القاهرة / متابعات: نعى الرئيس المصري حسني مبارك يوم امس إلى الأمة العربية والاسلامية فقيدها الكاتب العالمي نجيب محفوظ الذي وافته المنية فجر امس الأربعاء في مستشفى الشرطة في العجوزة المجاورة لمنزله الكائن في شارع النيل عن عمر ناهز الـ 95 عاما.وقال بيان صادر عن رئاسة الجمهورية واذاعه التليفزيون المصري ان مصر فقدت علما فذا في الأدب مشيرا ً الى أن الرئيس محمد حسني مبارك إذ ينعي محفوظ إلى الشعب علما من أعلام الفكر والثقافة ، روائيا فذا ، ومفكرا مستنيرا ، وقلما مبدعا ، يدعو الله أن يسكن الأديب العالمي فسيح جناته.على صعيد آخر ونظرا لمكانة الكاتب الكبير فقد تقرر ان يشيع جثمان الراحل نجيب محفوظ ظهر اليوم الخميس في جنازة عسكرية من مسجد آل رشدان ومن المتوقع ان يكون الرئيس مبارك في مقدمة مشيعي فقيد الأدب المصري والعالمي. كان الأديب المصري العالمي قد دخل الى مستشفى العجوزة منذ الشهر الماضي بعد سقوطه في الشارع وإصابته بجرح غائر في الرأس تطلب جراحة فورية.وظل محفوظ الذي توفي عن عمر يناهز 95 عاما في وحدة العناية المركزة في المستشفى بعد أن أصيب بهبوط مفاجئ في ضغط الدم وفشل كلوي.وأعلنت مصادر طبية أن الكاتب الحائز على جائزة نوبل للآداب عام 1988م قد توفي اثر إصابته بنزيف إثر إصابته بقرحة.وكان نجيب محفوظ قد ولد عام 1911م ويعد واحدا من أكبر الكتاب والمثقفين في العالم العربي. ونشر لمحفوظ خمسون كتابا ما بين روايات طويلة وقصص قصيرة ومسرحيات وأعمدة في الصحف ودراسات ومذكرات وتحليلات سياسية. أمضى طفولته في حي الجمالية حيث ولد، ثم انتقل إلى العباسية والحسين والغورية، وهي أحياء القاهرة القديمة التي أثارت اهتمامه في أعماله الأدبية وفي حايته الخاصة. وتعد كتاباته الروائية مثل "ثلاثية: بين القصرين، السكرية وقصر الشوق" و"ثرثرة فوق النيل" تصويرا لواقع مصر الاجتماعي أثناء القرن العشرين، وترجمت أعماله إلى 25 لغة. وكان قد تعرض الى محاولة اغتيال فاشلة عام 1994م أمام منزلة في حي العجوزة حيث قام أحد العناصر الإسلاموية الارهابية بطعنه بالة حادة في الرقبة الا أنه تم نقله على الفور الى المستشفى وقضى فترة طويلة تحت العلاج الى أن تعافى. وحصل على ليسانس الآداب قسم الفلسفة عام 1934 أمضى طفولته في حي الجمالية حيث ولد، ثم انتقل إلى العباسية والحسين والغورية، وهي أحياء القاهرة القديمة التي أثارت اهتمامه في أعماله الأدبية وفي حايته الخاصة. وحصل على إجازة في الفلسفة عام 1934 وأثناء إعداده لرسالة الماجستير " وقع فريسة لصراع حاد" بين متابعة دراسة الفلسفة وميله إلى الأدب الذي نمى في السنوات الأخيرة لتخصصه بعد قراءة العقاد وطه حسين. وتقلد منذ عام 1959حتى إحالته على المعاش عام 1971 عدة مناصب حيث عمل مديراً للرقابة على المصنفات الفنية ثم مديراً لمؤسسة دعم السينما ورئيساً لمجلس إدارتها ثم رئيساً لمؤسسة السينما ثم مستشاراً لوزير الثقافة لشئون السينما وبدأ كتابة القصة القصيرة عام 1936 . وانصرف إلى العمل الأدبي بصورة شبه دائمة بعد التحاقه في الوظيفة العامة. وعمل في عدد من الوظائف الرسمية، ونشر رواياته الأولى عن التاريخ الفرعوني. ولكن موهبته تجلت في ثلاثيته الشهيرة ( بين القصرين، وقصر الشوق، والسكرية) التي انتهى من كتابتها عام 1952 ولم يتسن له نشرها قبل العام 1956 نظرا لضخامة حجمها. ونقل نجيب محفوظ في أعماله حياة الطبقة المتوسطة في أحياء القاهرة، فعبر عن همومها وأحلامها ، وعكس قلقها وتوجساتها حيال القضايا المصيرية. كما صور حياة الأسرة المصرية في علاقاتها الداخلية وامتداد هذه العلاقات في المجتمع ، ولكن هذه الأعمال التي اتسمت بالواقعية الحية لم تلبث أن اتخذت طابعا رمزيا كما في رواياته " أولاد حارتنا" و "الحرافيش" و "رحلة ابن فطومة". بين عامي 1952 و 1959 كتب عددا من السيناريوهات للسينما. ولم تكن هذه السيناريوهات تتصل بأعماله الروائية التي سيتحول عدد منها إلى الشاشة في فترة متأخرة. صدر له ما يقارب الخمسين مؤلفا من الروايات والمجموعات القصصية ، ومن هذه الأعمال " بداية ونهاية" و " الثلاثية" و "ثرثرة فوق النيل" و" اللص والكلاب" و " الطريق " ، "أولاد حارتنا" ، "الكرنك" ، "ليالى ألف ليلة" ، و صدر له ما يقارب الخمسين مؤلفا من الروايات والمجموعات القصصية ،و ترجمت معظم أعماله الي 33 لغة في العالم . وترجمت روايته "زقاق المدق" إلى الفرنسية عام 1970 ، ونقل عدد من أعماله البارزة إلى لغات متعددة، ولا سيما الفرنسية والإنكليزية . كما ترجمت معظم أعماله الي 33 لغة في العالم حصل الأديب الراحل على عدة جوائز تقديرية من الدولة ، أهمها وسام الاستحقاق من الدرجة الاولى عام 1962 وسام الجمهورية من الدرجة الاولى عام 1969 ، وكان ثاني مصري يحصل على جائزة نوبل بعد الرئيس الراحل محمد أنور السادات ، ثم أعقبه العالم أحمد زويل عام 1999 ، وأخيرا الدكتور محمد البرادعي العام الماضي.ويعد محفوظ أشهر روائي عربي حيث امتدت رحلته مع الكتابة أكثر من 70 عاما كتب خلالها أكثر من 50 رواية ومجموعة قصصية فضلا عن كتب ضمت مقالاته.وكان الشاب الذي حاول اغتيال محفوظ بالسكين قد أصاب الرقبة وترك الحادث أثره على يد محفوظ اليمنى وعلى برنامجه اليومي ، إذ اضطر للاستجابة لإلحاح أجهزة الأمن فلازمه أحد الحراس لحمايته.وظل محفوظ حتى أيامه الاخيرة حريصا على برنامجه اليومي في الالتقاء بأصدقائه في بعض فنادق القاهرة ، حيث كانوا يقرأون له عناوين الاخبار ويستمعون الى تعليقاته على الاحداث.