المهندسة دعاء كرزون المسؤولة والمشرفة المنفذة المشروع تنمية المدن التاريخية بزبيد:
لقاء/محمد سالم مغرسي مشروع تنمية المدن التاريخية الجاري الآن في زبيد يعمل وفق برنامج زمني محدد وبدراسات وخطط معدة ويهدف إلى جانب عملية الترميم للمنازل الأثرية التنمية الاقتصادية، وقد قطع شوطاً لا بأس به ،وكان له أهمية كبيرة في ابعاد الخطر الذي بات يهدد زبيد التاريخية بإلغائها من قائمة التراث العالمي والمدن الأثرية، ولهذا التقينا بالمهندسة المنفذة للمشروع دعاء كرزون من سوريا الشقيقة وخرجنا بالحصيلة التالية:[c1]فكرة عمل مشروع تنمية المدن التاريخية بزبيد[/c] * في البداية ماهي الفكرة القائمة للمشروع والمرتكزات الأساسية له؟- قبل التحدث عن فكرة عمل المشروع وعلى أي أسس ومرتكزات سار عليها المشروع أود أن أوضح أموراً منها: ان الكثير من الأهالي وأبناء مديرية زبيد يعتقدون ويتصورون أن عملنا قائم على ترميم البيوت الأثرية فقط وهذا ماهو إلا جزء من عملنا وما نهدفه وما هو غائب عن أذهان الكثير أن المشروع يهدف بالدرجة الأساسية التنمية والتأهيل وإيجاد كوادر يمكن الاستفادة منهم مستقبلاً ولهذا وعلى طول وامتداد سنة كاملة ركزنا على جانب التدريب والتأهيل حتى إذا جاءت فترة من الفترات وانتهى عمل البرنامج نكون قد استطعنا توفير كوادر قادرة على مواصلة العمل وبكم هائل، إضافة إلى تحقيق فرص عمل للكثيرين، وانتم تعرفون أن البناء التقليدي وعلى النمط القديم يحتاج إلى عمالة كبيرة، بالإضافة إلى أننا استهدفنا اصحاب الخبرات والقدرات والمبدعين في مجال البناء التقليدي من أبناء المديرية ولم نأت بمقاولين من خارج المنطقة حتى تتم الاستفادة الكاملة من فترة عمل المشروع من كل الجوانب، وعملنا على الاستفادة من هذه الخبرات وتبادل المنافع والخبرات.فالكثير من المنظمات والهيئات الدولية عملت هنا في زبيد وراحت وذهبت كما جاءت لأنهم كانوا يأتون بالمقاولين والخبراء معهم وبهذا لم يستفد أبناء المديرية اقتصادياً وتنموياً.والملايين راحت دون الاستفادة وهذا ما حاولنا تجنبه لأنه بجانب عملنا في الحفاظ هدفنا الآخر التنمية المستدامة والعمل على خلق فرص عمل وتحسين معيشة الفرد والاستفادة من الخبرات الموجودة وتدريب آخرين.أما فكرة عمل المشروع فهي قائمة على جعل المواطن يسهم في عملية الترميم وعملية الحفاظ على منزله الأثري، وعلى المدينة وجعله المسؤول الأول حتى يهتم أكثر دون الاعتماد مرة أخرى على الآخرين حتى إذا ما حدث أي تصدع أو تشقق أو انهيار يزيد اهتمام ويدرك أهمية حفاظه على منزله ونحن نقوم بدعمه حيث قمنا بإجراء دراسات عرفنا من خلالها كم يكلف البناء الأسمنتي والبناء بالبلك وكم تكلف عملية البناء وعلى النمط القديم ونقوم بإخراج فارق السعر بين البناء بالبلك والبناء على النمط القديم ونقوم بدعم صاحب المنزل الأثري ودفع الفارق له الذي قد يصل إلى 40% وترتفع هذه النسبة كلما اعتمد صاحب المنزل على نفسه وأولاده وفي كل مرحلة يستطيع أن يوفر أكثر وترتفع بذلك نسبة الدعم التي قد تصل إلى 50% او 60%.[c1]أقسام المشروع ومراحله[/c]* هل هنالك أقسام ومراحل للمشروع؟ وماذا عن برنامج عمله؟- ينقسم المشروع إلى قسمين القسم الأول برنامج خاص بترميم البيوت والمنازل الأثرية بزبيد، وهذا البرنامج نقوم من خلاله باستقبال طلبات من اصحاب البيوت والمنازل الأثرية التي بحاجة إلى ترميم وعند تلقي الطلب نقوم بإنزال لجنة مكونة من “أسطى” محلي صاحب خبرة من أبناء المنطقة وخبير من عندنا لإجراء الدراسة وإعداد احتياجات الترميم وما يحتاج إليه وإعداد الدراسة لهذا المنزل وعملية التوثيق والتصوير الفوتوغرافي وإعداد تقرير كامل، بعدها نقوم نحن بتحديد النسبة التي سنقدمها منحة مساهمة من المشروع قد تصل إلى 40% هذا وللعلم فإن الدراسة وإعداد الاحتياجات للمنزل المراد ترميمه وكل الأمور الفنية نحن من نقوم بدفع تكاليفها وهي أيضاً منحة من المشروع، وبعد أن يقوم صاحب المنزل بتجهيز نفسه مالياً يقوم بعملية الإشراف على ترميم منزله، وهو من يختار ويأتي بالأسطى والعمال وفي كل مرحلة من مراحل البناء، وكلما أنجز جزءاً بحسب قدراته المالية،نقوم نحن بدعمه إلى أن ينتهي من عملية الترميم، وكلما زادت إسهامات صاحبه واستطاع الاستعانة والاعتماد على نفسه ومن حوله من أولاده وأصدقائه استطاع التوفير، وبالتالي تزداد نسبة التي قد تصل إلى 60% وهدفنا من ذلك هو بذل المواطن الكثير من الجهد حتى يشعر بقيمة ما بذله من جهد وبالتالي سوف يزيد اهتمامه بمنزله وسوف يحرص عليه لأنه أسهم وبذل الجهد والعناء وهذا ما لم تقم بعمله البرامج السابقة من منظمات وهيئات عملت في زبيد وجاءت بالمقاولين والبنائين وقدمت المساعدات دون أي جهد أو عناء يبذله صاحب المنزل وبالتالي فهو لايبالي ولايهتم إذا حصل لمنزله أي تصدع أو تشقق وسوف يجري إلى تلك المنظمة أو الهيئة التي قد تكون أنهت عملها وانتهى برنامجها وشدت الرحال وبهذا يحصل الاهمال، وما قمنا به نحن عكس ذلك والحمدلله، شهرياً نستقبل الكثير من الطلبات وكل يأخذ دوره، هنالك الكثير من الاهتمام من اصحاب البيوت الأثرية الذين عملوا على تشكيل جمعيات شهرية.كل من قبض حصته هرع إلينا وليس شرطاً أن تجري عملية الترميم دفعة واحدة يمكن أن تحصل عملية الترميم على مراحل كلما توفرت الإمكانيات يأتي إلينا لتنفيذ المرحلة التي بعدها ونحن نركز على الأهم فالأهم في كل مرحلة .أما القسم الثاني فيتمثل في برنامج خاص لترميم الدكاكين في السوق القديمة وكل صاحب دكان يأتي إلينا ويقوم بتقديم طلبه ونفس الاجراءات تتم بنفس الصورة وما تتميز به سوق زبيد أن الدكاكين مترابطة مع بعضها يتم إشراك اصحابها في ترميمها، وهنالك أيضاً برنامج خاص بالتنمية الاقتصادية يتمثل في تمويل الجمعيات والمؤسسات الأهلية حتى تقوم بواجبها وعملها في دعم الصناعة الحرفية وتمويلها.[c1]ما تميز به مشروع تنمية المدن التاريخية بزبيد[/c]* بم يتميز مشروع تنمية المدن التاريخية بزبيد عن غيره من البرامج المنفذة سابقاً؟- نحن قبل البدء في تنفيذ المشروع عملنا على إجراء تجارب لعدد من المنازل بالإضافة إلى النظر فيما عملته المنظمات والهيئات السابقة وما أنجزته، وقد عملنا على الاستفادة من تجاربهم وتجنب الأخطاء التي وقعوا فيها وما تميزنا به أننا لم نقم مباشرة بإجراء عملية الترميم للحفاظ على بيوت زبيد الأثرية بل عملنا طيلة عام كامل على التركيز على إعداد كوادر فنية من أبناء المنطقة ومن اصحاب الخبرات، وقمنا بتدريبهم وعقدنا العديد من الدورات المكثفة في كل المجالات المتعلقة بعملية الحفاظ وأوجدنا قسماً خاصاً للتأهيل الاقتصادي وتقديم المساعدات والمعونات للجمعيات والمؤسسات الأهلية وعملنا على توفير فرص عمل وتحسين معيشة أبناء المنطقة، كما أجرينا مسوحات وإحصائيات دقيقة لكل ماهو موجود وعمدنا إلى العمل لتوفير مواد البناء وخاصة مادة الياجور فقمنا بدعم اصحاب المحارق الخاصة بمادة الياجور وأوجدنا أكثر من محرق حتى يكون هنالك تنافس في إنتاج الياجور ويكون متوفراً بشكل دائم وفي متناول الجميع وليس محتكراً على أناس معينين كما كان في السابق وعملنا على دعمهم في أكثر من حرفة وبهذا نكون قد جعلنا مادة الياجور في متناول الجميع وفي أي وقت كما اهتممنا بالخبرات المحلية والاستفادة منها بجانب تدريب كوادر جديدة لتغطية الاحتياجات بتوفيرهم وبالتالي توفير فرص عمل واكسابهم مهارة وحرفة. كما أوجدنا مختبراً للاخشاب وعملنا على تدريب كوادر نسائية وأشركنا المرأة في مجال التدريب واكسبناهن خبرة في إنتاج الأبواب والشبابيك القديمة والأسقف وكيفية الترميم بالإضافة إلى جعل صاحب المنزل الأثري يسهم ويبذل الجهد لكي نشعر بأهمية منزله الأثري وعملية الحفاظ عليه.[c1]صعوبات[/c]* ماهي إذاً ابرز الصعوبات التي واجهتكم؟- من ابرز الصعوبات التي تواجهنا كثرة المخالفات من أبناء المنطقة والبطء الشديد في إزالتها برغم التوجيهات الصريحة والقرارات الصادرة من فخامة رئيس الجمهورية “حفظه الله” ومن رئاسة الوزراء بالإضافة إلى مستوى الفقر الذي يعيشه أبناء وساكنو البيوت الأثرية،وعدم امتلاكهم السيولة المالية عند المطالبة بدفع مساهماتهم وهذا يجعل العمل يسير ببطء، كذلك عدم امتلاك المجلس المحلي الإمكانيات والسيولة المالية في الحد من انتشار المخالفات وسرعة استكمال البنية التحتية بالإضافة إلى قصر المدة وقرب المهلة المعلنة من لجنة التراث العالمي والضغط الشديد علينا مايجعلنا نشعر بالخوف برغم كل ما انجزناه.