( الأرملة تكتب الخطابات سراً )
القاهرة/14اكتوير/وكالة الصحافة العربية : بمكتبة البلد بوسط القاهرة ناقش عدد من الكتاب رواية (الأرملة تكتب الخطابات سراً ) للكاتب طارق إمام.وأكد النقاد أن الرواية مكتوبة باللغة العامية البسيطة وتزخر بتفاصيل دقيقة ترتبط بالشخصيات وتصنع بينهم تواصلا يشد القارئ ليهيم في أحداثها بين الواقع والخيال.في بداية الندوة قال المترجم أحمد عبد اللطيف: رواية (الأرملة تكتب الخطابات سراً) تشد القارئ لها وتجعله يهيم بين الخيال والواقع، وتجعلنا نلهث بحثا عن الخطاب إلا أنه في النهاية نكتشف عدم وجوده، فقد تم اختيار عنوان الرواية بذكاء ويبدو أن الكاتب استغرق في تأليف العنوان نفس الوقت الذي كتب فيه الرواية، وإن كانت أحداث الرواية تتشابه بشكل كبير مع فكرة روايته السابقة (بدون قتلة) فكأنه يكتب بيد ويقتل باليد الأخري ويجعلنا نفكر طويلا إذا كان قتل أم لا، وتلك التقنية استخدمها مع خطابات الأرملة وجعلنا نتساءل إذا كانت موجودة أو غير موجودة.وأثناء قراءتي للرواية تخيلت أن القيمة الأساسية فيها مشروع الخطاب والقتل كان رمزيا وأيضا الخطاب عبر عن الأمل في الحياة، ومن مميزات الرواية أنها بعد قراءتها يعيش القارئ في حالة تفكير مع أحداثها خاصة أن التفاصيل الصغيرة فيها مرتبطة بالشخصية ككل، والحياة الحقيقية فيها كانت في المقابر وليس في الشوارع، كما أن لغتها شعرية ومع ذلك فإن مرحلة الكتابة صعب الحديث عنها، والرواية تعبر عن ما بين السطور دون الحاجة لشرح تفاصيل كثيرة، فمثلا شارع (السبع بنات) الذي يتغير اسمه بعد أحد أدوات التعبير لدى الكاتب عن القدرة على استخدام اللغة وتوظيفها بشكل صحيح.وأضاف عبد اللطيف: الرواية تبدأ من نقطة لكن الحدث لا يتطور مع بقية الفصول ولكن يتطور في نفس الفعل، ويسرد كل فعل حدث ليصل إلى نقطة معينة، وهو ما يشبه تقنية (ذكريات غانيات الحزينات) عند (ماركيز) وهي رغم صغر حجمها إلا أنها تحتوي على كثير من التفاصيل، ويستغل الراوي فيها خطوطا معينة حتى تزيد مساحتها مثل خط السكرتيرة والخادمة والخطابات، كما أن الاستشهادات من أولها تسير إلى أنها رواية رومانسية تحمل أعقاب الحب على مر العصور.وأكد أحمد عبد اللطيف أن الرواية تشمل السرد والحوار باللغة العامية، ولم يذكر تفاصيل المكان الذي دارت عليه أحداث الرواية، وقال إن بيتها قريب من المقابر، وجعل زمن الرواية كئيبا يتناسب مع حياة المرأة نفسها، وطوال الأحداث يسلط الضوء على شخصية معينة، ثم يرجع إلى الشخصية الأساسية وهي شخصية (ملك) العجوز، ولا يعطي مقدمات في الفصل الأول ويدخل في الموضوع بشكل مباشر.[c1]تحليل الدلالة[/c]وأضاف القاص عمر شهريار: لم يكن لدي أزمة في التعامل مع نصوص الرواية، فهي لم تخل من الإشارات على المستوى الروائي لتحليل دلالاتها وفيها قدر من البساطة والعمق، كما أن مسألة الحوار باللغة العربية ليست جديدة فأغلب كتاب الوقت الحالي يكتبون بها، لأن لكل شخصية مستوى فكري واجتماعي معين، وفكرة الأرملة مهمشة في الكتابات وتدل على أنه يمكن التعبير عن جميع الشرائح والمراحل، مشيرا إلى أنه لم يحدد تاريخ الشخصيات لأنها تؤدي أدوارا وظيفية لا يهم أن يكون لها تاريخ حتى لا يترهل نسيج الشخصيات.وأوضح أن الرواية ليست فقيرة، ولكنها متكاملة التفاصيل وإيقاعها يرتفع ويزداد وتشرح أحداثا ضخمة وحقيقية.وأشار الكاتب طارق إمام إلى أنه لا يدافع عن أعماله بعد كتابتها، وأنه عندما يكتب يسأل نفسه كثيرا ومرجعية الرواية هي مرجعية الشخصيات التي نحتار في كتابة بعض تفاصيلها أو عدم تفاصيلها.وقال إمام: في رواية (هدوء القتلة) جعلت البطل يقتل بلا سبب ولا أود أن أضع له أسبابا أو مبررات سياسية أو اجتماعية حتى لا يتعاطف معه القارئ، وفي رواية (الأرملة) جعلت (ملك) بطلة الرواية تتحدث عن آخر ثلاثة أشهر في حياتها، وإظهار المعلومات من خلالهم فقد يظهر التاريخ في أول الرواية أو آخرها فقط، كما أنه لا يهمني المكتوب في الخطاب، فالشيء الغامض يزيد التأويل، وجاءتني فكرة (الأرملة) لأني دائما مغرم بما لا أعرفه، فأحب التعبير عن المجهول أكثر من المعلوم، فالمعرفة عند الروائي غير مرتبطة بتأليف شخصياته، فشخصيات الرواية واقعية، وهناك حوار داخلي في شخصية (الأرملة) مستوحي من الحوار العام، فأحاول استخدام حوار تلغرافي أقرب لحوار السينما.