فيما تبحث القوات الامريكية عن جثة قائد المقاتلة اف 16
بغداد / وكالات :نجا محافظ كركوك عبد الرحمن مصطفى من محاولة لاغتياله في هجوم انتحاري استهدف موكبه قبل ظهر أمس الثلاثاء, وأسفر عن مقتل أحد المارة وإصابة 17 آخرين.وقالت الشرطة وشهود عيان إن المهاجم الانتحاري فجر نفسه بعد أن فشل في اقتحام سيارة محافظ كركوك الذي لم يصب في العملية.من جهة أخرى تبنت جماعتا جيش المجاهدين ومجلس شورى المجاهدين في العراق إسقاط الطائرة الأميركية إف 16، ومقتل الطيار الذي كان على متنها أمس في منطقة الكرمة شمال غرب بغداد.جاء ذلك في بيان على الإنترنت أضافت فيه الجماعتان أنهما أسقطتا أيضا طائرتين أميركيتين من نوع "هيوز 500" وأصابتا ثالثة من نفس النوع في منطقة الرعود غربي العراق.وأشارت جيش ومجلس شورى المجاهدين إلى أن ذلك يأتي "ردا على قيام القوات الأميركية بقتل العشرات من أهالي منطقة الرعود وهدم بيوتهم ومساجدهم الخميس الماضي".من جانبه أكد الجيش الأميركي وقوع الحادث لكنه لم يوضح أسبابه، وأظهرت صور حطام الطائرة متناثرا على الأرض في منطقة الكرمة وصورة الطيار مقتولا.وفي حين ذكر شهود عيان أن ثلاث مروحيات أميركية أسقطت بنيران أرضية في المنطقة نفسها، بينما نفى الجيش الأميركي ذلك.وفي تطور آخر أرغمت مروحية أميركية على الهبوط بشكل "اضطراري" خلال عملية جنوب بغداد. وقالت متحدثة عسكرية "ليست هناك أدلة على إسقاط المروحية لكن تحقيقا فتح في أسباب الهبوط الاضطراري للمروحية" قرب اليوسفية 25 كلم جنوب بغداد.إلى ذلك تبحث القوات الامريكية عن جثة قائد مقاتلة اف - 16 قتل يوم الاثنين عندما سقطت طائرته في معقل للمسلحين السنة الى الشمال الغربي من بغداد.واختفت جثة قائد الطائرة الذي لم يعلن بعد عن هويته من موقع الحادث قبل وصول طابور من المدرعات الامريكية الى المكان وتطويق المنطقة.وأظهر فيلم صوره صحفي محلي عقب وقوع الحادث ما بدا بوضوح أنه جثة مضرجة بالدماء لرجل في ملابس قتالية فيما يبدو يرتدي مظلة ويرقد في المكان الذي يغطيه حطام الطائرة.ولكن الجيش قال ان فريق انقاذ لم يعثر على الجثة. وقال الكابتن ناثان بروشير من القوات الجوية الامريكية "لم يكن الطيار هناك عندما وصلت قواتنا. انه ليس موجودا لدينا في الوقت الحالي" مضيفا أنه ليس بامكانه تأكيد مقتله.وقالت القوات الجوية الامريكية في بيان ان مقاتلات رصدت مسلحين في منطقة الحادث عقب سقوط الطائرة مباشرة على بعد نحو 30 كيلومترا الى الشمال الغربي من بغداد في الفلوجة المضطربة التي تمثل معقل المسلحين السنة.وأضاف البيان "كانت الطائرة ذات المقعد الواحد مدعومة مباشرة من عمليات برية مكثفة من قوات التحالف عندما سقطت في موقع غير مأهول."وبدأ التحقيق لمعرفة ملابسات الحادث وجمع عينات من الحمض النووي من مكان التحطم.وقال الصحفي المحلي الذي صور الفيلم انه لم ير مسلحين خلال الخمس عشرة دقيقة التي قضاها هناك ولم ير سوى سكان محليين جاءوا الى المكان لمشاهدة الحطام.وصرح الميجر جنرال وليام كولدويل المتحدث باسم الجيش الامريكي للصحفيين في بغداد بأنه "ليست هناك مؤشرات على أن الطائرة أسقطت."يأتي ذلك بينما استمر مسلسل العنف في العراق مخلفا 35 قتيلا على الأقل بينهم 12 من عناصر الشرطة في بغداد خلال الساعات الـ 24 الماضية.في هذه الأثناء بدأت الإدارة الأميركية حملة دبلوماسية يقودها الرئيس جورج بوش بهدف إيجاد حل لتدهور الأوضاع بالعراق، حيث من المقرر أن يلتقي رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في عمان اليوم الأربعاء لبحث الوضع الأمني والسياسي العراقي.وتتزامن هذه التحركات الأميركية، مع تسريب معلومات عن تقرير لجنة دراسة العراق الذي يوصي إدارة بوش بالحوار المباشر مع طهران ودمشق لإيجاد حلول للوضع بالعراق ولبنان.في غضون ذلك قال الرئيس الامريكي جورج بوش أمس الثلاثاء ان الولايات المتحدة لن تسحب قواتها من العراق قبل اتمام مهمة بناء ديمقراطية مستقرة.وقال في كلمة ألقاها في جامعة لاتفيا قبيل قمة لحلف الاطلسي "هناك شيء واحد لن أفعله.. لن أسحب قواتنا من المعركة قبل اتمام المهمة."وأشار الى ان واشنطن ستستمر في ابداء المرونة وأن تجري التغييرات اللازمة في التكتيكات من أجل التعامل مع أعمال العنف الطائفية. وفي وقت سابق رفض الرئيس الامريكي استنتاجات بأن العراق قد هوى في أتون حرب أهلية. في سياق اخر طلب الرئيس العراقي جلال الطالباني "مساعدة شاملة من إيران لمكافحة الإرهاب" في العراق.وقال الطالباني في مستهل زيارته لإيران إن بلاده "بحاجة إلى مساعدة إيران الشاملة لمكافحة الإرهاب وإحلال الأمن والاستقرار مجددا بالعراق". من جانبه تعهد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بتقديم كل المساعدة الممكنة لإعادة بسط الأمن في العراق، وتعزيزه.على صعدي اخر واصلت المحكمة الجنائية العراقية أمس الثلاثاء محاكمة الرئيس السابق صدام حسين، وستة من أعوانه، فيما يعرف بقضية حملة الأنفال التي يتهم نظامه بتنفيذها ضد الأكراد أواخر ثمانينيات القرن الماضي.وقد حضر صدام جلسة أمس الاول التي عقدت بعد توقف دام 19 يوما, وهي أيضا الجلسة الثالثة والعشرين منذ بدء النظر بالقضية أواسط أغسطس الماضي.وحضر الجلسة كذلك أعوان صدام الستة حيث نادى القاضي على شهود الادعاء لأخذ مواقعهم داخل القاعة.وشارك بالجلسة اثنان من أعضاء لجنة الدفاع عن صدام، فيما غاب رئيسها المحامي خليل الدليمي. وقاطعت الهيئة بوقت سابق الجلسات احتجاجا على تدخل الحكومة بشؤون المحكمة، وتعيين قاض جديد.وقال رئيس هيئة الادعاء منقذ الفرعون إن لديه تسجيلا صوتيا ووثائق، لاجتماعات بين صدام وكبار مساعديه بحزب البعث، تثبت أنه أصدر بنفسه الأوامر بضرب شمال العراق بالأسلحة الكيمياوية.وقد أدلى عشرات من شهود الإثبات بإفاداتهم حول قصف مناطق في كردستان العراق بالأسلحة الكيميائية، وحملات الاعتقال والتعذيب والاغتصاب والإعدام والمقابر الجماعية.وقد أسفرت حملة الأنفال عن مقتل حوالي 180 ألف كردي، وتدمير ثلاثة آلاف قرية وتهجير الآلاف.يُذكر أن صدام يواجه تهمة الإبادة الجماعية بهذه القضية، مع العلم أنه حكم عليه بالإعدام في قضية مقتل 148 من سكان قرية الدجيل الشيعية مطلع الثمانينيات.