بغداد/14 أكتوبر/ بول تيت: أظهرت إحصاءات الحكومة العراقية أمس السبت ان عدد القتلى المدنيين في حوادث عنيفة بالعراق ارتفع بنسبة 36 في المائة في فبراير عن الشهر الذي سبقه بعد سلسلة من التفجيرات الكبيرة التي ألقيت بالمسؤولية عنها على تنظيم القاعدة. ولقي 633 مدنيا في المجمل حتفهم في أعمال عنف خلال فبراير مقارنة مع 466 مدنيا في يناير وفقا للأرقام التي صدرت عن وزارات الداخلية والدفاع والصحة العراقية وهي أول زيادة في عدد القتلى بعد ستة أشهر متعاقبة من تراجعها. ورغم الارتفاع الكبير فلايزال عدد القتلى في فبراير أقل بكثير من 1645 مدنيا لاقوا حتفهم في أعمال عنف في الشهر ذاته قبل عام. وأصيب 701 في فبراير الماضي مقارنة مع 2700 في فبراير 2007. وأشاد مسئولون عسكريون عراقيون وأمريكيون بتراجع عدد القتلى والمصابين المدنيين باعتباره دليلا على أن الأساليب الجديدة التي تم تبنيها العام الماضي في مكافحة أنشطة المسلحين تؤتي ثمارها وأن العراق بات أكثر أمنا. لكن عدد القتلى في فبراير شباط ارتفع بعد أن قتلت انتحاريتان 99 شخصا في سوقين شهيرين للحيوانات الأليفة في بغداد يوم الثاني من فبراير في هجومين ألقيت بالمسؤولية عنهما على تنظيم القاعدة. واستهدف انتحاري زوارا كانوا في طريقهم إلى مدينة كربلاء الشيعية لحضور مناسبة دينية فقتل 63 شخصا في الإسكندرية جنوبي بغداد يوم 24 فبراير في هجوم آخر ألقيت بالمسؤولية عنه على تنظيم القاعدة. ويقول مسئولون إن الهجمات عبر العراق تراجعت بنسبة 60 في المائة منذ يونيو الماضي عند استكمال انتشار 30 ألف جندي أمريكي إضافي في إطار إستراتيجية جديدة لمكافحة أنشطة المسلحين شملت أيضا نقل جنود من القواعد الكبيرة إلى مواقع قتالية أصغر. وتزامن ذلك أيضا مع نمو مجالس الصحوة وهي وحدات شرطة في الأحياء تتألف في معظمها من العرب السنة ويبلغ عدد أفرادها المدعومين من الولايات المتحدة نحو 80 آلفا الآن. وينسب إلى مجالس الصحوة الفضل في لعب دور كبير في تحسين الأوضاع الأمنية. وأجبرت الحملات الأمنية التي نفذت العام الماضي تنظيم القاعدة على الخروج من معاقله السابقة في محافظة الأنبار الغربية وحول بغداد. لكن المسلحين أعادوا تنظيم صفوفهم في أربع محافظات شمالية حيث تنفذ قوات الأمن الأمريكية والعراقية سلسلة من الهجمات هذا العام. وتراجع عدد القتلى في صفوف الجيش الأمريكي بعد ارتفاعه في يناير وحتى الآن وردت أنباء عن مقتل 29 جنديا أمريكيا في فبراير مقارنة مع 40 في يناير. ولايزال الرقمان أقل بكثير من الفترة ذاتها من العام السابق حيث قتل 81 و 83 جنديا في فبراير ويناير 2007 في الوقت الذي كان العراق فيه يقف على شفا حرب أهلية. ولقي 3973 جنديا أمريكيا في المجمل حتفهم في العراق منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للإطاحة بالرئيس السابق صدام حسين في 2003. وأظهرت البيانات التي صدرت الجمعة أن 65 شرطيا و20 جنديا عراقيا قتلوا بالمقارنة مع 32 و 28 في يناير وأن 235 مسلحا قتلوا وتم اعتقال 1340. ومن العوامل المهمة في تحسن الأمن الهدنة التي أعلنتها ميليشيا جيش المهدي الموالية لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر في أغسطس الماضي لمدة ستة أشهر. وتم تمديد هذه الهدنة ستة أشهر أخرى في وقت سابق الشهر الماضي. ورغم تحسن الأمن يحذر قادة عسكريون أمريكيون من أن تنظيم القاعدة لايزال عدوا خطرا وإن المكاسب الأمنية قد تتراجع. ويمضي الجيش الأمريكي قدما في خطط لسحب خمسة ألوية قتالية من العراق بحلول منتصف العام ويتوقع أن يكون لديه 140 ألف جندي في العراق في يوليو وهو عدد أكبر من العدد الذي كان موجودا قبل بدء إرسال القوات الإضافية العام الماضي. ميدانيا قالت الشرطة ان مسلحين خطفوا كبير أساقفة الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية في الموصل يوم الجمعة من المدينة الواقعة في شمال العراق وقتلوا سائقه وحارسين. وقال العميد خالد عبد الستار المتحدث باسم شرطة نينوى «خطف في منطقة النور في شرق الموصل عندما غادر كنيسة. فتح مسلحون النار على السيارة وقتلوا الثلاثة الآخرين وخطفوا كبير الأساقفة.» وقال مساعد للكردينال ايمانويل الثالث دلي بطريرك الكنيسة الكلدانية ببغداد أنهم سمعوا ان ثلاثة أشخاص قتلوا ولا يعرفون شيئا عن مصير كبير الأساقفة باولوس فرج رحو. وينتمي الكلدانيون لفرع من الكنيسة الكاثوليكية يمارس شعائر شرقية قديمة وأغلبهم في العراق وسوريا ويشكلون اكبر جماعة مسيحية في العراق.