مدن عربية و عالمية
مدينة رفح إحدى مدن محافظة شمال سيناء ، وهي مدينة قديمة تقع على الحدود بين مصر و فلسطين المحتلة، وتبعد عن مدينة العريش بحوالي 35 ميلاً ، ويفصلها الآن عن فلسطين المحتلة الأسلاك الشائكة.أسماها القدماء مدينة «رافيا «، وقد ذكر المؤرخ « يوسفيوس» بأنها أول محطة سورية استراح فيها «تيتوس» وهو فى طريقه لمحاصرة القدس عام (70 ق.م ) كما أنها كانت في أكثر العصور التاريخية الحد الفاصل بين مصر وسوريا .رفح مدينة عامرة، فيها سوق وجامع ومنبر وفنادق، ومن رفح إلى غزة شجر جميز مصطفٍ على جانبي الطريق، عن اليمين والشمال نحو ألف شجرة متصلة أغصان بعضها ببعض مسيرة ميلين ، وهناك منقطع رمال الحفار ، ويقع المسافر في الجَلَد ، وكان فتحها فيما فُتح من مدن الشام على يد « عمرو بن العاص « في خلافة « عمر بن الخطاب « ولها ذكر في أخبار الصليبية .تذكر الآثار القديمة وجود بعض المعالم الشهيرة لمدينة رفح مثل : بئر رفح ، بئر رفيح ، عمود الحدود والسدود ، قبر الشيخ سليمان الرفيحى ، هرابة رفح ،وغيرها .وهى كما يذكر - نعوم شقير - بئر قديمة العهد مطوية بالحجر المنحوت قطرها نحو عشرة أقدام وعمقها نحو عشر قامات ، ماؤها غزير صالح للشرب ، لكنه مائل إلى الملوحة وفيه عَلَقُُ صغير ، وكانت البئر قد ردمت فطهّرها أهل خان يونس منذ نحو 30 سنة ، وزرعوا الأرض التى تجاورها شعيراً ، وقد جعلوا على البئر عمودين من عمد رفح القديمة لتضييق فمها وتقليل خطر السقوط فيها ، وقد دخلت هذه البئر فى حدود الدولة العلوية ، وبين بئر رفح والبحر المتوسط كثبان عظيمة من الرمال تسقى رياح البحر منها إلى الأرض الزراعيه فتبتلعها تدريجياً ، وأهلها لايُبدوُنَ أقل حركة لإيقافها عند حَدِّها ، ويتخلل تلك الكثبان خرائب أبنية قديمة وكسر فخار وزجاج ، ما دل على أن عمرانها كان يمتد إلى شاطئ البحر المتوسط .تقع سدرة رفح بالقرب من بئر رفح على نحو 360 ميلاً ، وعلى جانبيها كان يشاهد الرائى عمودين من الغرانيت الأسود ويبلغ طول كلاً منهما حوالى سبعة أقدام بقطر يصل إلى ثلاثة أقدام ، أحدهما إلى جهة الشام ( فلسطين ) والآخر يطل على جهة مصر ، وقد كونا من أصل السدرة مثلثاً متساوي الأضلاع طول كل ضلع منها نحو خمسة أمتار ، وحينما وقعت حادثة الحدود عام 1906م أزال جنود الأتراك العمودين من مكانهما وطمروهما فى الرمال وحطموا أحدهما تحطيماً ، وعند مجيء اللجنة الموفدة من الحكومة المصرية لتعيين الحدود أبقت على هذا الحد ، كما نصبت في مكان العمودين المذكورين عمودين عرانتيتيين آخرين من عمود رفح القديمة ، أحدهما كامل و الآخر قطعة من عمود ، بينمانقلت السلطات العثمانية بقية العمود إلى الأستانة وهو موجود - كما يقال - إلى الآن في متحف الأستانة.