د· هيفاء أبو غزال رئيس صندوق الأمم المتحدة الإنمائي للمرأة :
[c1]وضع المرأة متفاوت في الدول العربية و لم تصل لصنع القرار بعد[/c]القاهرة / 14 اكتوبر / محمد يوسف - شيماء عاطف :في إطار التوجه العام للأمم المتحدة وأجهزتها المختلفة الى دعم جهود المرأة في العالم بصفة عامة، والمرأة العربية بصفة خاصة، يأتي صندوق الأمم المتحدة الإنمائي للمرأة “اليونيفيم” كأحد أهم هذه الأجهزة التي تقدم الدعم والمعونة للمرأة العربية، عن طريق إعداد البرامج المختلفة التي تهدف إلى الارتقاء بوضع المرأة العربية ووصولها إلى صنع القرار، وأيضـًا الشراكة مع كثير من الجمعيات الأهلية المهتمة بشؤون المرأة في العالم العربي·وعن هذا الصندوق كان لنا هذا اللقاء مع د· هيفاء أبو غزالة رئيس صندوق الأمم المتحدة الإنمائي “اليونيفيم” والتي أكدت لنا أن هذا الصندوق يخدم 17 دولة عربية، وهدفه الأساسي دعم وصول المرأة إلي مركز صنع القرار عن طريق عدد من البرامج المخصصة لتعزيز البرلمانيات في العالم العربي·* ما هي فكرة عمل وصندوق الأمم المتحدة الإنمائي للمرأة؟صندوق الأمم المتحدة الإنمائي للمرأة هو أحد المكاتب الإقليمية التابعة للأمم المتحدة، والمنتشرة في جميع أنحاء العالم، وهذا الصندوق تأسس عام 1994 في العاصمة الأردنية عمان، وهدفه الأساسي دعم وصول المرأة العربية إلي مراكز صنع القرار وتعزيز حقوقها الإنسانية وإزالة كافة أشكال العنف ضدها، هذا إلي جانب تمكين المرأة العربية اقتصاديـًا من خلال عدد من البرامج والمشاريع التي يتم تنفيذها مع المؤسسات الرسمية والمنظمات غير الحكومية ومنظمات المجتمع المدني، وهذا الصندوق يخدم حوالي 17 دولة عربية في مجال دعم المرأة العربية في كافة المجالات·* ما هي أهم البرامج التي يقوم الصندوق بتنفيذها؟يقوم الصندوق حاليـًا بتنفيذ برنامج إقليمي يخدم عشر دول عربية، وهذا البرنامج يهدف إلي تعزيز وضع البرلمانيات العربيات، حيث تم من خلال هذا البرنامج تنظيم الملتقي الأول للبرلمانيات العربيات في لبنان قبل عامين ، حيث تم طرح دور البرلمانيات في دعم الموازنة الراعية للنوع الاجتماعي، وهذا العام سيقوم الصندوق بعقد الملتقي في عمان بالتعاون مع الاتحاد البرلماني العربي، ونقوم من خلال هذا البرنامج بتدريب العديد من الكوادر النسائية في المنطقة العربية وتأهيلهن للمشاركة السياسية علي كافة المستويات، ونقوم أيضـًا في الوقت الحالي بإعداد دراسات حول وضع المرأة في المجال السياسي، وفي مجال حقوق المرأة الإنسانية، حيث يتم تنفيذ برنامج إقليمي في حوالي سبع دول عربية يتم من خلاله التعاون مع العديد من المؤسسات الوطنية، سواء كانت الشرطة النسائية أو غيرها من خلال تدريب كوادرها علي تعزيز حقوق المرأة الإنسانية·[c1]الشرطة النسائية[/c]* ما هي رؤيتك للدور الذي يمكن أن تقوم به الشرطة النسائية في خدمة قضايا المرأة خاصة وأن هناك عددًا من الدول العربية ترفض تطبيق الشرطة النسائية فيها؟أعتقد أنه لا توجد دولة عربية ترفض تطبيق الشرطة النسائية، خاصة وهي تقوم بدور كبير في خدمة المرأة الإنسانية بعد إدخال هذه المفاهيم ضمن عملها، وهو ما يقوم به الصندوق حاليـًا ، وكانت البداية في الشرطة النسائية بالأردن عن طريق تدريب كوادرها على تعزيز حقوق المرأة الإنسانية، وإعداد دراسات حول مرتكبي جرائم العنف ضد المرأة، وكيفية التعامل مع ضحايا العنف ضد المرأة مهم جدًا، حيث إنه أكثر من يتعامل مع النساء المعنفات الشرطة النسائية، ومن هنا تتضح لنا أهمية تدريب هؤلاء الكوادر علي كيفية التعامل مع ضحايا العنف، لأن الرجل مهما كان لن يستطيع التعامل الجيد مع هؤلاء السيدات·* لماذا لا توجد حتي الآن اتفاقية عربية لمكافحة التمييز والعنف ضد المرأة العربية؟هناك اتفاقية دولية “ السيدوا” لإزالة كافة أشكال العنف ضد المرأة، وهذه الاتفاقية صدقت عليها حوالي 18 دولة عربية، ولكن هذه الاتفاقية لا تغني عن أهمية وجود اتفاقية عربية لإزالة كافة أشكال العنف والتمييز ضد المرأة في العالم العربي، وهناك أيضـًا الجهود التي يقوم بها الصندوق في هذا المجال عن طريق التعاون مع العديد من الدول العربية لإعداد تقارير وطنية حول اتفاقية إزالة كافة أشكال العنف ضد المرأة، وأيضـًا من خلال برامج وحملات التوعية الإعلامية لحقوق المرأة الإنسانية ، وكل هذه الجهود تصب في النهاية في مجال خدمة حقوق المرأة والارتقاء بها، ومنع كافة أشكال العنف والتمييز ضد المرأة في العالم العربي·* ما هي الجهات التي يتعاون معها صندوق “اليونيفيم”؟الصندوق يتعامل مع كافة الجهات والجمعيات المهتمة بشؤون المرأة في العالم العربي، ومنها وحدة حماية الأسرة التابعة لمديرية الأمن العام بالأردن، وأيضـًا المجلس القومي للمرأة بمصر وغيره في العديد من الدول العربية·* بالحديث عن تكنولوجيا المعلومات ، ما هي رؤيتك للدور الذي يمكن أن تقوم به لخدمة المرأة خاصة مع إمكانية استخدامها لتمكين المرأة من العمل في المنزل؟بالطبع تكنولوجيا المعلومات تعد وسيلة مهمة جدًا يجب أن تستخدم في كل المجالات وليس في عمل المرأة بالمنزل فقط، وبالتالي يجب أن تتجه كافة الجهود إلي محو أمية المرأة تكنولوجيـًا، لأن التكنولوجيا هي المستقبل، وهي مهمة جدًا بالنسبة للمرأة والرجل علي السواء، وأصبحت هذه القضية لا تقتصر علي التعليم فقط وإنما أيضـًا تمتد إلي العمل، فهناك كثير من السيدات يقمن بالعمل من خلال المنزل عن طريق الإنترنت الذي تقوم من خلاله بتسويق منتجاتها، وممكن أيضـًا أن تقوم من خلاله بتصميم المواقع التكنولوجية من المنزل وهو عمل مفيد جدًا، ومنتشر في جميع أنحاء العالم، وبالطبع الرجل لن يستطيع الاستفادة من التكنولوجيا مثل المرأة، وبالتالي يجب دعم جهود المرأة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات·[c1] وضع متفاوت[/c]* ما هي رؤيتك لوضع المرأة الآن في دول العالم العربي؟وضع المرأة في العالم العربي متفاوت من بلد لآخر، فما زال دور المرأة في مراكز صنع القرار محدود، صحيح إنه يوجد عدد من الوزيرات والمديرات إلا أن هذا العدد ما زال قليلاً جدًا، وأيضـًا في مجال السلطة التشريعية، حتي في البرلمانات العربية نجد أنه لولا وجود الكوتة في بعض البرلمانات العربية لما وصلت المرأة العربية في الأساس للبرلمان، أو كان عدد البرلمانيات قليلاً جدًا، وبالتالي يجب أن تتجه كافة الجهود للجهات المهتمة بشؤون المرأة إلي وضع برامج تدعم وصول المرأة لمراكز صنع القرار، وللبرلمان وأيضـًا المحليات وغيرها من المراكز الأخري·* ما هي الجهود التي يقوم بها الصندوق في مجال دعم سيدات الأعمال العرب؟هناك العديد من البرامج التي يقدمها الصندوق في مجال دعم صاحبات الأعمال في الوطن العربي، ومنها المشروع الذي نقوم بإعداده حاليـًا بالتعاون مع وزارة الاستثمار المصرية لإعداد دراسة حول النساء صاحبات الأعمال، وهو أول مشروع يقوم به الصندوق في مجال سيدات الأعمال، هذا بالإضافة إلي أن هناك العديد من البرامج المستقبلية التي تهدف إلي دعم سيدة الأعمال، وذلك بالطبع لإيماننا الشديد بأهمية الدور الذي تقوم به سيدة الأعمال، وضرورة دعم هذا الدور عن طريق عقد ورش العمل المحلية والإقليمية الخاصة بتدعيم المرأة العربية، وهذا يخضع في النهاية إلي طلب منظمات المرأة ومنظمات المجتمع المدني في العالم العربي·