الكلام الذي قاله المهندس/ حسن سعيد قاسم نائب مدير عام مؤسسة المياه ونشرناه في صدر الصحيفة أول من أمس حول أزمة المياه بعدن قد وضع النقاط على الحروف حيث أشار إلى أن جزءاً من المشكلة يتعلق بنضوب المياه في حقل الروى بمحافظة أبين جراء الحفر العشوائي للآبار وري أشجار الموز التي تستهلك كميات كبيرة من المياه وهذا جزء من المشكلة لا المشكلة برمتها.قبل ذلك كان وكيل محافظة أبين الأخ/ محمد صالح هدران قد نبه في محاضرة إلى خطورة حفر الآبار واستنزاف المياه بشكل عبثي.قبلها أيضاً صرح محافظ عدن أنهم في قيادة المحافظة سيبحثون عن المياه أينما وجدت للتغلب على مشكلة عطش المواطنين ومعاناتهم ولا أظن الرجل الخلوق محسن النقيب قد اعترض ولو بكلمة واحدة على صدق وجدية محافظ عدن الذي حفر الآبار في نطاق محافظته ليس لشيء وإنما لأنه رجل مثقف ومطلع وموسوعة إدارية من الطراز الأول ويعلم أن المياه في جوف الأرض سيادية. وأرجو ألا يستغلها البعض من المعنيين للدس بين الرجلين وضرب المصلحة العامة.هذه الثلاثة التصريحات تذكرني بما قاله المهندس/ الحمدي وكيل وزارة المياه في حديث إذاعي مع إذاعة صنعاء ذات مساء في أحد برامجها منتقداً بناء الحواجز والسدود قائلاً إنها أثبتت عدم جدواها وأنها سببت الجفاف في المحافظات التي تتدفق إليها مياه الأمطار والسيول وقال بالحرف الواحد لا تستفزوا الناس في... فمياه السدود تجف بفعل حرارة الشمس وتحرم منها تلك المحافظات.عدت إلى أرشيفي الصحفي لأجد تقريراً صدر في زمن رئاسة الدكتور ياسين سعيد نعمان لمجلس الوزراء قبل إعادة توحيد الوطن ولم أجده في الكمبيوتر وقد أعده عدد من الخبراء المحليين والدوليين من شركة دندار حينها وهو تقرير قيم تناول مصادر المياه لمحافظات عدن ولحج وأبين ومسار تدفقها من أين ومواقع اختزانها في الأحواض المائية واستنتجت من ذلك أن كلام المهندس/ الحمدي صحيح وكلام رجل مسؤول وكلام علمي مدروس وواقعي يستند إلى حقائق وأرقام ومعلومات دقيقة وما سمعناه مؤخراً من أن وزارة الزراعة ستغرم من يحفر بئراً عشوائياً مبلغ مليون ريال قد أعتبره أيضاً جزءاً من الإسهام في المعالجات.الحلقة المفقودة في الموضوع برمته والتي لم أفهمها بعد ما الذي جرى في حوض بئر ناصر هل جفت المياه فيه؟ هل طالته العشوائية والاستحواذ على الأراضي حتى بلغ بها حد السيطرة على مواقع آبار المياه.أم تحول إلى ملكية المؤسسة المحلية للمياه بلحج.. إن كان الأمر كذلك فلماذا الناس عطشى أيضاً في لحج.. وهل صحيح ما قيل أنهم عطشى بفعل الحفر العشوائي للآبار وإهدار المياه في زراعات كان الأجدى استخدام أسلوب التقطير الحديث بدلاً من هذا الري السفيه للمزروعات فيها ولماذا يحفر حسن قاسم الآبار في مواقع أخرى.. ولماذا يخرج الناس في لحج في مسيرة تطالب بتوفير المياه إلى المنازل وهم يشاهدون بأم أعينهم عملية الإهدار في ري المزروعات بالمياه.. وكذلك الحال في أبين.تلكم هي المشكلة وربما نضيف إليها النزوح السكاني والتوسع العمراني بالمحافظات الساحلية الناجم عن تنفيذ إستراتيجية العزيز محمد أحمد صوفان للتغلب على جفاف حوض صنعاء حينما كان وزير التخطيط وبنظرة واقعية للأمور بدأت أتساءل كيف يمكننا فهم تلك الإستراتيجية في ظل بناء السدود في المرتفعات هذا الكلام أورده بعيداً عن السياسة ودوشتها.وبناءً عليه نأمل ألا يمعن البعض في مواصلة بناء السدود في مجرى وادي بنا نكاية بالعطاشى من إخوتهم، أحدهم قال لي ولكن هناك سد وادي حسان الذي إذا ما تم بناؤه سيوفر الكثير من المياه الذاهبة إلى البحر قلت له نعم البحر لا يحتاج إلى المياه إذا ما بني سد حسان لكن المواطنون في المحافظات الثلاث عدن ولحج وأبين يحتاجون إلى المياه التي تحرمهم إياها عملية بناء السدود في المرتفعات التي تشهد هطول أمطار غزيرة فيها وأخص بالذكر ذمار وفقاً للتقارير الحديثة.
الظمأ وأشياء أخرى
أخبار متعلقة