[c1]كردستان غزة أخرى[/c]كتب مراسل صحيفة ذي إندبندنت البريطانية في العراق باتريك كوكبيرن مقالا تحت عنوان «الغزو التركي ربما يحطم العراق الموحد» يقول فيه إن كردستان العراق أصبح غزة ثانية حيث تستطيع إسرائيل إرسال دباباتها ومروحياتها العمودية متى شاءت.وشكك الكاتب في قدرة الجيش التركي على إلحاق دمار كبير بمقاتلي حزب العمال الكردستاني لأنهم يختبئون في ملاجئ عميقة وأودية سحيقة بجبال كردستان.وما يفعله الجيش التركي هو إضعاف حكومة الإقليم الذي يتمتع بحكم ذاتي ويعتبر أحد الإنجازات الهامة للغزو البريطاني والأميركي للعراق قبل خمس سنوات.أحد أهم الإنجازات الاستثنائية لحرب العراق النجاح في محاولة البيت الأبيض إقناع المؤسسات الإعلامية والسياسية داخل البلاد بأن سياسة زيادة القوات (30 ألف جندي أميركي) جعلت واشنطن قاب قوسين أو أدنى من النجاح السياسي والعسكري في العراق، وكل ما وهو مطلوب الآن، كما يقول الجنرالات الأميركيون، هو تحقيق تسوية سياسية بين المجتمعات العراقية.العراق الآن من وجهة نظر الكاتب أكثر تشرذما من ذي قبل، فهو يضم 80 ألفا من المليشيات السنية التي لا تخفي كرهها للحكومة العراقية التي يقال إنها تهيمن عليها المليشيات المرتبطة بإيران.، ثم إن «العصابات» المعادية للأميركيين سابقا انضمت إلى فرق الصحوة، والغالبية الشيعية الآن مصرة على أن تتيح المجال أمام السنة للعودة إلى موقعهم المهيمن السابق على الدولة، فالخلاصة أن السلطة الآن أكثر تفتتا.كوكبيرن يقول إن نقطة الضعف الأساسي للموقف الأميركي في العراق تبقى في افتقاره إلى حلفاء ثقاة خارج كردستان.وهذا الافتقار قد لا يكون واضحا في بغداد ووسط العراق لأن كل من الشيعة والسنة على استعداد لتشكيل تحالفات تكتيكية مع القوات الأميركية، ولكن على المدى البعيد لا السنة ولا الشيعة العرب يريدون بقاء الأميركيين في العراق، وحتى الآن فإن الحلفاء الثقاة الوحيدين هم الأكراد الذين يكتشفون الآن أن واشنطن لن تقدم على حمايتهم من تركيا.وفي ختام مقاله، قال كوكبيرن إن الغزو الأميركي كان من الممكن أن يعطي الحكومة في بغداد فرصة للدفاع عن سلامة وحدة أراضي العراق وصقل ثوابتها الوطنية.، ولكن عوضا عن ذلك، اختار رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي هذه المدة لإجراء فحوص طبية دورية في لندن، وهي الزيارة التي يرى فيها زملاؤه ذريعة للهروب من بغداد مخلفا وراءه بلدا يأخذ في الانهيار.ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ[c1]مشروع تركي للتفسير بمفهوم القرن[/c]نشرت صحيفتا فايننشال تايمز وغارديان أن مشروعا جريئا للحكومة التركية التي وصفتها بالدينية قارب على الانتهاء لمراجعة سيرة وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم. فقد قالت فايننشال تايمز إن هذا المشروع الذي دام ثلاث سنوات قد يثير جدلا حادا في العالم الإسلامي والغرب.، وأضافت أن المشروع المتوقع الانتهاء منه هذا العام يهدف إلى «حذف» تلك الأحاديث التي تستخدم مبررا، من بين أشياء أخرى، لقمع النساء في الشريعة الإسلامية.وقال محمد غورميز مدير الشؤون الدينية التركي إن «التفسير الجديد» كان الهدف منه جعل الأمثلة والأقوال والتعليقات التي تجعل الحديث أكثر ملاءمة للشعب التركي في القرن الـ21 وأكثر دقة من الناحية العلمية والتاريخية.، وأضاف غورميز أن فريقا من 35 عالم دين عاكف على المشروع الذي بدأ عام 2006 ولكنه لم يلق اهتماما كافيا حتى الآن.وقال أحد المعلقين الأتراك الذين كتبوا في الشأن الديني في تركيا المعاصرة إن المشروع عكس حقيقة أن «الناس الذين يتكلمون نيابة عن الإسلام في تركيا يجب أن يضعوا في حسبانهم الأفكار المعاصرة للمساواة في المجتمع».وأشارت فايننشال تايمز إلى أن كثيرا من مبادرة الحكومة الإصلاحية قام على هدفها الأساسي بإدخال الدولة في الاتحاد الأوروبي، رغم أن هذا الطموح قد يتلاشى نوعا ما. ولكنها فعلت أكثر من أسلافها العلمانيين للقضاء على جرائم الشرف في الريف التركي وضمان المساواة في التعليم بين الجنسين.وعلقت غارديان على الأمر بأن هذه الممارسة لإصلاح الفقه الإسلامي التي ترعاها حكومة أردوغان الإسلامية المعتدلة ينظر إليها باعتبارها حملة لكسر الثوابت وإقامة شكل لإسلام القرن الـ21 تنصهر فيه المعتقدات والتقاليد الإسلامية مع الأساليب والمبادئ الفلسفية الأوروبية والغربية.وقالت إن هذه التجربة الطموح يمكن أن تقلل التمييز ضد المرأة وتلغي بعض الحدود في الشريعة الإسلامية كالرجم وبتر الأعضاء وإعادة تعريف الإسلام قوة معاصرة وديناميكية في هذا البلد الممتد بين الشرق والغرب.ووصف أحد الخبراء الأتراك في المركز الدولي للدراسات الإستراتيجية المشروع بأنه محاولة لجعل الإسلام السني التركي «متوائما تماما مع القيم الاجتماعية والأخلاقية المعاصرة».واعتبر الأمر عودة إلى الإسلام الأصيل بعيدا عن التحفظ الزائد الذي أحبط كل الإصلاحات في القرون القليلة الماضية، وأن ما يحدث قريب الشبه بالإصلاح المسيحي، وإن لم يكن نفسه».، وختمت غارديان بما تناقلته بعض المصادر أن مشروع الإصلاح الإسلامي طموح وأصولي للغاية وسيستغرق عدة سنوات حتى يكتمل، ولكنه بدأ يؤتي أكله بالفعل بإلغاء عقوبة الإعدام والحملة ضد جرائم الشرف وتدريب وتعيين مئات النسوة أئمة مساجد.
عالم الصحافة
أخبار متعلقة