غضون
* نائب رئيس الجمهورية السورية السابق ذهب إلى فرنسا، ومن هناك أعلن الانشقاق عن النظام السوري، مهدداً بالويل والثبور وعظائم الأمور، تحرك هنا وهناك للانتقام من نظام ظل جزءاً منه لثلاثة عقود من الزمن.. وفي النهاية انتهى به الأمر إلى حيث أراد.. صار الآن أحد كبار المستثمرين العرب في فرنسا.. سفير اليمن في سوريا سابقاً أحمد الحسني ذهب إلى لندن ومن هناك طلب اللجوء السياسي بزعم أنه كان عرضة للموت والدليل أن عمال النظافة عثروا على قنبلة في صندوق قمامة يقع بالقرب من منزل السفير.. وبهذا الدليل برر الحسني لجوءه حينها، ولكنه بعد نحو أربع سنوات صار تاجراً ومستثمراً يمنياً في بريطانيا..* في الغالب ينبغي عدم استبعاد مثل هذا الأمر عندما نحاول تفسير أو تحليل حالات طلب اللجوء السياسي من قبل سفير أو غفير، بما في ذلك آخر هذه الحالات، وهي حالة العميد الركن السفير/ حسين ألذي قيل إنه ترك عمله في طرابلس قبل أيام وذهب إلى لندن ومن هناك طلب اللجوء..* المعارضون للنظام في اليمن لجأوا إلى الخارج ومن هناك حاولوا الاستثراء به ضد بلادهم وضد حكومتهم.. حدث ذلك مراراً قبل الوحدة وبعد الوحدة، وأكبر عملية لجوء حدثت بعد حرب 1994م ورغم توزعهم في مناطق شتى تم التحامهم في تجمع سياسي واحد انتهوا إلى قناعة أن مكانهم الصحيح هو أرض اليمن، وأن هذه الأرض تمنحهم فرصة أوسع، وقد رجع للداخل المعارضون السياسيون، ولم يتبق في الخارج سوى التجار!.. فلا نستغرب التحاق التجار بأولئك التجار!* يستحضر معارضون عرب مثل عبدالحليم خدام نائب الرئيس السوري السابق وآخرون في اليمن وفي بلدان أخرى تجربة المعارضة العراقية التي عادت إلى العراق على ظهر دبابة بعد سقوط نظام صدام تحت ضربات جيوش الاحتلال التي قادها جنرالات الولايات المتحدة الأمريكية.. ويتناسون أن تلك تجربة كان ذات خصوصية، ولن تتكرر.. وحتى رغم خصوصياتها أثبتت الوقائع أنها ليست تجربة مثالية.. إذ تم استبدال صدام استبداد ديمقراطي أسوأ، وفوق ذلك تدفع الدول الديمقراطية أثماناً باهظة لأخطائها..* بينما الحمقى الذين يستحضرون الآن تجربة المعارضة العراقية لا يدركون أنهم ليسوا في العراق، ولا يدركون أن العالم ليس فيه دولة عظمى أو صغرى تقبل بحملهم إلى كرسي الحكم داخل جوف دبابة، بينما هي تعرف وتدرك أن بوسعهم العودة على متن طائرة مدنية والوصول إلى الحكم عبر صندوق الاقتراع.