لقد استخدم شاعر النيل حافظ إبراهيم اسلوب الثورية لمداعبة الشاعر احمد شوقي فقال عنه:يقولون إن الشوق نار ولوعة فما بال شوقي أصبح اليوم بارداً بيد ان الشاعر احمد شوقي رد اسلوب الثورية بالثورية وكان رده جارحاً بقوله:أودعت أنسانا وكلباً وديعةفضيعها الانسان والكلب حافظومع هذا فان الخصام الذي كان بين الشاعرين الكبيرين حافظ وشوقي لم يرق الى مرحلة الجفاء وكأنهما متفقان تمام الاتفاق مع قول الشاعر:ولست بمستبق اخاً لاتلمه على شعثٍ أي الرجال المهذب؟فقد بعث الشاعر احمد شوقي وهو في منفاه بالاندلس الى حافظ ابراهيم الابيات التالية:ياساكني مصر انا لانزال على عهد الوفاء – وان غبنا- مقيمناهلا بعثتم لنا من ماء نهركمشيئاً نبل به احشاء صادينا؟كل المناهل بعد النيل آسنةما ابعد النيل الا عن امانينافعلم حافظ ان شوقي في منفاه حران باكيا فأجابه على وزنه وقافيته قائلاً:عجبت للنيل يدري ان بلبله صادٍ ويسقي ربا مصر ويسقيناوالله ما طاب للاصحاب مورده ولا ارتضوا بعدكم من عيشهم لينالم تنأعنه وان فارقت شاطئهوقد نأينا وان كنا مقيميناوقد اصبح الشاعر احمد شوقي بعد عودته من المنفى شاعر الامة العربية والمعبر عن قضاياها وابداع شعره قوة في النظم وصدق في العاطفة وجمالاً في التصوير وتجديداً في الموضوع وجزالة في الالفاظ والصور البلاغية .. ففي حفل اقيم في دار الاوبرا وحضره وفود من ادباء العالم العربي وشعرائه لم يكن مستغرباً ان ينهض حافظ ابراهيم الى المنبر لمبايعة احمد شوقي بإمارة الشعر قائلاً:بلابل وادي النيل بالشرق اسجعيبشعر امير الدولتين ورجعياعيدي على الاسماع ماغردت بهبراعة شوقي في ابتداء ومقطعامير القوافي قد أثبت مبايعاًوهذي وفود الشرق قد بايعت معيوكان ماكتبه حافظ ابراهيم عن احمد شوقي من كتابه " ليالي سطيح" من تشيعه للقصر وارتباطه بالخديوي وركاكة بعض اشعاره لم تكن..والحقيقة ان قصائد كل من احمد شوقي وحافظ إبراهيم تناولت قضايا الوطن والناس وهمومهم ومعاناتهم فلامست الواقع وعاشت في ضمير الامة حتى اليوم رغم مرور عشرات السنين على ابداعها واحب الناس شاعر النيل حافظ ابراهيم كما احبوا امير الشعراء احمد شوقي وان الاختلاف الذي بدر منهما سد فجوته الشعر الذي اخى بينهما ، وان اعتراف حافظ دليل على المملكة الشعرية المترامية الأطراف وأهراماتها البلاغية للشاعر احمد شوقي كما قال عنه ناظم عودة..[c1]عمر عبدربه السبع[/c]
|
ثقافة
مملكة شعرية
أخبار متعلقة