الشاعر الساحلي / ممدوح محمد المهدي لـ 14 أكتوبر :
التقاه/ محمد علي الجنيدالشاعر/ ممدوح محمد المهدي إنسان بسيط جداً متواضع يعاني من حاسة عدم السمع ولكن ما زال يقدم روائع من الشعر الحر, ما زال يبحث عن وظيفة أو عمل يوفر بها متطلبات حياته رغم حصوله على شهادة الدبلوم..البساطة, الهدوء, الصدق, الحب, الابتسامة, عناوين بارزة على ملامح ذلك الشاعر القادم من تهامة مديرية باجل الحديدة.. جمع بين الشعر كرسالة والأخلاق كتعامل وفن وذوق, المدرسة الواقعية تأثر بها كثيراً.. الواقع المؤلم والظروف القاسية وقفت حاجزاً أمامه لإصدار باكورة إنتاجه الأدبي.. الشاعر الباجلي/ ممدوح محمد مهدي حسن المهدي التقت به صحيفة 14 أكتوبر بصنعاء وحاولت طرح بعض التساؤلات عليه وخرجت بهذا الحوار :[c1]سحابة الإلهام!!* من هو ممدوح المهدي كشاعر وإنسان؟![/c]- في البدء أرحب بك وكم أنا سعيد وفي غاية السرور أن التقي بالصحفي محمد علي الجنيد وإتاحته وإصراره الكبير على إجراء مقابلة صحفية معي في هذا الزمن المتضارب أخماس في أسداس..وممدوح محمد المهدي - إنسان قبل كل شيء ولست من الشعراء والأدباء فمازلت أحبو كطفل صغير أمام هذه الواحة الخصبة.[c1]* متى بدأت كتابة الشعر وأين تجد نفسك وفي أي نوع من أنواع الشعر ولماذا؟[/c]- كانت بدايتي الأولى في الثمانينات من القرن العشرين وهي بدايات التأثر بالمدرسة الكلاسيكية وشعر التفعيلة, ولكن سرعان ما لقيت صعوبة في الشعر الكلاسيكي ولم أستطع بناء قصائد غير النزر القليل بالقافية ولكن تأثرت بالمدرسة الواقعية.وبخصوص أين أجد نفسي بالحقيقة أجد نفسي في تيار الشعر الواقعي لإعجابي بأبعاده ومضامينه في الأسلوب الرمزي في التعبير عن أي حالة وجدانية.[c1]* متى تكتب القصيدة ولماذا؟[/c]- القصيدة ليست طوع الزمان والمكان حتى تستدعيها متى شئنا أو غير ذلك,.. والقصيدة حالة وجدانية تسوسن في الوجدان كلما أهتز في الذات ليعبر عن تجربة عن حالة أو وضع ومن المنطلق يصعب بناء القصيدة ما لم تتناهى روافد الفكرة لتصب في مجرى واحد كي تقول قصيدة تذرفها سحابة الإلهام في وقت غير محدد منك.[c1]أين الأصالة؟! ولماذا غائبة؟!* بمن تأثرت من الشعراء؟![/c]- كما ذكرت لك أنفاً كانت بداياتي مع عمالقة الشعر الموزون ومؤسس المدرسة الكلاسيكية والرومانسية - أمثال امرؤى القيس وعمر الخيام في الشعر القديم سامي البارودي رائد المدرسة الكلاسيكية وإيليا أبو ماضي وأبو القاسم وأمير الشعراء أحمد شوقي ورواد المدرسة الرومانسية وأذكر منهم بشكل خاص إبراهيم ناجي, لكن الاتجاه الآخر الشعر الحر والإبحارة في تيار لإعجابي الشديد تطويع الكلمة لصالح الرمز والإشارة باختلاف أبعادها وأهدافها للوصول إلى الفكرة من بناء القصيدة كان أبرز رواد هذا التيار صلاح عبد الصبور, محمود درويش ويونس عبود وأحمد مطر ونزار قباني والدكتور عبد العزيز المقالح رائد التحديث في اليمن الشاعر الكبير/ عبدالله البردوني - يرحمه الله.[c1]* الكثير من الشعراء كتب عن المرأة من واقع المعاشرة والبعض لم يعاشر في حياته امرأة أبداً أين أنت من ذلك؟![/c]- المرأة مثل المجرة يدور حولها ملايين النجوم والكواكب فهي منبع الألوان الجميلة التي تضفي للوجود معنى وفكرة فهي كالنسيم العليل الذي يهز المشاعر والوجدان لميلاد شتى الفنون والحضارات.[c1]* ما رأيك بالصفحات الأدبية والثقافية بالصحف اليمنية هل بالمستوى المطلوب هل ترى أنها تقوم بدورها أم ماذا ترى؟![/c]- كثير من الصفحات الأدبية والثقافية تهتم بالكم دون الاهتمام بالنوعية والإبداع في مجال ما أياً كان سواء صحافة أو أدب أو سياسة.. الخ, لا يصل إلى بلوغ ذروة مطلبه دونما يحتاج إلى المزيد والمزيد, فالنجاح ليس له سقف معين حتى تقول وصلنا إلى النجاح " كلما أزددت علماً أزددت جهلاً ", هناك في الصحف زوايا وأعمدة تحتاج إلى المزيد من التقدم والسير إلى الأمام بمنهجية ونوعية تراعي متطلبات الإبداع الأدبي في مساحاتها, هناك شيء مهم جداً وهذا برأيي من المهم أن تهتم بتراثنا الإسلامي بكل فنونه وتعطيه في نفس الصفحات الأدبية والثقافية حيزاً للمقارنة وحافزاً للسير نحو المستقبل يعني المستقبل أصالة ومعاصرة.[c1]سياسة.. لكن في إبداع!!* المشهد الثقافي اليمني كيف تراه من وجهة نظرك؟![/c]- الواقع الأدبي والثقافي بين مد الإبداع وجزر الجمود والتجاهل فأرضيته خصبة تفتقد إلى عوامل الإنماء والتشجيع, براعم لا تلبث أن تتفتح حتى تذبل مصطدمة بحائط البيئة ومتغيراتها وعلى رأس تلك العوامل السياسية وإفرازاتها في شتى جوانب الحياة الاجتماعية ورغم هذا وذاك - تبرز في الساحة الأدبية والثقافية إبداعات بزغ نورها في حلكة الظلام فكتبت لها الظهور وأخرى خلف أسوار الذات بحراسة سياسية التجهيل والعودة إلى الوراء.[c1]رفض.. اهتمام!!* ما هي أسباب في عدم إصدارك ديواناً لكم حتى الآن؟![/c]- نحن تعودنا على أن نتكلم أكثر مما نصغي لا أحد يتبنى أو يهتم بأفكار الآخرين ونظراً لوجودي في منابع الحرمان لم اجدتلك الآذان الصاغية لتسمع مني أو تشجعني على الاستمرار في كتابة القصيدة, والحالة المادية والظروف والمتغيرات كانت بمثابة سحب متراكمة, لم تنقشع عن الظلمة سماواتي كل التجارب السابقة كانت بمثابة تناثر الأوراق حول الشجر في دفاتر وأوراق كتبتها لكن إذا سمحت لنا الظروف إن شاء الله سوف أجمعها لكن أين هم من يأخذون بيدي؟! وهل الأخ الإنسان المثقف / خالد عبدالله الرويشان وزير الثقافة - الاهتمام بي والوقوف معي بصفتي شاعر مهضوم؟![c1]* هل ترى أن الشاعر استطاع محاكاة قضايا المجتمع وماذا عنك؟![/c]- بالطبع الشاعر دوماً يعايش كل الحالات والقضايا سواء خاصة أو عامة محلية أو إقليمية إلى آخر ذلك, إذا لم يكن كذلك فهو ليس بشاعر لأن الأخير جملة من الشعور والأحاسيس إذا لم أعبر عن قضايا المجتمع ولو بخاطرة أكون مثل المومياء المحنطة قد تثبت في هذا الاتجاه خواطر متواضعة مستخدماً الأسلوب الرمزي لتشكيل فكرة رفض أو موافقة عن أي حالة تهم قضايا المجتمع!![c1]* الحب, الزواج, البحر, الغروب ماذا تعني لك هذه المفردات؟![/c]- الحب : مازلت أبحث عنه!!الزواج : حلم أثر الفقر أن يكون في يدي.الغروب : لحظات تقديس وهالات من الإعجاب لصنع الخالق البديع, الذي يخاطب الوجدان بألوان يحار الفكر في مغزاه وتطلب النفس لحظات الصمت لتريح مع فطرتها لتتلو سور الوجد وتتغزل بجمالية الكون.[c1]* هل من كلمة أخيرة تود قولها؟![/c]- وإن كان ولا بد من كلمة أشكر القلم الصحفي البارز الأستاذ / أحمد الحبيشي رئيس التحرير - رئيس مجلس الإدارة بصحيفة 14 أكتوبر على جهوده الجبارة وإنجازه الكبير في القفزة النوعية الذي حققها للصحيفة منذ تولي قيادتها مما حسن منها وجعلها ذات رسالة وموقف وأشكر كل القائمين عليها على كل الجهود والأعمال التي تخدم الصالح العام أرضاً وإنساناً وأشكر رحابة الصدر وسعة الأفق لدى البعض من الناس الذين دوماً نلتقي معهم في نقطة تقاطع كما تجتمع العصافير في قضاياها واهتماماتها في عالمها الخاص. لأن هؤلاء الناس بلسم للجروح وضماداً للأوجاع لكنها مثل أعواد الكبريت الأحمر قليلون في دنيا أصبحت فيها المشاعر والأحاسيس شبه مستحيلة وتحية شكر خاصة لك أيها الصديق المحب والرفيق الطيب ابن علي الجنيد وشكر لك على هذه المداعبة!!وتلك نماذج من قصائد الشاعر المبدع ممدوح المهدي :[c1]القصيدة (1)وحشة[/c]شعر/ ممدوح محمد المهديمازال هذا الليل يعربدمترع السكراتيترنح! مثقل في خطواتهيكبو!يحبو!كطفل ساذج الخطواتيختضب أوجاعجاثماً على صدري- - - - - -أيها الليلأقسم بعباءتك السوداء!!التي أتوشح بها حزناً وآهاتواتقئ كبتاً وانزف لوعاتلعيونك الساكنة في الأحداقسأنقش بكل حضارات.. العالملا تجول في ساحات الكون حرفاً.. وكلمات!![c1]القصيدة (2)أحبك [/c]شعر/ ممدوح محمد المهدي ناسياً كل العالمإلا أنت!زاهداً فيه.إلا أنت!!شج رأسيضجيجالكون وزيف الحضارات!!سذاجات هذا العصر..المجوسيالذي يغتال براعم الأزهارويعجز أن يهدي إليناقبلة من جبين الشمسويمنحنا أريج سوسنة أو ياسمينهذا قلبي.. يا أنتفكيف الجواب!!فبرغم الأنواء والأسواروالأعراف وحروف الزمن والأقدار سأظل أحبك!!