جنيف / ستيفاني نيبيهاي / رويترز :طالب مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة أمس الخميس إسرائيل برفع حصارها لغزة المستمر منذ أسبوع وعنف الدولة اليهودية بسبب وقوع انتهاكات في الأراضي الفلسطينية للمرة الثالثة منذ إنشاء المجلس عام 2006 . وأقر المجلس الذي يضم 47 عضوا قرارا قدمته دول عربية وإسلامية بتأييد 30 دولة واعتراض دولة واحدة وامتناع 15 عن التصويت. وتغيب وفد واحد عن الجلسة. وقال محمد أبو كوش السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة بجنيف خلال المحادثات التي جرت في جلسة طارئة خاصة عقدت لمناقشة الأوضاع في الأراضي الفلسطينية إن حصار اسرائيل لغزة وغاراتها الجوية هي «جرائم حرب». ومضى يقول «نأمل أن يساعد القرار على حشد ضغوط دولية واتخاذ إجراءات لرفع الحصار الإسرائيلي وإعادة إمدادات الغذاء والوقود والدواء وفتح المعابر الحدودية وإنهاء الهجمات العسكرية الإسرائيلية المتكررة في أنحاء الأراضي الفلسطينية المحتلة.» وشددت إسرائيل التي تتعرض لهجمات صاروخية من حين لآخر من قطاع غزة الذي تسيطر حركة (حماس) من إغلاقها لحدود القطاع الأسبوع الماضي. وأوقفت لفترة قصيرة إمدادات الوقود المخصصة لمحطة الكهرباء الرئيسية في غزة وقطعت الإمدادات عن محطات الوقود ومنعت وصول المساعدات الغذائية وغيرها من المساعدات الإنسانية. ويقدر الجيش الإسرائيلي أن نحو 250 صاروخا وقذيفة مورتر أطلقت على إسرائيل منذ الأسبوع الماضي. وقتلت القوات الإسرائيلية أكثر من 30 فلسطينيا خلال الفترة ذاتها. وانتقدت لويز اربور مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان في كلمة لها أمس الأول إسرائيل بسبب «الاستخدام المفرط للقوة والقتل المستهدف» كما انتقدت إطلاق النشطاء الفلسطينيين للصواريخ على إسرائيل. وقالت اربور التي كانت تعمل من قبل مدعية في محكمة جرائم الحرب التابعة للأمم المتحدة للمجلس إن القانون الدولي يحظر العقاب الجماعي وطالبت إسرائيل برفع كل القيود على المساعدات المخصصة لغزة. وحذرت قائلة «يجب أن تضع كل الأطراف المعنية نهاية لهذه الحلقة المفرغة من العنف قبل أن يصبح وقفها مستحيلا.» وقاطع وفدا الولايات المتحدة وإسرائيل ولهما وضع مراقب في المجلس الجلسة التي استغرقت يومين. وكانت أغلب الدول الممتنعة عن التصويت من الدول الغربية بما في ذلك فرنسا وألمانيا وبريطانيا. وأيدت الصين وروسيا العضوان الدائمان في مجلس الأمن الدولي القرار في حين كانت كندا الدولة الوحيدة التي عارضته. واتهم فيصل الخباز الحموي السفير السوري متحدثا باسم الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي إسرائيل بتحويل غزة إلى «سجن كبير». وقال «الهدف الحقيقي لإسرائيل من وراء هذه الاعتداءات والجرائم هو تعمد إجهاض المساعي العربية والدولية لإحياء عملية السلام.» وحث سامح شكري مندوب مصر متحدثا باسم الدول الإفريقية مكتب اربور على القيام بمزيد من الزيارات المنتظمة للأراضي الفلسطينية وإعداد تقارير أكثر تفصيلا «عن كل الانتهاكات التي تصدر من الاحتلال الإسرائيلي.» ورفض المندوب الإسرائيلي اسحق ليفانون الاتهامات قائلا إنها تجيء في أطار «تاريخ طويل من الهجمات اللاذعة» ضد بلاده. وقال في بيان «التحدي الرئيسي الذي تواجهه إسرائيل هو الدفاع عن نفسها في مواجهة منظمات إرهابية تستغل المناطق المأهولة كستار لإطلاق الصواريخ وقذائف المورتر على إسرائيل.» وقال إن إسرائيل «تفعل كل ما هو ممكن» للحفاظ على أرواح المدنيين.