تهريب الأطفال
لقاء/ بشير الحزمي ظاهرة تهريب الأطفال في المشكلات التي باتت تؤرق المجتمع اليمني والدولة حيث برزت في الآونة الأخيرة بشكل ملفت للنظر فيما تصدرت ورش العمل في المؤسسات الحكومية والمؤسسات المدنية لهذه الظاهرة ومكافحتها كما تناولت الصحف والمجلات ظاهرة تهريب الأطفال ونظراً لأهمية هذا الموضوع توجهنا إلى مؤسسة الصالح وبالذات وحدة المتابعة والتقييم لنرى ما هو الدور الذي تقوم به لمكافحة هذه الظاهرة وتناولت الحديث عن الموضوع الأخت أمة الصبور ي حيى الرضى مدير وحدة المتابعة والتقييم بمؤسسة الصالح للتنمية قطاع المرأة والطفل منسقة مشروع المساهمة في مكافحة تهريب الأطفال إن مشكلة تهريب الأطفال في اليمن تعد مشكلة متنامية وتشكل انتهاكاً لحقوق الأطفال في توفير الحماية والصحة والتعليم وتجعلهم عرضة لمخاطر العنف والإساءة والاستغلال.وأوضحت في حديث خاص لصحيفة 14 أكتوبر أن الحكومة عملت جاهدة للحد من هذه المشكلة من خلال العديد من الجهود ممثلة في إعداد وإقرار الخطة الوطنية لمكافحة تهريب الأطفال والتي غطت كل مكونات البيئة الحامية للطفل وشاركت في دعمها وإعدادها وتنفيذها كافة الجهات الحكومية والجمعيات غير الحكومية ومنظمات الأمم المتحدة وعلى رأسها منظمة اليونيسف وآخرون. كما تم أيضاً تشكيل اللجنة الوطنية الفنية لمكافحة تهريب الأطفال شملت في عضويتها مختلف الوزارات المعنية والمجلس الأعلى للأمومة والطفولة.كما حظيت كل من مؤسسة الصالح كونها تشارك بفعالية في الحد من هذه المشكلة من خلال المراقبة المباشرة على عمل مركز الاستقبال للأطفال ضحايا التهريب والتنسيق مع كافة الجهات المعنية وخاصة في المناطق الحدودية وكذلك الاشتراك في متابعة تنفيذ الخطة الوطنية كما تعد اليونيسف أحدأهم الداعمين وعضواً أساسياً في اللجنة الوطنية الأمر الذي أعطى دفعة قوية في الحد من هذه المشكلة.كما تم أيضاً توقيع اتفاقية تفاهم بين عدد من الشركاء الأساسيين منهم وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل والسلطة المحلية في محافظة حجة ومؤسسة الصالح الاجتماعية للتنمية ومنظمة اليونيسف حددت الأدوار والمسؤوليات لكل جهة ويعد هذا المشروع تنفيذاً لهذه الاتفاقية التي ترجمت في الخطط السنوية لكل من المؤسسة والمنظمة.[c1]رفع وعي حرس الحدود[/c]وأضافت انطلاقاً من الخطة الوطنية لمكافحة تهريب الأطفال والزيارات التفقدية والمراقبة والمتابعة التي قام بها فريق من أعضاء اللجنة الوطنية لمكافحة تهريب الأطفال وجد أن هناك قلة وعي لدى حرس الحدود نحو مشكلة تهريب الأطفال وكذلك الدور الذي يقوم به مركز الحماية المؤقتة وعدم تنظيم عملية استقبال الأطفال خاصة في وجود نساء وبنات في الفترة الأخيرة إلى جانب تكرار عملية تهريب الأطفال الذين تم دمجهم في أسرهم وفي غياب التأهيل وضعف التمكين اقتصادياً خاصة للأطفال ممن لم تتح لهم فرصة الالتحاق بالتعليم وتجاوز سنهم الرابعة عشر من العمر.وأشارت إلى أن مشروع المساهمة في المكافحة تهريب الأطفال الذي ينفذ من قبل مؤسسة الصالح الاجتماعية للتنمية ومنظمة اليونيسف والذي دشن قبل عدة أشهر بهدف إلى المساهمة في مكافحة تهريب الأطفال في اليمن وتوفير بيئة آمنة للأطفال المساهمة في رفع الوعي بمخاطر تهريب الأطفال لدى العاملين من شرطة وحرس الحدود المساهمة في توفير الحماية للأطفال وضمان عدم عودتهم للتهريب وتمكينهم اقتصادياً المساهمة في تنسيق الجهود بين كافة الجهات المعنية لمكافحة تهريب الأطفال ويعمل المشروع منذ انطلاقه على بناء قدرات 90 من الشرطة وحرس الحدود العاملين مع الأطفال ضحايا التهريب في منطقة الحدود. وتقديم الرعاية اللاحقة 90 طفلاً من الأطفال ضحايا التهريب الذين تم إعادة دمجهم في أسرهم من قبل مركز الحماية المؤقتة في حرض وذلك في كل من محافظات حجة والحديدة والمحويت.بناء قدرات 40 طفلاً من الأطفال ضحايا التهريب للالتحاق ببرامج التدريب المهني بصنعاء.وتقديم الحماية والرعاية لـ500 طفل من ضحايا التهريب من خلال الإشراف وتحسين البناء المؤسسي لمركز الاستقبال في حرض وتقديم الدعم اللازم لـ500 من الأطفال الذين تم استقبالهم في المركز. [c1]أبرز أنشطة المشروع[/c]وقدتم عقد ثلاث دورات واختتم البرنامج التدريبي في الأسبوع الماضي وقدتم فيه تدريب (90) من حرس وشرطة الحدود وأعضاء المجالس المحلية ومن النيابات والنشاط الثاني المتابعة اللاحقة لـ(90) طفلاً من ضحايا التهريب الذي تم إعادة دمجهم في أسرهم ويتم متابعة (15) طفلاً في الشهر ويتم إعطاؤهم مواد غذائية خلال المتابعة وملاحظة هل تم تهريبهم مرة أخرى وأيضاً متابعة سير العملية التعليمية معهم وإلى الآن تم تنفيذ مرحلتين من مراحل المشروع متابعة (30) طفلاً حتى الآن وأيضاً يتم تدريب (40) طفلاً تدريب مهني في معهد بغداد التابع لوزارة التدريب المهني وتم تقسيمهم إلى ثلاث مجموعات ميكانيك سيارات وكهرباء سيارات ونجارة.أما النشاط الرابع فهو تقديم الرعاية والحماية لـ(500) طفل من ضحايا التهريب من خلال عدة أنشطة منها النزول الميداني إلى مركز حرض لمتابعة سير العمل وقدتم النزول أربع مرات ويفترض النزول في كل شهرين وهناك متابعة سير العمل في المركز وضبط العمل وأيضاً يتم تقديم المواد الغذائية والملابس والبناء المؤسسي للمركز من كوادر وظيفية او أجهزة كمبيوتر وفرش وبطانيات وأثاث وجميع ما يحتاجه الأطفال تم أيضاً زيارة حرس الحدود والجوازات وذلك للتنسيق معهم للقيام بأدوارهم وكيفية استقبال الأطفال في حرض وأيضاً وجدنا آلية لاستقبالهم وإرسالهم إلى مركز حرض حيث يتم فصلهم عن المرحلتين من المملكة العربية السعودية ويتم استقبالهم في الجوازات ومن ثم التواصل مع مركز الاستقبال ويتم إرسالهم إلى مركز حرض للإجراءات وأيضاً استقبالهم في مركز حرض وتأهيلهم نفسياً والتواصل مع أهاليهم وإعادة دمجهم مع أسرهم.أما الأطفال الذين يتم استقبالهم في مركز حرض يصل إلى أكثر من (700) طفل في السنة وخلال الستة الأشهر هذه قد يصل العدد إلى (500) طفل وكل ما نقوم به أثناء النزول وأثناء المتابعة وأثناء تقديم هذه الخدمات ينعكس أدائه على عدد الأطفال الذين يتم استقبالهم في المركز وخلال الستة الأشهر الماضية استقبلنا في مركز حرض (340) طفلاً ولكن منذ افتتاح المركز حتى الآن استقبلنا في المركز قرابة (2500) طفل.[c1]مركز الحماية المؤقتة[/c]وأوضحت أن المركز يقوم بتقديم الحماية لـ(500) طفل يتم استقبالهم في الستة الأشهر من السنة طبعاً أخذنا بهذا العدد نتيجة الإحصاءات في الأعوام السابقة يتم استقبال الأطفال المرحلين من المملكة العربية السعودية إلى مركز الحماية المؤقتة بحرض وأيضاً الذين يتم إحباط عمليات تهريبهم ويتم تقديم الخدمة لهم من الآمان والكساء والغذاء وأيضاً يتم تقديم الرعاية الصحية حيث يقوم المسؤول الصحي في المركز بالفحص عليهم وتقديم الرعاية الطبية اللازمة لهم كما يتم أيضاً عرضهم على الاختصاصي الاجتماعي الاختصاصي النفسي للجلوس معهم وإشعارهم بالاطمئنان كما تنظم لهم الرحلات الترفيهية وبعد أن يتم الجلوس معهم وتتخذ معهم كافة الإجراءات المتبعة يتم التواصل مع أهاليهم حيث يتم استلامهم من قبل أهليهم بموجب استلام وتسليم وتعهدات من قبل أعضاء المجلس المحلي والمسؤولين الأمنيين في حرض يتم إعادة دمجهم أسرهم.[c1]استكمال البناء المؤسسي للمركز[/c]وأشارت إلى أنه تم استكمال وتفعيل البناء المؤسسي لمركز الاستقبال من خلال تزويده بالأثاث والكادر اللازم حيث تتوفر لديه البنية الأساسية اللازمة ويوجد فيه اختصاصيون اجتماعيون ونفسيون ومسؤول صحي ومشرفون مساعدون أخصائيين إلى الهيئة الإدارية ومسؤول قانوني (محامي) في المركز وهؤلاء كلهم وجدوا لتقديم المساعدة والحماية للأطفال المعرضين للتهريب.وقدتم تزويد المركز بعدد من أجهزة الكمبيوتر والأثاث والمستلزمات الأخرى وسنعمل على استكمال البناء المؤسسي للمركز حيث سيتم توظيف سكرتارية وعلاقات عامة ونحن بصدد بناء هنجر للإيواء المؤقت بما في ذلك استكمال التكييف لجميع الغرف في المركز وأيضاً الأثاث المكتبي كاملاً بما فيما تجهيزات المطبخ.[c1]لقاء تشاوري[/c]وأشارت إلى أنه تم إحباط عمليات تهريب كبيرة وكان عندما يتم استقبال المرحلين من المملكة العربية السعودية من قبل الجوازات في الحدود لا يتم إيصال الأطفال منهم إلى المركز ولكن حالياً أصبح هناك تنسيق بين الجوازات والمركز يتم إرسال أية أطفال مرحلين إلى مركز الحماية بحرض لتقديم الرعاية اللازمة من قبل أن يتم دمجهم مع أسرهم.[c1]مراكز تهريب الأطفال[/c]وعن أبرز الأماكن التي تنشط فيها عمليات تهريب الأطفال قالت إن من أبرز الأماكن لتهريب الأطفال هي محافظة حجة منها أفلح الشام أفلح اليمن والآن منطقة اسمها مبين في منطقة حدور منطقة حرض وعبس ومن الحديدة ومن الزيدية وباجل وهناك طبعاً تهريب للأطفال من جميع محافظات الجمهورية لكن مركز التهريب كما قلت يتمركز في عدد من مناطق مديريتي حجة والحديدة.[c1]الرعاية اللاحقة[/c]وفيما يتعلق بالرعاية اللاحقة قالت لم نتمكن من استهداف سوى المحافظات الثلاث القريبة من المركز وهي المحويت وحجة والحديدة لأن قلة الإمكانيات تحد من نشاطنا في هذا الاتجاه.[c1]التأهيل النفسي[/c]وفيما يتعلق بمجال الحماية والتأهيل النفسي وإعادة الإدماج للأطفال ضحايا التهريب قالت إن مؤسسة الصالح الاجتماعية للتنمية قد سعت بالتنسيق والتعاون مع شركائها من خلال إنشاء مركز حرض وهو مركز حماية مؤقتة لاستقبال الأطفال المعاد ترحيلهم إلى منفذ حرض الحدودي في محافظة حجة ويقدم المركز خدمات الرعاية المؤقتة والتأهيل النفسي للأطفال المعاد ترحيلهم أو الذين تحبط عملية تهريبهم في الحدود وكذلك يقدم خدمات الرعاية الصحية والأنشطة الثقافية والترفيهية للأطفال ودراسة حالاتهم ومن ثم يتم التواصل مع أسرهم أو مع مراكز حماية الأطفال في المحافظات لإعادة إدماجهم في أسرهم بعد اخذ التعهدات من أسرهم لضمان عدم تهريبهم مرة أخرى.وبالنسبة للأباء الذين يثبت تواطؤهم في عمليات تهريب الأطفال فأنه يتم إحالتهم إلى النيابة لتتخذ الإجراءات القانونية الرادعة وحتى الآن تجري محاكمة ثلاثة من الآباء الذين ثبت أنهم كانوا متورطين في تهريب أطفالهم.[c1]خطوات قادمة مطلوبة[/c]وعن ابرز الخطوات المطلوبة في الفترة القادمة لتعزيز جهود مكافحة تهريب الأطفال قالت من وجهة نظري أن المدارس الصديقة للأطفال هي شيء ضروري في تلك المناطق لأنه من خلال مشروع المتابعة اللاحقة ومن خلال مشروع التدريب المهني وجد أنه كثير من تسرب الأطفال سببه الفقر وإنشاء هذه المدارس ستحد من هذه المشكلة أيضاً إيجاد مراكز التدريب في تلك المناطق وإنشاء المشاريع الصغيرة من خلال القروض الصغيرة والنهوض بالأسر من الحلول والمعالجات التي ينبغي اتخاذها للحد من هذه الظاهرة.وفي ختام حديثها للصحيفة ثمنت الأخت / أمة الصبور يحيى الرضى كل الجهود المبذولة من قبل كافة أعضاء اللجنة الوطنية لمكافحة تهريب الأطفال وكذا جهود التنسيق والتعاون المشترك بين اللجنة في اليمن ومثيلتها في المملكة العربية السعودية.وقالت من أجل القضاء على هذه الظاهرة يتطلب توفير الإمكانيات وتوحيد الجهود من خلال إقامة الأنشطة الأخرى المتمثلة بجهود التوعية والحماية الاجتماعية وتقوية جهود التنسيق واستمرارها بين الجهات المعنية سواء على المستوى الداخلي في اليمن أو على المستوى الخارجي مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية.