاثاء والأربعاء القادمين 26 – 27 يونيو الجاري , لبحث مجالات أمن وسلامة السياح .ونقلت وكالة ( أنباء الشرق الأوسط ) عن مستشار وزير السياحة المصري / هشام زعزوع , أن " هذا الاجتماع سيقف أمام ما تتعرض له السياحة في دول تلك المنطقتين , من مخاطر تؤثر على مستوياتها " .. وأنه " سيناقش مسؤولية المجتمع المدني والمؤسسات الحكومية في الحفاظ على سلامة السياح , وتضافر جهود القطاعين العام والخاص في حماية وتطوير الصناعة السياحية , ومنها آليات الحفاظ على أمن وسلامة السياح أثناء التنقل والإقامة " .ونفهم من ذلك أن الاجتماع القادم يُعد ثاني اجتماع يعقد خلال هذا العام ولا يفصله عن الأول سوى شهرين تقريباً , ما يدل على الاهتمامات الخاصة بهذا المجال الحيوي ،كما تفسر لنا هذه الاهتمامات الخاصة , أهمية وحيوية الصناعة السياحية بوصفها مصدر دخل قومي تعتمد عليه اقتصاديات دول شمال أفريقيا والشرق الأوسط , ومن ضمنها بلادنا التي تنظر إليها بكونها ثروة لا تنضب , لجمعها ما بين الموارد المالية والمردودات الإنسانية متعددة الفضاءات .فمن نافلة القول إن اليمن غنية جداً بكل مقومات وعناصر هذه الصناعة السياحية , ولكن من جادة القول إن بلادنا في حاجة ماسة إلى استشعار المجتمع المدني والمؤسسات الحكومية والمنظمات وأفراد المجتمع بمسؤولية حماية وتعزيز هذا المقوم الاقتصادي الحيوي , وعلى رأسها ضمانة أمن وسلامة السياح الذين هم العنصر الرئيس في هذه الصناعة السياحية .وأعني باستشعار المجتمع بهذه المسؤولية ردع ونبذ أولئك الذين كلما عنت لهم المطالبة بحق شخصي , مهما صغر شأنه , لجأوا إلى الجبال ليسندوا التمرد , أو عمدوا إلى الطرقات السريعة ليمارسوا التقطع , ويحدث أن يبلغ الجهل ببعضهم لأن يغامر باختطاف السياح في منطقته , أو وسط عشيرته , أو قبيلته , غير مدرك أن فعلته هذه تؤدي إلى جانب إقلاق الأمن والسكينة العامة , إلى حرمان أهله وعشيرته ومجتمعه من موارد مالية يحملها إليهم هؤلاء السياح على مدار العام .إننا في حقيقة الأمر , بحاجة إلى إستراتيجية وطنية للسياحة تضع في مقدمة أولوياتها توعية المجتمع , وخاصة ذلك النوع القبلي الذي لا يرعوي من المغامرة , بأهمية الثروة السياحية , وفي ذات الوقت تستهدف إزالة صور التظاهر بالسلاح في المدن والقرى , ورفع اليقظة الأمنية , وعدم التهاون مع أمثال هؤلاء المغامرين والمتمردين , الذين نسألهم بدورنا: ألا تدركون خطورة أفعالكم ؟! .