رام الله (الضفة الغربية) / رويترز :عرضت على مسرح وسينمات القصبة في رام الله في الضفة الغربية مساء السبت مسرحية (كلهم أبنائي) للكاتب الأمريكي آرثر ميللر.وتخيم الأحداث الدموية التي شهدها قطاع عزة وسقط فيها المئات بين قتيل وجريح على حياة الفلسطينيين الذين يعيشون مرحلة من الترقب والانتظار إلى ما ستؤول إليه الأمور في قطاع غزة بعض أن سيطرت عليه حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في أعقاب اقتتال داخلي مع حركة فتح المنافسة.ويقول مخرج المسرحية "وسيلة المقاومة لدينا هي الفن والثقافة."ولم يتعد الحضور لمسرحية "كلهم أبنائي" مساء السبت الثلاثين مشاهدا علما أن العدد عادة ما يكون أكثر من ذلك بكثير في مدينة تنتعش فيها الحياة المسرحية والسينمائية.وقال كامل الباشا الممثل والمخرج الفلسطيني مخرج مسرحية (كلهم أبنائي) إلى جانب المخرج الأمريكي والين ناوس بعد عرض الليلة الماضية لرويترز " كنت سأعرض المسرحية لو حضر عشرة أشخاص فقط."ودافع الباشا عن عرض مسرحيته في هذه الظروف وقال "إذا كل ما بيصير شيء في البلد بدنا نأجل ما راح نعمل شي. بدنا نمشي في حياتنا بغض النظر عن الظروف بدنا نعمل شوية ثقافة في البلد."وأضاف "الأزمة بتمزقنا من الداخل وسيلتنا للمقاومة سواء ضد الاحتلال أو داخلنا هو الفن والثقافة إحنا شعب بده يعيش."واستحضر المخرج على خشبة المسرح كل الأدوات التي تعكس مادة المسرحية التي تتحدث عن عائلة أمريكية استغلت الحرب لزيادة ثروتها فيما يعرف بتجار الحرب فكانت الأدوات بيت من الخشب المغطى بالقرميد وحديقة بها مقاعد خشبية وموسيقى أجنبية وفي بعض المشاهد كانت تظهر خلفية على الشاشة لفيلم اجنبي يظهر فيه الجنود والطائرات المقاتلة.وقال الباشا الذي دمج ثلاثة نصوص لهذه المسرحية وهي النص الأصلي لكاتبها ميلر والترجمة التي أعدها الكاتب المصري عبد الحليم البشلاوي في الستينات والنص الذي أعده المخرج الأمريكي ايليا كازان "لقد دمجت الثلاثة نصوص وحولت الترجمة إلى العامية حتى لا يكون هناك حاجز اللغة والمسرحية تصلح لكل الشعوب لان موضوعها إنساني والوعي الإنساني واحد والخير واحد والشر واحد وإنسانياً نحن نلتقي مع كل شعوب العالم وان اختلفنا مع بعضهم سياسيا."وتدور أحداث المسرحية حول تاجر يبيع قطع غيار لسلاح الجو الأمريكي ومن بين الصفقات صفقة قطع غيار بها خلل تتسبب في مقتل 21 طيارا ويفلت من القضاء لأنه استطاع تحميل المسؤولية لعامل في المصنع.ويفقد هذا التاجر أحد أبنائه المشاركين في الحرب والذي ينتحر بعد معرفة أن أباه تسبب في مقتل 21 من زملائه وبعد عرض درامي لثمانية ممثلين منهم من يقف على خشبة المسرح لأول مرة في مشاهد لا تخلو من الضحك رغم المأساة التي تعرضها المسرحية وتناقش فيها الفساد في المجتمعات التي ما زالت دولها تخوض حروبا جديدة.وينتهي الأمر بالتاجر بالانتحار بعد مواجهة مع ابنه الثاني الذي رفض ما فعله والده.وقال الباشا "إن هذه المسرحية مبنية على قصة حقيقية حصلت في الحرب ويعكس ظهور طفل فيها في مشهدين فقط بطريقة عابرة التذكير بالأجيال القادمة كما إننا نحاول من خلالها اطلاع الجمهور الفلسطيني على ثقافات الشعوب الأخرى."وأوضح مخرج المسرحية انه سيتم عرضها في مدينتي بيت لحم والخليل في الضفة الغربية المحتلة إضافة إلى عرضها في مدينتي حيفا والناصرة وكانت عرضت أكثر من مرة في الأيام الماضية على خشبة المسرح الوطني في القدس.
|
ثقافة
الفلسطينيون يرون في الفن والثقافة وسيلة للمقاومة
أخبار متعلقة